مسحت على رأسها بيدي فبكت
أمالت بجبهتها مثل سنبلة في المروج
على كتفي
مجففة دمعها في
قميصي
وضمت جراحي
بظهري
وما علمت
أنها سبب في جراحي
وتهت وتاهت
وما بقيت غير أعيننا
في عتاب تخيط الصراخ
سألت بعمق فراغي
ودون حراك شفاهي
لماذا ذهببت؟
وقلبي وحيد
يصارع مثل غريق
تخبط مثل مصاب بمس عشيق
أجيبي ولو يا حبيبي
بقطرة ريق
أهان عليك
عذابي؟
وتركي بنصف الطريق؟
أترتعش الشفتان
لبرد ؟
أترتعشان لخوف؟
أترتعشان لنطق حروفي ؟
كفاك تقول ظروفي
وقول الحقيقة بعد انتظاري
أجيبي
أشارت إلى دمعها كي يجيب
وكيف بدمع ملثم عشق يجيب؟
سكتنا سكوت الصخور
وأهل القبور
وسرنا ببطء كبط
نناشد تلك المسافة طولا تزيد
وتلك الدقائق أن لا تهرول بل للوراء تعود
مررنا على كل شيء جميل مررنا به ذات يوم
وسجل كل مكان وطأنا حكايتنا بالرحيق
وددت أن لا أفيق
جلسنا على شاطئ البحر
ننتظر الشمس كي لا تغيب وتتركنا
في ذهول
سمعت حديثا حنون
يقول أنا شمسك التي لن تغيب
ونامت على فخذي
مثل طفل صغير
ونمت أشاهدها كالملاك
على الرمل مبتسما
مصطفى عيسى أسد