« (( الصعلوك ..إيّاهْ ))»
بقلم الشاعر المرسي النجار
( ١ )
أنا المذكور .. آدناهُ
وأوسطه .. وأعلاهُ
أنا الصعلوكُ ... إيّاهُ
عروسُ الطين
زفتُ الطين
ربُّ الكون .. أزكاهُ
وصوّرهُ .. وسوّاهُ
وأسكنه ..
واسكن أخته كأخيهِ
ظهرَ أبيهِ
في رغدٍ إلى أبدٍ ..
اذا ماأبوهُ المبتلَى .. لم يعصِ مولاهُ
لكنّما الشيطانُ .. أغراهُ وأغواهُ
كذلك ..
أُنزلَ ابنْ أبيهِ للدنيا ..
من المقصورة العليا ..
ليركبَ ظهرَ دنياهُ .. لأخراهُ
فيلقى الله .. مشكوراً لمسعاهُ
فيرجعه .. لجنتهِ .. لمأواهُ
لكنّما الدنيا .. آناختهُ
ركبتهُ
صكّتهُ .. على ردفيهِ .. وقفاهُ
وساقتهُ ..
مع الشيطانِ للعصيانِ .. فعصاهْ
( ٢ )
أَأعصاه ؟!
أنا الصعلوك .. أعصاهُ ؟!
كأنّي .. لستُ مملوكاً
كأنّي .. لست مخلوقاً ..
لطاعتهِ .. وخشيتهِ .. وتقواهُ
كأنّي .. لست مرتَزَقاً
كأنّي .. قادرٌ حقّاً
ولي حوْلٌ .. ولي طوْلٌ .. ولي جاهُ
وحقّ الله ..
لا .. ليَ ..
لا .. حوْلٌ .. ولا طوْلٌ .. ولاجاهُ
أنا الصعلوكْ .. إياهُ
أنا اللاشيئ
أعرف ..
أنني اللاشيئَ
أعرفُ .. أنهُ الله
وأذكرني
وأشكرني .. وأنساهُ
فإن تمراً ..
نسِيتُ المنعمَ العالي
وإن جمراً .. صرَختً : العبدَ ربّاه
ولاينسَى .. وحاشاهُ
سريعاً ..
ألمسُ الشمسَ
وفوراً .. تُقبَرُ الآهُ
يعافيني
ويكفيني
ويعطيني الهدى والريحَ والمرسَي
وقد تاهوا
أنا عبدٌ
جحودٌ قلبهُ .. وغدُ
وللحقِّ
يُدلّلهُ مُعِيلُ الخلْقِ .. أللهُ
( ٣ )
أنا عبدٌ .. عديمُ الصبرِ
أرفعُ .. أذرعَ الصدرِ .. تُغرقني عطاياهْ
أنا عبدٌ .. فقيرُ القدرِ
أكرَمهُ .. وليُّ الأمر .. آغناهُ .. وأعلاهُ
أنا عبدٌ .. عبيطُ الفكرِ
عَكِرُ البئرِ .. طُول العمرِ .. قد خدَعتْه دنياهُ
أنا عبدٌ ..
تطاردهُ خطاياهُ
ويخشَى .. سوءَ عقباهُ
ولكنّي .. أوحّدهُ .. وأعبدُهُ .. وأهواهُ
وأسألُه بدمعِ العينِ .. غفرتَهُ
وأسألهُ بدمعِ القلبِ .. رحمتَهُ
وأسألُه بدمع الرّوحِ .. جنتهُ
لألقاهُ
فأظفَرُ -- يالطموحِ صعلوكٍ -- برؤياهُ
أنا الصعلوكُ .. إياهُ
بعينِ الرأسِ .. سأراهُ
فهل
من جنّةٍ - ياجنّةَ الفردوسِ - بعد مرآهُ ؟!
هو اللهُ ..
لااله .. إلّا هُ
فياربّ
عفوَكَ الملكيّ .. ياملكَ الملوكِ
لعبدِك الصغلوكِ .. حرَقَت ْ صدره الآهُ
وخوفُهُ منكَ ..
احتمَى برجائهِ فيكَ ..
رحماكَ .. وارحماكَ ربّاهُ
بقلمي. المرسي التجار
ت يناير ٢٠٢٠