صعيدي على باب الأميرة
شعر دكتور احمد عبد الحكم
سل المسكين عن تصاريف الزمان
والبؤس عنوان بكل مكان
ورأيت فاتنة تمر وعطرها
يفوح من جسم ومن أردان
وعجبت كيف البدر ينزل أرضنا
ويطل فيها ويحل بالوجدان
ناديتها أيا بدرا فى الدجى
فتبسمت وتكللت وتألقت عينان
قالت وابدت للعيون محبة
من ذا يكون فتى الفتيان
فقلت لها أنا الصعيدى مولدا
ومدينتي سوهاج درة التيجان
أنا من صعيد مصر صديقتى
جرجا مديريتى من قديم زمان
فتضاحكت وقالت فى كايرو مولدى
ومصر الجديدة في قلبها عنواني
داليدا اسمى ودودى شهرتى
و ماى فازر يسمى بالقبطان
أنا هنا أسكن في كامباوند
وشقتى دوبلكس تحاط بالريحان
قلت لها إنى أقيم بقرية
محفوفة بالماء بالبستان
فى بيتنا الريفى خير وافر
وطيورنا تشدو بكل مكان
أمى أميرة هذا البيت سيدتى
وأبى رجل من بنى الأعيان
إن اريدك نصف دينى أى زوجة
لتكونى جوهرة فى عقود جمان
وشبكتى خلخال امى إنه
اغلى ما يروق للنسوان
فتمايلت بقوامها ولفت جيدها
وتفاعلت فعل الخمر بالنشوان
أنا لست اقبل زفتى إلا
بخمس نجوم بباريس أو مدينة كان
وشبكتى فصوص الماظ وإليك
شروطى كاملة وكل أمانى
إياك تنطق دون إذن مسبق
وحذار ثم حذارمن عصيانى
أنا قد قبلت رغم فرق شاسع
وبابا خاصمنى لبضع ثوانى
ولقد نظرت إليك نظرة معجب
بحذائك البالى القديم الفانى
وشرابك المقطوع يلفظ لاهثا
أنفاسه ويطل مثل لسان
ورأيت فيك تعاسة كموظف
والويل ثم الويل للغلبان
ونحافة تبدو فى قوام كخلة
وشعرك المنكوش كالمرجان
فقلت ما قصدت أن تكونى مليكتى
ليس من عاش حلما كما اليقظان