قِمّة ال عَرَبِ ..
بقلم الشاعر اسماعيل عبد الهادي
ضاعت فلسطين
وضاعت كنيسة المهد
والأقصى ..
كذا ضاع
وقبّة الصخرة
فجأرنا بالعُرْبان ندعوهم
بأن هُبّوا
وأن لبّوا
فأجاءونا سراعاً
ومن كلّ حدبٍ
وصوبٍ نَرَيْنَهُمو (نرينهم) نسلوا
ورأينا غباراً تطاير
مع السماء تعانق طوراً
وأخر ..
رأيناه يلتحم
فتعذّر المشهد
حتّى بِتنا والله
لا نرى الإصبع
وسمعنا صهيل الخيل
تزحف نحونا
وسنابك تهبط فينةً
وأخرى ترى
ترفع
وصيحات تعالت
لكأنها تزأر
فساعة تخبو وتنحسر
وتارةً ترى
تُسمع
حتى خالنا بأنّ
الجيشين قد التحموا
وفلسطين ..
لأهلها ردّوا
فلما تطاير الغبار
وانقشع ااا
ورأينا القوم على حالهم
قد بانوا
وقد ظهروا
كالِحاتٌ وجوههم
مكفهرّة
صُفْر
عليهم مُسوح الملوك
وبيض الثياب
قد لبسوا
ومن جميل العطر
قد ادّهنوا
وبعض مشائخ معهم
عمائم سود وبيض
قد اعتمروا
...
دخلوا إلى غرفة كبيرة
وعلى وثير الفرش
قد قعدوا
وقد جلسوا
وغلّقوا الأبواب بإحكامٍ
والمنافذ كلّها
سدّوا
فأزبدوا ..
وأرغوا ..
وصالوا ..
وكالوا ..
وبعدها جالوا
وأياماً ثلاثاً
لِحاقاً
وتترىً تباعاً
ونحن بالعَراء ..
نن تظر
فخرجوا ووجوههم مُغبرّة
ومُسودّة
وتقدّم مِنْهُمو (منهم) شيخ
فتمايل بكلّ ناحٍ
وزاوية
وانتفضَ اااا
وانبرى يحكي
ويتكلّم
ويتتأتأ فينةً والله
و تارة .. تراه يتلعثم
وممّا قاله
وبه بدأاااااااااااااااااااا
نرفض
وندين
وبشدّة ..
ما يحصل
والذي حصل ااااااااااااااااا
ونشجب
ونستنكر
ونستهجن
ولاءااااات نقولها
على ما جرى بغزّّّة الأمس والقدس
ونعتذر ..
...
فقمت من بين الناس أخطبهم
وجسمي لكأنُما تبلّل بالماء والعرق
فقلت جملة
لم أُثَنِّها
على رِسلك يا شيخ
قل لي بربّك
ودُلّني
أين يصرف العذر
واين يصرف الشجب
وهل يعيدون لي بيتي
ومن مات من أهلي
ومن جرحوا ومن ثكلوا
ومن فقدوا اااا
وهل يعيدون لنا الأقصى ؟!..
وهل تعيد قمّتكم
ببيانكم الذي تليتموه توّااااا
على مسامعنا اااااااااا
ومئين مثله سبقوا
نَ .. خْ .. وَ .. تَ ... نا ااااا
التي ض ااااا ع ت
يا اااا شيخنا اااااا
وقبة الصخرة ؟!..
اسماعيل عبد الهادي
أبو آمن