قِصَّة . . . . عَابِرَة . . .
حَلْقِه . . . (٢٤) . . .
بقلم/عادل تَمَام الشِّيمِيّ
. . . . . .
. لَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ . .
.......
. الْقَمَرُ يَنْثُر ضَوْؤُه فَوْق
ظَهَر الْقَصْر كَأَنَّه (لُجَيْن) .
يتدلّي مِنْ قَلْبٍ الْقَمَر
. . . . . .
أَرَادَتْ أَنْ تَصْعَد فَوْقَ ظَهْرِ الْقَصْرِ فِي نَسِيم تِلْكَ اللَّيْلَةِ المُقْمِرَةِ .
. . . . .
صَعِدَت فَوْق الدَّرَج كَأَنَّهَا تَصْعَدُ . فَوْق سَفِينَة فَضَاء
لتري كوكبنا مِنْ بَعِيدٍ
. . . .
وَفَوْق الْقَصْر الرَّابِض فَوْق جَنَاح . السُّكُون
جَلَسَت عَلِي غُصْنٍ مَيِّتٍ فِي مُوَاجَهَةِ وَجْه الْقَمَر نَحْوَ الْمَشْرِقِ
. . . . .
اخْتَلَط ضَوْءُ الْقَمَرِ بِنُور مُحَيَّاهَا وتعانق مَع ظِلّ أَطْرَاف نَخْلَةٍ مَغْرُوزَة
فِي عَجْزِ الْقَصْر فتعانق الْجَمِيعُ فِي تُحْفَةٍ فَنِّيَّةٍ
عَبْقَرِيَّة مَلَأَت أَرْكَان . الْقَصْر .
جَمَالًا وَجَلاَلاً . وبهاءً . .
. . . . . .
نَظَرْت خَلْفَهَا فَإِذَا بِطَرَف النَّخْلَة يُداعِب
جِيدَها كَأَنَّه عَشِيقٌ يَضَعُ يَدَهُ بِحَنَانٍ خَلْف جِيدِها الفضّي . .
فتعتريها رَعْشَةٌ جَعَلَت
طَرَف النَّخْلَة
يتواري خَجَلاً
. . . . . .
اللَّيْل سَاكِنٌ كَأَنَّه يَسْتَمِع إلَيّ هفهفات ظِلِّهَا وهمسات
أَنْفَاسَهَا . وَوَقَع
أقدامها . . .
. . . . .
نَظَرْت مِنْ أَعْلَي قَصْرِهَا نَحْو النُّور المترامي كَأَنَّه نَظْمٌ مَنِ النُّجُومِ فِي كَبِدِ الصَّحْرَاء .
. . . . . .
يَأْتِيَ إِلَي سَمِعَهَا صَدِي
ضَرَبَات قَلْبِهَا
فَلَا أُنَيْسٌ وَلَا جَلِيسٌ إلَّا
تِلْك النبضات
. مِنْ صَدْرِ مَمْلُوءٌ بِالرَّغَبَات . .
. . . .
نَزَلَت إلَي مخدعها فَإِذَا
سَرِيرُهَا سَاجِدٌ
يبكي...
يَشْكُو سِرَّه إلَي اُذُنِ الْأَرْض . . . !!
. . . . .
.