الخميس، 3 يوليو 2025

Hiamemaloha

بون ونوب للدكتور عارف تكنة

 كَتبَ الشاعر بشار بن بُرد في قصيدته ما يلي: 

وَذاتُ   دَلٍّ   كَأَنَّ    البَدرَ    صورَتُها

باتَت  تُغَنّي  عَميدَ   القَلبِ   سَكرانا


فَقُلتُ  أَحسَنتِ  يا سُؤلي وَيا  أَمَلي

فَأَسمِعيني   جَزاكِ    اللَهُ     إِحسانا


يا قَومُ  أُذني لِبعَضِ  الحَيِّ  عاشِقَةٌ

وَالأُذنُ  تَعشَقُ  قَبلَ  العَينِ   أَحيانا


فَقُلتُ أَحسَنتِ  أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌ

أَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانا

........................................................................

على ذاتِ البحر والرَّوِي، خَطَّ قَلَمي القصيدةَ التالية:

........................................................................

(من البحر البسيط)

بِقَلَم

د.عارف تَكَنَة


             (( بَوْنٌ وَنَوْب ))


وَرُبَّ    لَيلٍ    أَجَنَّ.   الْنَّبوُ    سُدفَتُهُ(١)

فَغَيَّبَ     الْبُعدُ     بِالْأَسفارِ     وَلْهانا 


سُرادِقُ  الْبَوْنِ  قَدْ    قامَتْ   قَوائِمُهُ 

وَشادَ  ذا الظَّعنُ عِنْدَ الشَّصِّ صِيوانا(٢)


يا  ذاتَ  خِدرٍ  أَلا   الْمَرسُولُ  يُبْرِقُها  

عَلَىٰ   بَرِيدِ  الْهَوَىٰ  فَالْوَقْتُ   قَدْ  آنا 


فَسارَ  خَلفَ  خِطاءِ   الْوَزْفِ   مُعْتَلِجٌ(٣)

لِيَقطَعَ  الدَّربَ - بَعدَ  الصَّرمِ -  كُثبانا


وَخالَ   أَنَّ   كَثِيبَ  الْبَرحِ    مُنْجَرِفٌ 

فَصارَ    ذا    النَّزْحُ   بِالْإِثْواءِ   قُربانا 


تَسَمَّعَ الْوَنْيُ شَكْوَى الْجَفْوِ حِينَ وَنَىٰ(٤)

فَأَطرَقَ    النَّوْبُ  عِندَ   الْهَجرِ    آذانا 


تَوَطَّنَ  الطَّوْفُ مِنْ  بَعدِ  الْوَزِيفِ  بِهِ(٥)

فَكانَ     نَفْيًا      ولِلْوَلْهانِ     سَجَّانا 


أَيا  سَجِينَ  الْهَوَىٰ فَالْأَسرُ   مُحتَبِسٌ 

فَمَنْ   يَجُثُّ  مِنَ  الْأَحباسِ   قُضبانا 


وَمَنْ   بِوَردٍ  عَلَىٰ  جِيدِ  الْإِسارِ  فَقَدْ

تَنَبَّتَ   الشَّوْكُ   عِندَ   الْقَيدِ   سِيقانا 


وَالْبَينُ أَيقَظَ طَرفَ الشَّطْنِ مِنْ  سِنَةٍ(٦)

وَالْقُرْبُ  مِنْ  وَسْنَةٍ  قَدْ باتَ  يَقْظانا 


وَغَالَبَ  النَّأْيُ  رُزْءَ  الشَطِّ حِينَ  نَوَىٰ(٧)

فَرَجَّحَ    الْوَصلُ    لِلْإِيصالِ    مِيزانا 


وَما      تَسَأَّمَتِ      الْلُّقيا      بِمُعتَزَلٍ

فَعادَ   يَجدُلُ  فِي  الْمَأْوَىٰ  كَما   كانا 


سُرَّ       الْمَآبُ      بِمَحبُورٍ      بِفَيئَتِهِ 

إِذْ صارَ  ذا  الْقُربُ  لِلْمَشْغُوفِ  سُلْوانا 


فَما     تَهَدَّجَ     مِنْ   مَوَّالِ     فُرقَتِهِ 

وَباتَ    يَعزِفُ  عِنْدَ   الثَّكْمِ    أَلْحانا(٨) 


                        بِقَلَم

                  د.عارف تَكَنَة                   

....................................................

(١): النَّبوُ: مَصدر (نَبا). ونَبا بَصَرُهُ: تَباعَد. السُّدفَة: الظُّلْمَة. 

(٢): الشَّصُّ: مَصدر شَصَّ. وشَصَّهُ عَنِ الْأَمر: مَنَعَهُ عَنْهُ وأَبَعَدهُ.  

(٣): خِطاء: جَمْعُ خَطوَة. الْوَزْفُ: سُرعَةُ السَّير. الصَّرمُ: الْهَجرُ والْقَطعُ. 

(٤): الْوَنْيُ: مَصدَر (وَنَى). ونَى الشَّيءَ: تَرَكَهُ. النَّوبُ: مَصدَر (نابَ). نابَ الشَّيءُ: قَرُبَ. 

(٥): الْوَزِيف: الْاسراع والْاستِعجال. 

(٦): الشَّطْنُ: الْبُعدُ.  

(٧): الرُّزْءُ: الْمُصِيبَة. 

(٨): الثَّكْم: مُفرد صِفة مشبهة مشتق من الْفِعل (ثَكَم): وثَكَمَ بالْمَكان: أَقامَ.

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :