الحرف المُنِيف في ذكرى المولد الشريف...
للشاعر اليمني: عبدالجليل قائد الشجاع.
ذكراكَ عادت في الأنامِ فأسفرا
صبحٌ به كلُّ الوجودِ تنوَّرا
وتباهتِ الدنيا سرورًا وانثنى
منه الزمانُ مهلِّلًا ومكبِّرا
لبست جبالُ الأرضِ نورًا واكتسى
منها ربوعُ الكونِ لونًا أخضرا
يا خيرَ مولودٍ بدا من مكةٍ
فتنفَّسَتْ منه النسيمَ الأعطَرا
أنتَ الحياةُ أتيتَ تحيي أنفسًا
في كفرِها قد أوشكت أن تُقبَرا
وبنيتَ بالإسلامِ فجرَ شبابِها
فأنارتِ الدنيا به بين الورى
وصهرتَ بالأخلاقِ غورَ نفوسِها
فغدتْ تتوقُ إلى الثُّريّا لا الثَّرى
فمحوتَ بالتوحيدِ ليلَ ضلالِها
فمضتْ تقاتلُ مثلَ آسادِ الشَّرى
كالريحِ، كالإعصارِ تكتسحُ الدُّنا
وتحطِّمُ الأصنامَ فيها أكثَرا
فدنتْ رقابُ الكلِّ تحتَ سيوفِها
من مكةٍ حتى الهلال الأكبرا
دُفنت حضارةُ فارسٍ من بعدما
قد حطَّمتْ كِسرى ودكَّتْ قيصَرا
بالقادسيَّةِ جيشُ باذانَ انتهى
وبساحةِ اليرموكِ قيصرَ دُمِّرا
وأقامت الإسلامَ صرحًا شامخًا
من أرضِ بكينٍ إلى إنجلترا
ومن الملايو في الجنوبِ إلى جِبالْ
الألبِ والإنديزِ في أعلى الذُّرى
صعدتْ جيوشُ محمَّدٍ وخيولُهُ
غازيةً في أرضِهم لن تُقهَرا
تهبُّ السلامَ مع الأمانِ شعوبُها
وتكُفُّ عنهم ظالمًا مستكبِرا
وغدا ملوكُ الأرضِ إمّا مسلمٌ
أو خاضعٌ يُعطي الخراجَ الأكثَرا
واليومَ أمريكا تمادتْ في الورى
وأقامت الإسلامَ خطًّا أحمَرا
دأبتْ على تمزيقِه بفلوسِها
وملوكُها المتأمركينَ على الورى
عذرًا رسولَ الله، إنّا أمَّةٌ
رجعتْ عن الشرعِ الحنيفِ القهقرى
ولنحو شطرِ الغربِ ولّتْ وجهَها
واستبدلتْ من كفرِهِ ما لا يُرى
بل صار ملموسًا لدى حكّامِها
بسياسةٍ فُضِحَتْ على كلِّ القُرى
أطفالُ غزّةَ ما أثاروا شهامةً
فيهم، ولا رحموا النساءَ الحُسَّرا
بالقتلِ والتدميرِ والجوعِ الذي
أضحى على السُّكّانِ موتًا آخَرا
بل بعضُهم قد باركَ العدوانَ، بل
أعطى له الدَّعمَ الجزيلَ الأخطَرا
عذرًا أبا الزهراءِ، إنَّ قلوبَنا
كادتْ من المأساةِ أن تتفطَّرا
حُكّامُنا قد أحكموا تَكبيلَنا
وغدوا أشدَّ من العدوِّ وأحقَرا
هل هؤلاءِ هم الولاةُ بأرضِنا؟
أم أصبحوا فينا عدوًّا أكبرا؟
خذلانُ غزّةَ في صحائفِ قادةِ الـ
أعرابِ صار جريمةً لن تُغفَرا
بل وصمةٌ مسوَّدةٌ بجباهِهم
ملأتْهُمُ عارًا وخزيًا أكثَرا
ستلاحق. الحكام لعنة غزةٍ
حتى تَكُبَّهُمُ الجحيمَ الأحمرا
الا الزعيم الفذ لليمن الذي
أضحت صواعقه تدك الأبحر
وتدمر المحتل تصلي شعبه
نارا تطيح قصوره تحت الثرى
ثم الصلاة على النبي وآله
والصحب ما مُزنٌ أَغَامَ وأمطرا
✦ ٣ ربيع الأوّل ١٤٤٧هـ
✦ ٢٦ أغسطس ٢٠٢٥م