الأحد، 31 أكتوبر 2021

Hiamemaloha

سوريا للشاعرة أمال بدر

 سوريا

بقلم الشاعر أمال بدر

جففى دمعك حبيبتى


قارب ليلك أن ينتهى 


ويظهر لك ضوء النهار


غدا ستعود لك دمشق 


لتحتضن جموع أهلها


وتجفف دموع عينها


عنها يزول ظلام ليلها


وتشرق   شم.  ايامها


وتجرى الأنهار بأرضها 


تسقى عطش  شعبها


وتتفتح ثمار أشجارها


وترقص ورودها فرحة 


وتتمايل على العيدان


صبرا  جميلا    بلدتى


قارب لليل    الانتهاء


امال بدر

اقرء المزيد
Hiamemaloha

ضاع الهوى للشاعر علاء عطية علي

 ضَاْعَ الْهَوَىْ                             الْبَحْرُ الْوَاْفِرُ

بقلم الشاعر علاء عطية علي

مَتَى اسْتَهْوَاكِ حُبِّيْ وَاهْتِمَامِيْ

                       مَتَىْ أَضْنَاْكِ بُعْدِيْ أَوْ غَرَامِيْ

مَتَىْ لَمْ تَنْعَمِيْ بِحَلَا هَيَامِيْ

                         أَلَمْ يَمْضِيْ بِنَاْ عُمُرِيْ أَمَاْمِيْ

أَمَاْ ضَاْعَ الْهَوَىْ وَبَدَاْ ظَلَامِيْ

                   أَلَيْسَ الْحُبُّ أَضْحَىْ كَالْغَمَامِ/ي

أَتَيْتُكِ رُبَّمَا أَهْدَىْ مَرَامِيْ

                          وَدِدْتُ لِقَاؤُنَاْ يَشْفِيْ أَلَاميْ

غَدَاْ ذَنْبًا فَمَاْ يَمْحِي أَثَامِيْ

                          مَتَىْ مَاْ بَيْنَنَاْ أَزْكَىْ تَمَامِيْ

مَتَىْ مَاْ كُنْتُ فِيْ حُبِّيْ عِصَاْمِيْ

                          فَقُلْتُ فَلَرُبَّمَاْ يَهْدِيْ كَلَاْمِيْ

لِأَنِّيْ ذُوْ مَدَىْ طَبْعِيِ تَحَامِيْ

                        كَذَاْ شَرَفِيْ رَفِيْعٌ كَمْ وَدَاْمِيْ

ضَمِيْرِيْ مَاْ غَفَاْ صَحْوِيْ مَنَاْمِيْ

                 وَحَتَّىْ فِيْ اخْتِصَاْصَاْتِيْ مُحَاْمِيْ

أَغَاْرُ بِشِدَّةٍ عَلَىْ حَرِيْمِيْ

                            كَذَا الْلَّهُ يَغَاْرُ فَمَاْ مَلَاْمِيْ

طِبَاْعِيْ زَكِيَّةٌّ خُلُقِيْ سَاْمِيْ

                           فَلَمَّا أَنْ رَأَوْا مِنِّيْ سَنَاْمِيْ

فَقَاْلُوْا أَنْتَ عَنْتَرِيٌّ صِدَاْمِيْ

                          وَنَحْنُ فَمَاْ يُنَاْسِبُنَاْ هُمَاْمِيْ

ذَهَبْتُ وَقَدْ هَفَاْ مِنِّيْ سَلَاْمِيْ

                أَعَاْدُوْا شَبْكَتِيْ لِيْ فِي الْخِتَاْمِ/يْ

بقلم الشاعر المحامي/علاء عطية علي

اقرء المزيد
Hiamemaloha

طال الصمت للشاعرة نزيهة الحلوي

 بقلم الشاعرة نزيهة الحلوي

طال الصمت 

وطال الانتظار

  بين الحنين والشوق

بين العتاب واللوم

وضاع ربيع العمر

نبحث عن الاعذار

  لكنها اعذار واهية

  فليكن  الصمت

 هذه  المرة عملية انتحار

انتحار المشاعر

 على محراب الحب

 حب صامت  حائر

 يتارجح بين الكلمات

 يبحث عن الامان

في بحر الاحزان

حب اخترنا له

 الصمت عنوان

 لعل الصمت يغسل الأحزان

ويريحنا من لوعة العتب

صار العتاب  وجعا مرا

لذلك فلنترك الصمت يتكلم 

  يعزف على اوتار قلوبنا 

 ربما تتغيرالأقدار

  و  يبقى بصيص امل ياتينا من ثقب الباب

   ليخرجنا من هذا الصمت

 وتتكلم الحروف 

وتعزف اعذب الالحان 

ويعود حبنا الى دندنة الاغنام   

انغام ايام زمان 

ويتحول الصمت الى نهر من الكلمات

 فيذوب جليد الصمت والأحزان


نزيهة الحلوي/تونس

اقرء المزيد
Hiamemaloha

الكلمات للشاعر عابدين أحمد

 الكلمات

بقلم الشاعر عابدين أحمد 

مابالها تهرول

هاربة 

خائفة 

جزعة 

تأبى البوح

منغلقة على نفسها

غائرة في الظلام

ماتت قبل الخروج

ترفض الولوج

لاأفكار تجمعها

ولا قصيد

ساكنة مثل الضباب

يغزوا

يطفوا

اعماق الوديان

تخفي البغيض من الإحساس

مكبوتة 

خرساء 

فلا وتر يطلقها

ولا حيان

مشوشة التشكيل 

بلا تبيان

مرهلة الثالوث

مبتورة الوركان

ملتوية السطر 

مرتشية الوجدان

نائية 

مختفية

من جالوت

بالدغل كالظبيان

أيا كلماتي 

من غير قصد  

اولدت قصيدة

حلوة الغريان

                      عابدين احمد

اقرء المزيد
Hiamemaloha

غرثى الوشاح للشاعر غسان الضمان

 غرثى الوشاح : ( الطويل )

بقلم ااشاعر غسان الضمان

علمتُ بها غَرْثى الوشاح خصيبة

ويصدح فيها خيِّر ونذيل

بليل إذا مرَّت سويعات ظلمة

فإنّ سناها بارق ونخيل

وما ليلة ليلاء تبدو لو انها

ستأتي إلينا والظلام ظليل

ولكنها تبدو لعل صريمها

يُنار بطيف والنّسيم عليل

محاجرها كالرّيم إن جدَّ وصفها

ورمش عيون كالحسام صقيل

لها الجيد شفّاف كأنّ رضابها

زلالٌ نقيٌّ والّلعاب يسيل

وفيها على الخدّين وشم سواده

كما المسك يبدو والسَّواد نفيل

فمن خدِّها ورد يفوح أريجه

ومن ريقها سكب الزُّلال جزيل

وما مَسحة الخدَّين إلّا كأنّها

شفيق صباح في الضِّياء وَغيل

مكحّلة العينين يغري سوادها

وأيطلها شبه الظِّباء نحيل

فما خصَّني منها سوى شغفي بها

وليت بأنّي في الجوار نزيل

وفي بُعدها أقفي القطا مسترسلا

وإنّ قريضي في القطاة قليل

لعلّ القطا يطوي الفلاة بقربها

ويخبرها أنّ العشيق قتيل

عسى تروِه عشقا ويحيا بُعَيدها

فؤاد عشيق تالف وكليل

وتجزي له ما قد يريح لخافق

ويُثْلِج جوف الصّدر وهو قصيل

فلا كانت الدُّنيا تروق بدونها

ولا كلّ عمري في الغرام ضَحيل

ولكنّها الأيام أبدت جفافها

من البُعد عنها والبُعاد ثقيل

ولي حاجة فيها وليس بخاذل

وَإنّي على طول الحياة كفيل

عقدتُّ عليها العزْمَ ألّا أخونها

وليت لمثواها الأخير حَليل

فلا مثلها عيني رأتْ بلحاظها

وليس لها بين الأنام مثيل

ألا ليت لو أنّي سكنت بقربها

فهذا لعمري للهيام سبل

ولا حبَّذا في البعد حتى وإنّني

تجرّعْت سُمَّ البُعد وهو وبيل

....................................

بقلمي : غسّان الضّمّان

اقرء المزيد
Hiamemaloha

الجود والعطاء للأستاذة سلمى رمضان

 الجود والعطاء.

بقلم أ. سلمى رمضان

أنا بحر  وافر أتحلى بالجود والعطاء.

اكتب بكل  محبة وإخلاص  وسخاء.

 أتوق وأبغي حب التقرب  إلى الرحمن. 

 أنقش حروفي بدقة  تحت السما الزرقاء. 

بكل ود  ثقة أخط كلماتي كرسام فنان. 

 أتفنن في وصف  الحدث بكل إعتناء.

أبوح عما يجول  في خاطري بلا كتمان.

أجلس في الهواء الطلق مع الطبيعة الخضراء.

أترك مخيلتي تهذي على السجية بإطمئنان. 

أرتل الأوزان  تحت أشعة شمس الصحراء. 

وتتلألأ  كأنها  لؤلؤة من  صدف المرجان. 

 أكن المحبة و اتمتع بالسعادة والرخاء. 

أمشي بتواضع أرتقي  ألى الإيمان والأمان

لساني ينطق  متحليا  بالخجل والحياء .


بقلم أ. سلمى رمضان.

اقرء المزيد
Hiamemaloha

بقايا إنسان للشاعرة لطيفة ناجي

 بقايا إنسان. 

بقلم الشاعرة لطيفة ناجي

أنا الجذوة القابعة

تحت كوم الرماد الباردة. 

أنا الصرخة النابعة 

من دواخل سقيمة، 

آذتها  الأيادي الغادرة. 

أنا الوردة اليانعة 

التي سلبَ رحيقها الزمان 

فما فاحت في روض 

ولا أينعت في بستان.

أنا كل الألم والأسقام

عذابي  ممتد، 

عبر الفصول والأيام. 

أنا وطن كله أوجاع 

وطن مسلوب الهوية 

بدون خارطة، 

تتجلى أطيافه مترنحة، 

في الفيافي والقفار 

طيلة أزمنة منسية. 

أتيتُ إلى الوجود سبيّة، 

تكبل الأغلال معصميّ وقدميّ ،

سُلبتُ كلّ أشيائي الجميلة، 

جرحي ينزف بغزارة 

مع كل خطوة أخطوها 

يسقي الأرض العقيم 

ويروي الجذور المبتورة. 

سرابا أصبح ، 

وأمسي طيفا هائما 

في حلكة الليالي الشتوية.

صامدة، أنشد السلام والحرية

وأرنو إلى راحة نفسية

بعيدا عن زخرف الدنيا الفانية.

      بقلم لطيفة ناجي.

اقرء المزيد
Hiamemaloha

إضاءات نقدية للأستاذ جمال عتو

إضاءات نقدية بقلم الأستاذ جمال عتو

نلتقي مجددا هذا اليوم مع فقرة " إضاءات نقدية " بمنتدى نبض القلم للشعر والأدب متناولين قصة قصيرة موسومة ب " بين مد وجزر " الأديبة التونسية لمياء بولعرس .


النص القصصي القصير يحكي عن شخص وحيد إعتاد زيارة البحر لينفس عن نفسه التي امتلأت خواء وفراغا لكنه كلما وطأت قدماه الشاطئ انقلب خواؤه امتلاء عابرا ، أخذ يركض بعدما غمس يده في زبد البحر وترحم على من ألهمه حبه ، احس بشعور عاطفي غامض تساءلت الكاتبة هل هو هوى مقدر أم غريزة ذكورية عابرة فقد امتثلت له بعيدا ، لم تكن سوى امرأة أوتيت جمالا بهيا ، اقترب منها صارت نبضات قلبه في خفقان ظاهر وهو الأبي الذي لا مجال للدخيلات الولوج إلى سلطنته ، تراءت له عن قرب أن تلك المرأة عبارة عن حورية البحر ، لم يتفرس وجهها جيدا لكنه " استوعب ملامحه الراسخة في رغبته " ، كانت رغبة دون حب ، تمنى لو يقترب منها أكثر مستمتعا بجمالها وهو الذي لم يعهد هذا الامتلاء قبل مع سليلات أنوثتها ، أراد عيش حاضره متنكرا لماضيه ، جرى ، ركض ، اقترب منها ،  كاد أن يلامسها،"كسته في وهلة بشعرها ، مسحت به على محياه " لتغدو بعد ذلك فراشة ، تستبين الحقيقة أن ذلك اختزال لتعويذة الوجود 

" حورية بحاره المنشودة ... فراشة أحلامه السريرية ، حلقت حول كتفيه ، وقعت عليهما ، اختلطت أنفاسه بعبقها ، ما إن يشارف على ملامستها حتى تحط بعيدا عنه " .

باح لها بعد جري وركض بالحب لكنها ارتأته حبا محنطا بالغريزة .

أصرت على البقاء على حالها فراشة حطت على حبات الرمل ولم ترد أن تتحول إلى امرأة من جديد لكي لا تمتثل لرغبته وغريزته ، بعد أن حلقت بعيدا جدا استرجعت صورة الأنثى تاركة " طيف الحورية والفراشة لانطلاقة كل امرأة حرة ..." .

اشتد ركضه دون جدوى غير مدرك أهو الحب دافعه نحوها أم الرغبة المحنطة وبقي بين مد وجزر " يلازمه طيفها ... يطرده عنه ثم يطارده " .


نص الأديبة لمياء بولعرس اشتغل على مفهوم " الفنطازيا " وهو استحضار شخصيات في الواقع من عدم ، والتعايش معها في لحظات مختلسة من رتابة اللحظة ، ثم ماتلبث هذه الشخصيات أن تختفي ، لكن هذه التمظهرات ما هي إلا انعكاس لما يخفيه المستحضر من مشاعر دفينة تناساها ولم ينساها أبدا ، فبطل قصتنا على مايبدو مغرما بزيارة البحر ، ومن أول وهلة وهو يداعب زبده كان يستزيد من " صورتها "،

من هي ؟ أهي حبيبته ؟ ، تعبر الكاتبة عن هذا الإحساس ب 

" استفاضت من جموحه لها ، حين أراد التخلص من تقاسيمها المرسومة في دخيلته ، لم ينجح أبدا في محو خباياها فيه " .

سيمتثل هذا الإحساس الدفين في امرأة عبارة عن حورية البحر أوتيت جمالا مثيرا ، يركض نحوها ناشدا التقرب منها حتى يستمتع بلقياها حائرا بين الشعور بالغريزة المحنطة والحب الصادق ، سينجح البطل في ذلك بعدها ولو لم يتفرس وجهها بين مد البحر وجزره ، فهو لم يعهد هذا الامتلاء قبل مع سليلات أنوثتها ، كسته في وهلة بشعرها ، مسحت على محياه ، لكنها في طفرة مفاجئة قبل أن يهم بها تتحول الى فراشة تطير ثم تحط ، واصل ركضه لأنه متشبت بالظفر بها ، حورية بحاره المنشودة أو فراشة أحلامه السريرية ، لقد وجد ضالته لتكون من نصيبه وقد تنكر لماضيه العاطفي ، الفراشة الحورية رغم بوحه بحبه لها تشربته وارتأته حبا محنطا بالغريزة ، لم تتحول الفراشة بقربه إلى امرأة لكي لا تمتثل لرغبته ، تطير الفراشة من جديد في المعالي بعيدا ، وتسترجع صورة الأنثى من جديد تاركة طيف الحورية والفراشة لانطلاقة كل امرأة حرة ، يركض بعدها وهو في حيرة قاتلة بين إداركه أهو الحب دافعه نحوها أم الرغبة المحنطة وبقي يقاسم البحر مده وجزره يلازمه طيفها ، يطرده عنه ثم يطارده .

امامنا نص مركب وأقرب إلى التعقيد لكنه يحيلنا إلى ما يعيشه المحب الولهان من تناقضات بين المتخيل والواقع ، فبطل القصة على مايبدو يصبو الى حب يملأ فراغه بعد فقدان أو غياب حبيبته لتمتثل له حورية في البحر ، يركض نحوها وما أن يهم بالظفر بها حتى تتحول الى فراشة تطير وتحط ، وما إن تبتعد عنه محلقة بعيدا تتحول الى أنثى ، البطل مغرم بالبحر والبحر شاعر كبير ألهمه حبا في شكل حورية ، والفراشة وصف لأحلامه السريرية ، فهل أحلام البطل تتحول إلى تمثل الحورية ، ثم أن هذه الأنثى المتمثلة أمامه عكست حب امرأة حرة لا تؤمن بالغريزة المحنطة والنزوة العابرة .

نصنا لهذا اليوم اشتغل على مفهوم الحب والوجدان والفقد ومحاولة التخلص من الوحدة والظفر بما يختلج في دواخل الإنسان ، نجحت فيه كاتبتنا في وصف المتخيل في أدق تفاصيله ، وهو نص لم ينج من عنصر التكثيف لكنه موصل للمعنى المراد .

عنوان القصة " بين مد وجزر " جيد للغاية لأنه استحضر مشتركا بين وضع البحر وحيرة البطل .

القصة القصيرة هنا استجابت لمحاورها من شخوص وبداية ونهاية وعقدة وانفراج .

أسلوب الكاتبة جنح الى المتانة اللغوية السليمة في سهلها الممتنع وهو بهذا تشد القارئ إلى النهاية المفتوحة على كل القراءات .

ويبقى نص اليوم مهما مادام اشتغل على المفهوم العاطفي الذي يلازم كل إنسان .

نكتفي بهذا القدر ، وإلى نص آخر في الأسبوع القادم نستودعكم الله .


______________________""""""""_____________________


قصة قصيرة 

بين مدّ وجزر 

 

كان يستبطن البحر في خلجاته ،يتموّج معه في خواء عجيب ،كلّما وطأت قدماه الشّاطئ اندسّ فيه ذلك الخواء وانقلب امتلاء عابرا كعبوره اليوميّ لبحره الماثل فيه،تقدّم نحو الزّبد استهواه لُجينه الناصّع،غمس يديه فيه ،ورفعهما إلى السّماء يترحّم على من ألهمه التوغّل في أديم ملحه الساّحر .استكان مع مدّه وجزره فأخذ يركض على وقع جوقته سليلة ارتواءاته من الوجود ..ركض ..لهث وهو يستزيد من صورتها ..رسخت فيه ،استفاضت من جموحه لها ، حين أراد التخلّص من تقاسيمها المرسومة في دخيلته ،لم ينجح أبدا  في محو خباياها فيه ،لم يرتض لنفسه هذا الشّعور الغريب ، انبثق فيه مع توليفة لازمت صورتها ، أهي الغريزة الذكوريّة اعتملت فيه ،أم هواها المقدّر له  بعد نيف من العمر ...

جرى ،ركض ،لهث ،وفي كل خطو مارق على ماء البحر ،ارتجّ كيانه لها  وهو يلاقيها على الطرّف الآخر من امتداد الشّاطئ الشّرقي، نقرت نبضاته أعلى سترته فتراءى صدره مكشوفا ،يهتزّ مع اقتراب طيفها منه ، ماالذّي يقع له في سلطنته الأبيّة على الدّخيلات عليها؟! ،أرْجع ما يراوده من تجلّيات لصورتها إلى غريزة رجل ارتطم جدار ذكورته بجمالها ..لم يَرُم  ماذهبت له خباياه الدّفينة النّاطقة بالعشق...

تهافت في ركضه نحوها ،فرك عيناه ، حوريّة استوت مع الموج المعتقّ بشعرها ، لم يتفرّس وجهها بين مدّ وجزر ،ولكنّه استوعب ملامحه الرّاسخة في رغبته ..نعم رغبة دون حبّ ، ارتجّت لها تفاصيله حين يحويها في سريرته ، يخبو معها كلّ مخيال لبنات جنسها ..

 

أيعقل أن يقع في حبّها بعد ملاقاته معشرا من النّساء ،فيهنّ  الأشدّ فتنة ومكرا في غواية الرّجال...استولى عليه الماء الدفّاق يقتاده نحو حوريّته ..هو يقترب والطّيف يعلو فيسمو ، تطايرت له نظراته لهفة ،اه لو لمس شعرها المنساب على كتفيها لاكتنز ألف جاه وجاه من أساطير الأوّلين ليتحوّل ماء أجاجا يكسوها ،ملحه يغزوها  ، يتمايل به،يطيح به في نزوة أو رغبة..أو ...حبّ!! لم يعهد هذا الامتلاء   قبل مع سليلات  أنوثتها ..تنكّر لماضيه ومحقه في نظرة من لواحظها  ..اه  لو أملى شفتيه منها ، لتماهى الحاضر مع الأمس و وأصبح الغد معه رهين لقاء لاحق بها ..

جرى ركض على الشاطئ وهو يقترب خطوات من حوريّته 

كسته في وهلة  بشعرها ،مسحت به على محيّاه ..ثمّ غدت فراشة اغرورقت ألوانها بقزح انبثق من هزّات صدره ، قفز لها فانتفض لجناحيها  بجسده الملتاع بنار أنوثتها ...أهو الحبّ غزاه في تماهٍ أمثوليّ أم هو جموحه للارتواء من أنوثتها ، سحرها ...هي تعويذة الوجود ..حوريّة بحاره المنشودة...    فراشة  أحلامه السّريريّة ، حلّقت حول كتفيه ، وقعت عليهما ، اختلطت أنفاسه بعبقها ، ما إن يشارف على ملامستها حتّى تحطّ بعيدا عنه ...

جرى ،ركض، لهث ،باح لها بهيكل من الحبّ خرافي في تباريحه ،ولكنّه محنّط بالغريزة ، هكذا ارتأته ...تشرّبته...

تهاوت على حباّت الرّمل ،لم تُرد أن تتحوّل إلى قالبها الطّبيعي ..امرأة ..إن اكتسبت إنسانيّنتها من جديد  لامتثلت لرغبته وغريزته المكفهرّة بها ، والحبّ حُنِّط في تلك الذّكورية المرتجفة تحت وقع أنثويّ فاتن ...

طارت الفراشة بعيدا وحلّقت في المعالي فوق هامته ، وهي بين تحليق ووقوع إلى أن استرجعت صورة الأنثى فيها بعيدا ..بعيدا...عنه، تركت طيف الحوريّة والفراشة لانطلاقة كلّ امرأة حرّة ...

لمحها واشتّد ركضه نحوها وهو لا يدرك أهو الحبّ دافعه نحوها أم  الرّغبة المُحنَّطة ...وبقي بين مدّ وجزر ...وصل وقطع...يلازمه طيفها ...يطرده عنه  ثمّ يطارده ...


لمياء بولعراس

اقرء المزيد
Hiamemaloha

إضاءات نقدية للأستاذ،جمال عتو

إضاءات نقدية بقلم الأستاذ،جمال عتو

نلتقي اليوم مجددا في فقرة إضاءات نقدية بمنتدى نبض القلم للشعر والأدب متناولين نصا قصصيا قصيرا موسوما 

ب " انتظار أم احتضار " للكاتب المغربي عبد العزيز قدوري .


النص يتحدث عن شخص يهم بالالتحاق بمكان لإجراء مباراة في موعدها المحدد بعدما استيقظ باكرا ليجد نفسه أمام حمام بطابور من الجيران وفقدانه الماء ، وحافلة تقله إلى مؤسسة المباراة لم يتمكن من امتطائها لكثرة الركاب مما دفعه إلى التوجه على رجليه مسرعا يسابق الزمن ، وجد بعدها حشودا من الشباب المترشحين ينتظرون أدوارهم لإجراء المباراة ، كان "  رقم دوره بين الحضور ثلاثي الأرقام"

انتظر لساعات يلفها القلق والملل ، صار يكلم نفسه كالمجنون ويهذي كالمحموم ، عندما حان دوره وجد نفسه وحيدا وقد بلغ إلى علمه بأن لجنة المباراة غادرت لتناول وجبة الغذاء ، ليتفاجأ لاحقا أنها بصدد المداولة وأنها قد أغلقت باب الترشيح ، خرج مرتبكا ليتوجه نحو سلم عمارة المؤسسة بدل المصعد فيتدحرج ساقطا من أعلى السلم إلى أسفله ، تهشمت عظامه فيحمل إلى غرفة الإنعاش بمستشفى ويظل مسجيا على عربة بين الحياة والموت .


النص اشتغل على مفهوم العطالة عن العمل ، فبطل قصتنا على مايبدو من القصة شاب متعلم هم بالالتحاق بمؤسسة المباراة ونظرا لوضعه الاجتماعي البئيس فهو يستقر بمسكن مشترك مع الجيران ويتوفر على حمام واحد معطل صنبوره ، معاناة الشاب ستبدأ بالحمام لتنتهي بنكسة عدم تمكنه من إجراء المباراة مرورا بوجود حافلة مكتظة لم تسعفه ركوبها وانتظاره الطويل لساعات لدوره في المثول أمام لجنة الترشيح وسقوطه بعد ذلك متدحرجا من أعلى سلم عمارة المؤسسة إلى أسفله ليجد نفسه في غرفة إنعاش يواجه قدرا غامضا بين الحياة والموت .

الحظ التعيس الذي رافق بطل القصة ما هو إلا مشهد أصبح ملازما للشباب العاطل عن العمل ، والإقبال الهائل على إجراء المباريات قصد الولوج إلى ميادين العمل ما هو إلا انعكاس لتفاوت الطلب عن العرض ، ثم أن الأمل الذي لازم البطل في اجتياز المباراة ووجه بمنغصات أجاد الكاتب في وصفها بدقة بالغة ، لم يستسلم الشاب أمامها إلا وهو جثة شبه هامدة بغرفة إنعاش .

فهل بطل القصة كان حيا يرزق حتى قبيل توجهه إلى حمام مسكنه المشترك ؟ 

مشاهد القصة تحملنا طوعا أو كرها إلى أن البطل كان يصارع الموت في كل لحظة وكأن الحياة عبست في وجهه بدون رجعة ، لكن واقعه رغم مرارته فهو المعاش نجح الكاتب في وصف تفاصيله ، ولا أخفي إعجابي بدقة الوصف غير مستبعد أن الكاتب نفسه عاش بعض ما عاناه البطل في الواقع ، لأن الكاتب لن يجيد الوصف في السرد إلا لمعايشته عن قرب ما يود ايصاله بين سطور النص .

النص اشتغل على مفهوم الانتظار المشوب بالأمل ، وهل ما يبقينا على الأمل سوى الانتظار ، وهل ما يبقينا على الانتظار سوى الأمل في الوصول .

كما اشتغل النص على المفهوم النفسي لشاب متعلم يريد الانعتاق من وضع اجتماعي غاية في الهشاشة ، هذا ما بدا لنا جيدا في الارتباك الواضح الذي رافق البطل في القصة .

ثم هل الحياة هاهنا عادلة حتى يجازى شاب أراد الانعتاق والاعتماد على النفس بوجوده أخيرا مسجى على عربية بغرفة إنعاش بين الحياة والموت .

القصة القصيرة التي بين أيدينا تشخيص بالغ لآفة العطالة وانعكاسها على نفسية صاحبها ، وهي آفة منتشرة في كل بلداننا العربية وجب النظر إليها كأولوية قصوى ومحاولة احتوائها ومعالجتها .

النص استجاب لمحاور القصة وعناصرها من بداية ونهاية وشخوص و زمان ومكان وعقدة وانفراج غامض .

أسلوب النص جنح الى السلالسة الموصلة إلى المعنى .

ويبقى نص اليوم عميقا عمق الموضوع الذي اشتغل عليه دام تناول ظاهرة العطالة وآثارها الوخيمة على المعني والمجتمع .

إلى أن نلتقي في الأسبوع القادم مع نص آخر نستودعكم الله.


____________________"""""""""""_____________________


انتظار أم احتضار!

استيقظ باكرا عساه يلحق موعد مباراة طالما انتظرها دون تأخير...قصد الحمام فوجد طابورا من الجيران ، صفا ممتدا في الزمان و المكان...انتظر ردحا من الزمن و لما وصل دوره فوجئ بالصنبور لا يقطر ماء...قضى حاجته متذمرا ثم خرج نجسا دنسا...ارتدى ملابسه دون كي و حذاءه دون تلميع...و كيف يتسنى له ذلك وسيف الزمن يقطعه طولا و عرضا...نزل الى الشارع رأسا و قصد محطة الحافلة....انتظر قدومها للحظات و ما أن وصلت حتى وجد نفسه محمولا على أكتاف الحشود مرفوعا لا تلمس رجلاه الأرض...فجأة سقط من عل على قارعة الطريق يخنقه دخان الحافلات من حواليه تتحرك جيئة و ذهابا....نهض بعدما استفاق من غفلته تأبط محفظته و أطلق رجليه للريح في سباق مع الزمن متوجها رأسا نحو المؤسسة مكان المباراة... وصل العمارة ووجد الشباب حشودا بملفاتهم ينتظرون المصعد ليقلهم الى الطبق السابع حيث مقر المؤسسة .... انتظر دقائق طويلة قلقا متوترا... صعد إلى المؤسسة... وجد قاعة الانتظار ملأى بالمترشحين... كان رقم دوره بين الحضور ثلاثي الأرقام مما جعله يجلس منتظرا لساعات طوال، ساعات كلها قلق و ملل مرت بين الجلوس على مقاعد مهترئة و الوقوق بين حيطان تكومت عليها الأدران و اعشاش العناكب اش العناكب.. يكلم نفسه كالمجنون ...ويهذي كالمحموم ...نودي عليه فلما دخل إلى مقصورة اللجنة وجد نفسه وحيدا...جلس للحظات استفسر فأخبر بأن اللجنة قد غادرت لتناول وجبة الغذاء....و عند رجوعها تفاجأ بولوجها مكتبا آخر خصص للمداولة... دخلت إحدى الموظفات و أخبرته بأن اللجنة قد أغلقت باب الترشيح...خرج و بدل ان يقصد المصعد ولى وجهه نحو السلم...تدحرج ساقطا من أعلى السلم الى أسفله...تهشمت عظامه...أخذ إلى المستشفى و منه إلى غرفة الإنعاش...و ما يزال المسكين أمام عتبتها مسجى على عربة بين الحياة و الموت يحتضر لا ندري أينتظر موت قاض أم إنعاشا تاج ... 

قدوري عبدالعزيز ورزازات المغرب.

اقرء المزيد
Hiamemaloha

دوامة أنا للشاعرة ندى يوسف

 دوامة أنا في قلب دوامة

بقلم الشاعرة ندى يوسف

ريشة في قلب هذا العالم المتلاشي

انا وزن زائد عن حاجة الكوكب

انا تلك الخاصرة التي تحتضن السكين بحب


أتذكرني

كغيمة  يدفعها تصحر الأرواح للبكاء

يحفظني الفرح عن ظهر حلم

وأتلى حزنا ساعة الإلقاء 


اختلقت للحب طريق..تاهت قدمي

أغلقت ألمي...وجدتني في الداخل

واقفة في باحة الاحتمال الوحيد

اتحسس هواجس ما جرى

احتشد أمام عينيك

ليقضم العطش رغبتي في الارتواء


أدركت لاحقاً أني لم اكن في نوايا الماء

غير بريق عابر

كم مفزع هذا المعنى 


لكني سأبقى  طيفا يعيش في ذاكرتك 

حلما يانعا بين شوقك وأضلعك

اقرء المزيد
Hiamemaloha

أبدا لن ننسى ذكراك للكاتب حشاني زغيدي

 أبدا لن ننس  ذكراك

بقلم الكاتب حشاني زغيدي

يحيي الجزائريون هذا اليوم من كل عام ذكرى غالية لها مكانتها في قلوبنا ، فيها نستذكر ذكرى سنوات مريرة   ، عاشها الشعب مجاهدا، كان ثمرتها  استقلال البلاد في الخامس من جويلية عام 1962 و خرج يومها المستضمر صاغرا مرغما . 

كتبت هذه السطور على نسق  النثر الفني أعيش المناسبة على طريقتي أسجل الأحاسيس و العواطف العفوية .

كتبت : 

كيف ننسى   زهو أيامنا الزاهية 

أو ينسى الحر حلو أيامه   الماضية

عاشها الأحرار بين جحر بين  نهر و بادية 

عاشها الأحرار بين سهل و رابية 

تقاسمهم  الأيام و الليالي  حكايات سهر دامية 

كل طفل، كل شبل،  كل كهل ، 

عانق  الأكباد و المآسي القاسية 

ذاق ويلات  الليالي في جحيم المحرقة 

 عانق الأعلام في بكور الصبح يشدو 

يلهج الثغر يردد ثائرا الله أكبر 

كل شبر قد تغنى بالجزائر باقية 

اسألوا السفاح  كم أباد في بلادي  

اسألوا السفاح عن طمس هوانا و  الهوية 

اسألوا السفاح عن جماجم قطعت بعد إعدام الضحية 

اسألوا السفاح كم غال في المداشر من ضحية 

سألوا المجرم الغدار كم أباد  في الصحاري 

كل شبر من بلادي يروي حكايات مزجت  بدماء زكية 

اسألوه عن مليون و نصف مليون ضحية  

كتبت تاريخها المخلد في سجل  يعرف الأحرار قدره

أبدا لن ننس ذكراك المجيدة  ، سوف نرويها للأجيال ظهرا 

سوف نبنيها في السفوح قصرا ، يحفظ التاريخ للأجيال  طهرا  

لتظل الذكرى  تحفظ  التاريخ جيل بعد جيل 

يصدح الثغر مغردا ، ينشد للجزائر قائلا : 

الجزائر في العيون نفنى و لا تهون 

الأستاذ حشاني زغيدي

اقرء المزيد
Hiamemaloha

أتى اللقاء للشاعرة عائدة العبدو

 أتى اللقاء

بقلم الشاعرة عائدة العبدو

مضى الزمن رويداً رويداً 

والروح بالانتظار ترقب اللقاء 

في دمس الليل وعلى قوارع اللهفة 

تحمل باقات الحبق الحني 

أينك قبل الهروب إلى سراديب الظلام 

صمت الفؤاد حطم الأقلام 

أراقب ساعة المثول 

في الجوى قصور وعروش 

وتيجان ياقوت لمحياك 

إنها ساعة اللقاء المنتظر 

ألقاك برفقة الحبق باقات 

يسر الليل والنجوم متلألئات 

وقمر البدر يبتسم 

أهدي القدر الإمتنان 

وأفوز بسحر لقاك 

تائهة بين عرائش الياسمين 

ولون الشمس يرتسم على بحيرات الوداد

لا تبرح أمكنة المجد العتيق

أساطير أشواقي ملأت الصفحات

وعشق الروح متناغم والتغاريد 

موسيقى السلام تصدح بالسماء 

الآن أتى اللقاء

ابتهج القلب 

والعيون سهر


عائدة العبدو

اقرء المزيد

السبت، 30 أكتوبر 2021

Hiamemaloha

ساعة لقاء للشاعرة ريتا ضاهر كاسوحة

 ساعة لقاء 

بقلم الشاعرة ريتا ضاهر كاسوحة

ما قيمة الحياة 

ان نفارق من نحبهم 

من غير كلمة وداع 

رحل بعيدا طال الغياب 

والغصة في القلب  تؤلمً

والحب مصلوب 

على جدران الانتظار 

والايامً لا تعود للوراء 

لتعلمنا كيف يكون 

اللقاء 

حنين 

شوق 

وعناق 

وتبدأ الحكاية معه  

على أمل ان نرحل في دنيا الاحلام ويكون اللقاء 

إعتراف صريح 

وعناق وديع

وهج المثول عنفوان 

وأعاصير تبتلع سموم الفِراق بأنفاس  تشم منك عبير الأمل بين كلامات تتدفق حنين 

واشواق 

تذوب بين القوافي فؤادي 

من فرحه تناثرت حباته زفير  

في أذني واختفى النور 

الا نور عينيه ضياء في سماء وجداني

ريتا ضاهر. كاسوحة

اقرء المزيد
Hiamemaloha

حديث الفؤاد للشاعر صلاح منير

حديث الفؤاد


بقلم: صلاح منير


آتدعوني يا فؤادي لكأس الهوى

وأنا من تذوق مره وتجرع قسواه

ما شربت منه قط الا كؤس الجوى 

ولم يبقى لي منه سوى آلام ذكراه

على صفح ماء له الحبيب روى

فأزاحه الموج وصار للشط سقياه

سقيا الرمال بأعماق أرض هوى

اندثر أثره والعين ما عادت تراه

تبا لمن غرر بفؤاد ولللب غوى

سئم القلب وأوصد بابه ومجراه

لم يبت للعقل حلم غرام أو منى

وان دعان كيوبيد ثانية سأعصاه

أرهق الفؤاد عذاب الهجر والنوى

ما أدرك في الغرام غايته ومرساه

رحل الصب وبمثواه الأخير سجى

بيد أن الفؤاد يثقل جم الأسى حشاياه

والنفس تتعلل بأسباب تبريرا للأسى

فلا خلاص من الصب اللعين وذكراه

فأن لي العود يافؤادي للغرام والهوى

وأنا لم يك لي في الحياة حبيب سواه

يا فؤادي لما تدعوني الى الهوى

وأنا من تذوق مره وتجرع قسواه

صلاح منير

مصر

اقرء المزيد
Hiamemaloha

عرس الشهادة والفداء للشاعر د. حاتم جوعية

 -  عُرْسُ الشَّهَادَةِ  والفِدَاءِ  -    

      (  في الذكرى السنويَّة على مجزرة  " كفر قاسم "  )

   (  شعر : الدكتور حاتم  جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين )


  


الحقُّ  يُؤخذُ  لا   يَضِيعُ   هَبَاءَ        والفجرُ  يَسطعُ  يطرُدُ  الظلمَاءَ 

هذي    بلادي    فجرُنا   ومآلنا       وَجَنانُ  شعبي  لم  يزلْ  مِعطاءَ 

وترابُ أرضي من نجيعي مُخْصِبٌ        تبقى  الرُّبوعُ    َندِيَّة ً  خضراءَ 

زيتوننا صَانَ العُهودَ  ولم  يزلْ        رمزَ   الإباءِ     تشَبُّثا     وبقاءَ 

ما للمنازلِ والمَلاعبِ  قد غدَتْ        من  أهلنا   قفرًا   هُنا   وخَلاءَ 

واللاجئوُنَ على  المَواجعِ  والطوَى         تخذ ُوا الخيامَ  منازلا  وَغِطاءَ 

وَمَضَتْ سُنونٌ  بعدَ عامِ  شَتاتِنا        نُسْقىَ اللَّظى ...أنَّى َنرُومُ عَزَاءَ  

يا  كفرَ قاسم  أنتِ عُنوانُ  الفدَا        ودمُ  البراءةِ  لم   يزلْ   وَضَّاءَ 

أهلوُكِ  صرحٌ  للمكارم ِ والعُلا        وبنُوكِ   كانوا  النخبة َ  النُّجَباءَ 

ما زالَ "شِدْمِي" قرشهُ مُتغطرسٌ        كم مثل " شِدْمِي" لا يباعُ حذاءَ 

يغتالُ وردَ الطُّهرِ دونَ  رَوَادِع ٍ       وَيثيرُ في هذي  الدُّنى البَغضَاءَ  

فالقاتلونَ     شهيَّة ٌ      همجيَّة ٌ        بدم ِ البراءةِ   خَضَّبُوا  الغبرَاءَ 

ومنَ الجَماجم ِ يصنعونَ عُروشَهُمْ          وتوَهَّمُوا  قد  أصبحُوا  عُظماءَ  

يا " كفرَ قاسم" فانظري لصمودِنا          وهتافنا    مَلأ   الدُّنى   أصْدَاءَ 

تيهي على الدُّنيا فخارًا واعلمي        ما ضاعَ هَدْرًا ما  بَذلتِ  سَخَاءَ 

يا روضةً تهبُ الأزاهرَ والنَّدَى        سَيظلُّ   فيضُكِ   ديمة ً مِعطاءَ 

فيك ِالحَجيجُ وأنتِ  قبلة ُ شعبنا         كنتَ المنارةَ ..كم  رفعتِ  لِوَاءَ 

خمسونَ لحنًا في ثراكِ  مُضَرَّجٌ         والوردُ أضحَى عَوْسَجًا  ودِماءَ      

خمسونَ بدرًا كم ْ أضاؤُوا أفقنا         خاضُوا الفِدَا.. نهَلوُا الرَّدَى شرفاءَ       

خمسونَ لحنا ً غُيِّبَتْ  تحت  الثَّرى         فبكىَ  الأحبَّةُ   أدمعًا   خرساءَ     

كم  من  نساءٍ أو  شُيوخ ٍ عُزَّلٍ         وبراعم   عاشُوا   هنا   سُعدَاءَ 

عادُوا منَ العملِ  الدَّؤوبِ وَكدْحِهِمْ          فاستقبلوا  الطُّغيانَ   والدُّخلاءَ  

قد  أمطرُوهُمْ   نارَ حقدٍ  أرْعَن ٍ      فرَصاصُ جُندِ الغدْرِ جاءَ  خَفاءَ 

حَصَدُوا الأحبَّة َكالسَّنابلِ  في الحقو       ل ِ...نجيعُهُمْ  صَبَغَ الرُّبى  حنَّاءَ 

حَصَدُوا البراءة َ والطفولة  ويحهُمْ        جعلوا    النُّجُودَ    مآتمًا   وبكاءَ 

هذي    دماؤُهُمُ    لمسكٌ   أذفرٌ       وتضوَّعَتْ  مِلْءَ  الزَّمانِ  شَذاءَ 

وقبورُهُمْ  تروى بفيض دموعِنا       قبلَ   الغمَائمِ   أنْ   تبلَّ    ثراءَ 

أضحَتْ مزارًا كالحجيج  لأهلِنا       نحنوُ  عليها ...  نُزهِقُ  الحَوْبَاءَ 

يا  "كفرَ قاسم" والكفاحُ طريقنا       خُضتِ  الكرامة َ سُؤدُدًا  وردَاءَ    

كنتِ الطليعة َ... بل ضحيَّة َغدرهِمْ        وصُمودُكِ   العَلنيُّ   كانَ  عَناءَ  

وتوَهَّمَ  المُحتلُّ   سوفَ   يُخيفنا       برَصاصِهِ    ونُهاجرُ    الأحياءَ 

نبقي لهُ  الأرضَ الطَّهُورَ وخصبها        خلفَ  الحُدودِ   سننتهي  غربَاءَ 

لكنَّنا     مُتشبِّثونَ    بأرضِنا ...       من  كفرِ  قاسم  هَدْيُنا   قد  جاءَ 

هذي   البلادُ   بلادُنا    ونعيمُنا        هيهاتَ   نتركُ    جنَّة ً    غنَّاءَ 

وتآمرَ الطغيانُ   ضدَّ  عُروبتي        مِصرُ  الكنانةِ   تكشفُ  الأنباءَ  

ولأجل ِ  تأميمِ   القناةِ    تكالبُوا        مُستعمرونَ   أتوا   هُنا   جبناءَ 

عُدوانهُم  في  مصرَ كانَ  مُبَرْمَجًا          فالغاصِبونَ     تحالفوا      شركاءَ 

في "بور سعيد "هَبَّ شعبٌ صامدٌ          بركانُ    مصر    زلزلَ    الحُلفاءَ 

عادَ  الغزاةُ  بخزيهِم  وبعارهمْ        أطماعُهُمْ  أضحَتْ هناكَ  خوَاءَ 

" وجمالُ " قائِدُنا  يظلُّ   مُخلَّدًا       والغارُ   كلَّلَ    هامَةً      َشمَّاءَ 

يا  كفرَ قاسم  أنتِ عنوانُ  الِفدَا        منكِ    انتظرنا   غلَّة ً   حَمراءَ 

أخفوا الجريمة كي تظلَّ دماؤُنا        هَدْرًا  تُرَاقُ ، وننحني  ضعفاءَ  

لكنَّ   شعبي  رغمَ   كلِّ   تآمر ٍ       كسَرَ  القيودَ  وطاولَ   الجوزاءَ 

قد هبَّ من وسط ِالرَّمادِ كماردٍ        بشُموخِهِ    قد   طاولَ    العَنقاءَ   

وأطلَّ  من  ليلِ المنافي  فجرُهُ        ومنَ   الخيامِ   لكم  أطالَ   نِدَاءَ  

تيهي افتخارًا يا فلسطينَ المُنى       وتألَّقي   فوقَ    الوجودِ     سَناءَ  

أنا مُنشدُ الأحرار صوتُ  كفاحِهمْ         وأرى   التَّحرُّرَ  َمطمَعًا   وهَناءَ  

ودمُ العروبة ِ فيَّ  يصرخُ  هادرًا          أنْ  لا  نساوم ...  فانبذ ُوا  العُمَلاءَ   

نحنُ  العروبة ُ   فجرُها  ونشيدُها         خُضنا   التحرُّرَ   وثبة ً   وفداءَ  

وبنا النِّضالُ  يهزُّ كلَّ  مسامع ٍ..      ُفقنا  الشُّعوبَ   بسَالة ً  ومَضاءَ   

وبنا طريقُ الحقِّ  أضحى مشرقا         بمسيرنا    لم    نحفلِ    الكأدَاءَ  

شعبي الذي بهرَالدُّنى بصمودِهِ        صَنعَ   المُحَالَ   وبَدَّلَ  الأجواءَ    

شعبي الذي هَزَّ  العوالمَ عزمُهُ        لن  يستكينَ   سيسحقُ   الأعداءَ  

قالوا : السَّلامُ  مآلنا   وملاذ ُنا        وبهِ    نُحَقِّقُ    مُبْتغًى    ورَجَاءَ  

لكنَّ  سِلمًا  جاءَ   دونَ  كرامةٍ        وبهِ   المهانة ُ  لن   يكونَ  غناءَ 

ما زالَ  شعبي  في المنافي لاجئا        يشكو  المذلَّة َ   غربة ً    وشقاءَ 

لا  كانَ سلمًا  فيهِ  يبقى نصفهُ        شطرًا    يئنُّ    مشرَّدًا    مُسْتاءَ  

فالشَّطرُ باق ٍ في العذابِ مُخيِّمٌ        والعالمُ    الوسنانُ   زادَ   عُوَاءَ   

وعَدوهُ .. يرجعُ كم كلام ٍكاذبٍ       شابَ  الزَّمانُ  ومزَّقَ  الإصغاءَ 

سيعودُ حتمًا رغمَ كيدِ وعيدِهمْ       ويبدِّدُ      الأهوالَ       والأنواءَ 

وَيُحَقِّقُ  الحلمَ   الجميلَ   بهمَّةٍ        والفجرُ  يبسمُ    ينشرُ  الأضواءَ   

سيعودُ للأرض التي حضنتْ  رُفا        تَ   جُدودِهِ    وسيجمعُ  الأشلاءَ 

سَيعودِ للحقلِ  الوديع ِ... لسهلهِ ،     ولنبعِهِ ...  للسفح ِ    زادَ   عَناءَ   

ويُشَيِّدُ  الصَّرحَ   المُهَدَّمَ  عنوة ً      يختالُ  في أرض ِ الجدودِ  ُروَاءَ 

طالَ البعادُ عنِ الأحبَّةِ  والحِمَى     وعلى  الحلولِ  لكم  نطيلُ   ثوَاءَ  

المجدُ للشَّعبِ  الذي  خاضَ الوغى       لا   يرهبُ   الطغيانَ   والأعداءَ 

لا يصنعُ  التاريخَ  غيرُ  رجالهِ       لم  يحفلوا   الأهوالَ    والأعباءَ 

فهويَّتي الأرضُ  التي هيَ أمُّنا       وهويَّتي   شعبٌ   يموجُ   عطاءَ  

وهويَّتي  تبقى   فلسطين   الفدا       بترابها   كم   تحضنُ   الشُّهداءَ   

يا   أمَّتي  فيكِ   المَآثرُ  والعُلا       خُضتِ الخطوبَ معَاركا  شَعوَاءَ  

وَتُعانقينَ   المجدَ  من  أطرافهِ        وَتُتسَدِّدِينَ    الطعنة َ     النجلاءَ 

نحنُ   السَّلامُ   شعارُهُ  ونشيدُهُ       نحنُ  الحمائمُ ... لا  نرومُ  عداءَ  

ولكمْ   مَدَدْنَا  للسَّلامِ   لهم   يَدًا       قطعوا الأيادي  شَوَّهُوا  الأسماءَ 

ثمَّ استباحوا  كلَّ  ما يحلوا لهم      والأرضُ صارتْ أختها  الخنساءَ 

فانقضَّ في  ليلِ  المنافي  شعبنا     خاضَ الحتوفَ وجلجلَ  الأرجاءَ    

بَهرَ  العوالمَ  عزمهُ   ونضالهُ       فرضَ  الإرادة َ...  حقَّقَ  الأشياءَ  

وأقامَ  دولتهُ   برُغم ِ  مكائدٍ ...      جزءًا    يضمُّ     بعيدهُ   الأجزاءَ  

رفعَ البنودَ" بغزَّة " وبكلِّ شبر ٍ      قد   تحرَّرَ ... أضرمَ   الرَّمضاءَ   

والقدسُ  موعدنا غدًا ، وبنودُنا       فيها    هناكَ     تعانقُ    الأنحَاءَ  

يا  كفرَ قاسم  أنتِ عنوانُ  الفدا      حق ٌّ  علينا   أن   نصوغ َ  رثاءَ 

شهداؤُكِ  الأبرارُ  فجرٌ  ساطعٌ        يبقونَ    في    وجدانِنا    أحيَاءَ 

جُرْحُ  الفلسطينيِّ   يبقى  نازفا       والغربُ  يصمتُ  خسَّة ً  ودَهاءَ   

والعالمُ  العربيُّ    يبقى   ساكنا       أنَّى    يُقاوم    أو   يصدّ    بَلاءَ  

كم   من   مآس ٍ  أرَّقتْ   أيَّامَنا       خُضنا الخُطوبَ عَصِيبةً عشواءَ  

كلُّ  المجازر  لم  تكلّ  نضالنا        نمشي على دربِ اللَّظى عظماءَ 

يا   كفرَ  قاسم  والكفاحُ  هويَّة ٌ       ونرى  الكرامة َ  سُؤدُدًا  وردَاءَ 

كنتِ  الطليعة َ  بعدَ عامِ  تشرُّدٍ        عَلَّمتِ    فينا   الكهلَ    والأبناءَ  

إنَّ   النضالَ   طريقهُ   لقويمة ٌ       ودماءُ  شعبي  لن   تضيعَ  هَبَاءَ 

يا  قلعة َ الأحرارِ  دومي  قبلة ً       للعربِ   تسمُو   روعة ً   وبهاءَ 

يا   قلعة َ  الشُّهداءِ  ألفُ  تحيَّةٍ        أرْسَيْتِ    للجيلِ    الجديدِ   بناءَ 


       (  شعر :  حاتم  جوعيه  -  المغار - الجليل - فلسطين  )

اقرء المزيد
Hiamemaloha

قل للذي جهل للشاعر كمال الدين حسين القاضي

 بقلم كمال الدين حسين القاضي

قلْ للذي جَهِلَ الكتابَ وسنةً

وانساقَ نحوَ غرائزِ الشيطانِ

الموتُ يأتي والحسابُ مقامعٌ

والكسبُ مرٌّ منْ لظى النيرانِ

أصبحتَ في كنفِ العصاةِ ومجْرمٍ

منْ غيرِ أيِّ مخافةِ الرحمنِ

وعذابِ نارٍ عين كلِّ مصيبةٍ

عندَ اللقاءِ بساحةِ الميزانِ

دنيا الحياةِ سرابُ شرِّ خديعةٍ

ومتاعها زيفٌ منَ البطلانِ

أسرعْ إلى تقوى الإلهِ وتوبةٍ

قبل الرحيلِ وحسرة الإزمانِ

الطيرُ غرد للإلهِ مسبحًا

واليومَ أنتَ بظلمةِ البهتانِ

البس ثياب الطهر دون تمهلٍ

فاللهُ يقبلُ توبةَ الإنسانِ


كمال الدين حسين القاضي

اقرء المزيد
Hiamemaloha

يقظة الأحلام للدكتور عبد الحميد ديوان

 يقظة الأحلام

بقلم د. عبد الحميد ديوان

تستيقظ الأحلام في آمالنا

           ويعود فجرٌ المجد يغري بوحنا

هامت ليالينا بطوق محبّةٍ

          فاستبشرت غصص الهوى شوقاً لنا

يا مجد أيامي التي ضاءت هوىً

         فتألقت في بوحها روضاً جنى

ماكنت أحسب أن آمالي ترى

         نسغ المحبة يعتلي صدري أنا

ولقد نذرتُ محبتي أن تعتلي

       صدرَ الأماني في أسارير المنى

إني وجدت الليل ينشر همّه

       فوق الأماسي عبر أنفاس الضنى

فرجوت نفسي أن تزيل همومها

       إن الهموم تبيد أعلام.السنا

ونذرت للآمال روحاً تجتلي

      عطر الغرام يطوف في أحلامنا

وسعيت مشتاقاً إلى مَن ترتقي

      حجب الأماني فوق أطياف الهنا

إن الذي طبع الحياة كريمة

      لابدّ أن يسقي شذاها الموطنا


دعبد الحميد ديوان

اقرء المزيد
Hiamemaloha

مأساة مفكر للشاعر دياب محمود حسن

 مأساة مفكر

بقلم الشاعر دياب محمود حسن


أغلقت نافذتي

وألقيت إزاري

وجلست يائساً

أمضغ أفكاري

أمزق دفاتري

وأزبح أشعاري

أتعجب من قسوة

زماني وأقداري

وجدتني بين رؤؤسٍ

فارغة دون اختياري

كيف أعيد أقدامهم

إلى الطريق وعقولهم

صماء كالأحجار

يتنازعون الفناء

غافلون مقبلون على

شفا الأخطار

أتساءل أضلت عقولهم

أم تعطلت قوى الإبصار

كلما لاح في المدى

نورٌ قاوموه وأبعدوه

عن الأنظار

يالكم من قومٍ جهلاء

تعشقون الإنحدار

أتودون الإنكسار

أم تنتظرون أن ينهض 

لكم الأغيار

كيف تعشقون الليل

ولا تشتهوا طعم

النهار

يالا عنادكم الجبار

ماذا أصنع لقومٍ

لا يراودهم حلم

الإنتصار

في قلوبهم عشش

الشيطان وعقولهم

يسكنها الثعلب

المكار

إنهم يصنعون المأساة

لصاحب الأفكار

دياب محمود حسن

اقرء المزيد
Hiamemaloha

في لحظة تفاهة للأستاذ أدريس علي الواسع

 " في لحظة نقاهة"

بقلم الشاعر ذ أدريس علي الواسع

أنصحك و أنت تتماثلين للشفاء

ألا تطمعي في حب كله شقاء

فإن كان لابد لقلبك من الحب

اني لا أراه لعجوز بعمر الأب.


حري بك أن تحبي أحد البلداء

لأنك لا تقدرين مشاعر النبغاء

البلداء يصدقون أكاذيبك بغباء 

أما ود الأدباء فيتطلب الصفاء.


لا تقولي إنك أحببتني بصراحة

ما دام غدرك اتقن فن الجراحة 

خذي لنفسك فترة للاستراحة

و اتركيني مع قوافي الصداحة.

-----؛

ذ.ادريس علي الواسع

؛2021/10/30 

الساعة 4،35

اقرء المزيد
Hiamemaloha

بكاء الروح للدكتور بسام سعيد

 سِفرُ الضّوء 94

بُكاء الرّوح

بقلم الشاعر د. بسام سعيد 

الرّوحُ تبكي والقلبُ حزينٌ 

على فراقِ القمرِ للّيلِ 

والشّمس للنّهار

على هجرِ وصالِ الوردةِ 

لفراشتها المعهودةِ 

وبُعد المسافاتِ الواصلةِ 

لدروبِ الأمسِ المسكونةِ 

بالذّكريات السعيدةِ

***

ما لليمامِ كسير الخاطرِ؟

 ما للسّنونو تشدُّ رِحالها

 والطّيورُ تهجرُ أوكارَها

 إلى غيرِ رجعة ؟

***

الرّوحُ تذرفُ دموعَ الغيابِ 

والعيونُ تقطرُ لظىً 

على نأيِ نسمة الصّباح 

والمساءِ العليلة

 عن شرفتِها الوادعةِ برائحةِ القهوةِ

 وهالِ الوُدِّ الأخضرِ

***

أنتَ وحدَكَ 

أيُها البحرُ الزّاخرُ بلآلئ المحارِ 

ذات الحُسنِ المشهودِ 

على نحرِ عاشقة الضّوء

أنتَ وحدكَ أيُّها السّاعي في دُنيا 

الودادِ المُعَتّقِ بعبيرِ سلافةِ الجنوبِ 

المستطابةِ

حسبُكَ أنّكَ فرقدُ الكونِ البهيِّ 

وأنَّ سيّدكَ ومولاكَ واحدٌ 

لا شريكَ له


د. بسّام سعيد

اقرء المزيد
Hiamemaloha

ياهاجري أين للشاعر أيمن فوزي

 يا هاجري أين 

بقلم ااشاعر أيمن فوزي

ضلت بنا السبل؟

صد و هجران

فقل لي ما العمل؟

سألتني قرباً

فكنت أدنيك

و سألتني شعري 

فما كفى القول

لا بيتًا لتقصده

بعد الذي كان

والقلب حيران

بالهم مشتغل

والنار في كبدي

تهب أخمدها

وكأس مدامتها 

قلبي يها ثمل 

لا وقت يا قلبي

فدمعٌ أكوى به

فاضت به المقل

صدري بما كان

ضيقاً حرجاً

والروح تقتات

من بعضها العلل

يا ويلي 

ما أبكي؟

حضناً كان لنا

وناراً ما بيننا

توقِدُ القبلُ

أواه يا قلبي

أالهجر دار بنا؟

والروح من بعدك

خائف وجلُ

قد مر اللقاء

خاطف و إن طال بنا

فلمَ العجلُ

وكل الذي كان 

من صد و هجران 

ما بيننا يوماً

ما عدت أحتملُ

أوصاف المحبين

ما جمعنا وصلٌ

فينا تكتملُ

والشمس لو طلعت

أنت بسمتها 

والبدر قد لاحَ

من فيضها نهلٌ

لو أن اللقا بات 

عمري و أمنيتي

وكل الثواني به

أصابها المهلُ

فريحك الورد

أريجٌ بروضته 

وعذب الماء سقياه

من كفك العسلُ

يا هاجري مالي

والوجد يقتلني

يموج بما في

بالقلب يعتملُ؟

فأمست لنا الدار

والذكرى تمر بها

قفرٌ ببدايةٍ

والناس قد رحلوا

فكيف بهجران 

تقضي علينا به؟

والقلب لكم بات

مجلل عطلُ 


أيمن فوزي

اقرء المزيد
Hiamemaloha

سجال درب السجال بين الرائعين فداء حنا ومحمد درويش

سجال تم بيني وبين الشاعر محمد درويش بعنوان

(((( درب السجال ))))

أتمنى ان يروقكم 


محمد 


نمضي سويا بدرب السّجال

وقلبي إليّكِ فداء امتثل

هيّا تعالي نحيي السطور

نسقيها من كؤوس الغزل


فداء


أتيت إليك أزف الحروف 

بلحن المساء و بدر اكتمل 

سأتلو عليك ترانيم الحنين 

ونكتب سطورا تحاكي القُبل 


محمد

لقصيدكِ سِحرٌ حين يشرق

ويبعث في الحنايا الأمل 

و إني لأدنو من كل حرفٍ

ونبض القلب إليه ارتحل


فداء

استشف حروفي من الخيال 

و اسعى لقلبك بكل السبل 

تصبح أنت فتى القصيد 

تسأل قلبي و يجيب أجل 


محمد 

على رسلكِ حين تكتبين 

وأمحي عن وجنتيّكِ الخجل 

ما أجمل قصيدكِ إذا ذكرني 

وعلمت أني فيه البطل 

 

فداء

سنعزف لحنا و يسمو الغناء

و شهقة روح تحيي الأمل 


محمد 

تعالي نعزف لحن الحياة 

ونكتب عهدا طويل الأجل

تدانت لأجلكِ كل القصائد 

حقا حرفكِ يحاكي القُبل


فداء

قبلك قلبي أرهقته الليالي 

وكم من نجمٍ عني أفل


محمد 


وإني قبلكِ عشقت النساء

لكن قلبي إليكِ اعتدل 


فداء


حسبي أني مليكة النساء

وبوحك في محرابي امتثل


محمد

أشعلت كلماتكِ سفن القوافي 

و سبحت معها ببحر الغزل 


فداء

عناقيد بوحك أغرت قصيدي

وتذوقت حرفك بطعم العسل 


محمد 

كم سابقتني قبلكِ الشواعر

وضربت بحرفكِ أروع مَثّل 


فداء

وحرفك بقلبي عالي المقام

حظيت منه بكل ما أنل

بحور بوحك أغرقت حروفي

ولم أعد أعرف ما العمل


محمد.

حرفكِ شراعٌ يجذبني إليكِ

و موجكِ عالي بديع الطلل  


فداء

موج القوافي ضرب أشواقي

فشكى قلبي لبدرٍ ما أكتمل


محمد

سهم عيناكِ أشعل حروفي 

وصهيل الشوق إليكِ افتعل


 


فداء

أتدري يوم كان لقاؤنا

تزينت الأقاحي بألوان الأمل


محمد

و وقفت حائرا بين يديّكِ

حين كانت عيناكِ لعيني تسل 


فداء

سأبوح وألقّن القوافي

للعاشقين في ليال الغزل


محمد

لأصافح حروف الهوى منكِ 

وكيف حرفكِ بقلبي اتصل


٣٠/١٠/٢٠٢١

اقرء المزيد
Hiamemaloha

في المساء للشاعر أشرف عز الدين محمود

 - في المساء 

--- بقلمي أشرف عزالدين محمود 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

-في المساء سوف نسحبُ الرؤيةَ إلى الورقْ.في قُدسِ محرابٍ الكلامِ ،سنلتقط الحياةَ ونمضي لن نتأخر.ولن  نقايض على الفرَحْ وإن خشى الكل الاقترابْ سنحيك نهاراتِ واسعةً تناسبُ احلامنا الفضفاضة وآمالنا النشوى وفي المساءسنحوِّل الحُلمَ أجنحةً وحواديتَ.سنحكي  قصةََ الحياة..مادام في القلب عصيرُ الكتابة..وقبل اكتمالِ السطرْ..سنركل الجوع في قلوبنا ! سنجعل  الصباح يأتى..سماويّ الترانيم ، مداه باشتعال النبض يمتدّ ،فوجوهنا رحلة تهفو لأفراح لقاء ونجعل  اصابعٌنا  ترتفع  في حصة الحبِّ،فقط-..ولا شيئ غير الحب  فحين تتَّسِعُ الرؤيةُ ، الخطوةَ ستنتظمْ..والحياة ستصبح خضراءضاحكة ٍ ، واللياليَ في انتشاء ٍ كالعطر، ممتلئا بألاضواءومنقطعاً لدفء الروح ،  تشعّ صباحًا بضوضاء من الأشذاء بنور هديل و ورود البستان..كمدينةَ نورِ ًا في كفنا لنفتّشُ داخلنا عن ميدانٍ غير موصد-يعرف كيف يكون النغمُ دون  رهن ذهول ببعض أسئلة او يكون بعضها كامنٌ من خلف الإشفاق..لتحوّلَ المحنةَ إلى لون ..بأصابعُ مشتعلة مشعة بالأمل لم تفارق  راحةَ ايدٍينا..وتخط قصائداً معقودةً بشرائط ٍ بيضاءَ من سنا نور  الصباحُ الوشيكُ بالبزوغ

اقرء المزيد