من أروع القصائدالتي صيغت لليلى
بقلم الشاعر هشام المودني
من أين لنا يا ليلى بالصبر
وهجرك ماوجدت له من عذر
لاح لي البين وكأنه قبري
وفي صبري نلت كل الأجر
تذكرت ليلى والليل قبري
قد كان حبها أنسي وذخري
هذا قضاء الله فله شكري
أتحمل عذابي وألمي وضري
غيابها قهر قد زاد من قهري
وذكراها ألم ضيق عني صدري
اليوم تائه أداري حزن قلبي
والدمع في العين حر على حري
القول على اللسان يبين هما
والخط عل البيت يذيب فكري
والقصائد عليك أسقمت قلبي
وأحزنت قلب كل قارئ لشعري
فلا تحسبي أن قصائدا سبقت
قد كنت فيها صارما على كفري
قد كان كفري بالحب نفاقا
لا زلت عاشقا لك بنفس القدر
لست وحدك من أذنب فكلانا
بل كل الخلائق ذنوب إلى القبر
فمنا من يتوب ومنا من يزيد
ذنوبا على ذنوب حتى العقر
فما عسانا ويومنا كأمسنا
وغذنا لا أحد منا يدري
بالأمس كنا بلا عقل والقلب
هو من كان يدلنا على الشر
والعقل اليوم أصبح يافعا
سأبيع قلبي لربي وعقلي للخير
سأتوب عن كل نقيصة وأستقيم
فاستقمي يا ليلى فالدنيا باب للقبر
فتن تصيبنا كل يوم فلا تكن
دنيانا رمز للوفاء بل للغدر
لا أمان في دنيا أذلت كراما
ومازال تهين بدمعها كل حر
العبد فيها ببأس والحر ببأس
والكيس من أذل النفس بالفقر
الدنيا متاع والأخرى وراثة
ولا مفر للخلق من يوم الحشر
فاعملي على الخير ولا تعشي
دنياك ذليلة منحطة القدر
وأكثري من قول الحق ولو
على نفسك وأجزلي من الشكر
فما ادخرت فلا ريب أنه
زاد لك بعد انتهاء العمر
ولا تيأسي من رحمة الله جاعلها
عونا للخلق في عيش وعر
ولا تقولي ولا تحكمي على النفس
وعلى الخلق أنهم أهل جمر
وأملي في رحمة الله واعملي
الخير طوعا نهارا واسري
فلا الجنة ولا النار بيد احد
فبيد الله ذلي أوعزي وفخري
فضلت علي يا ليلى غيري
ونبذت بغضب وحنق شعري
فوضت لربي الهي أمري
قسوت بفعل ظالم يا عمري
كتبت لك حسا و شعرا
فمسحت بغل سطرا بسطر
انقلبت ليلى كما ينقلب
الغادر الجاحد على الحر
أردت حبيبتي بذلك إحباطي
لن تتمكني أبدا من قهري
فضلت علي بقول ناقص
شاعرا يدعي عزي و فخري
أترى يا ليلى كلاما لديه
أم كلام شارب مدمن خمر
لا أستسيغ شعرا سخيفا
أسموه الجهلاء بالشعر الحر
أتحدى شاعرك فل يقل
أو يقدم لك نظما كالقصر
أو على الأقل بيتا
يبين لنا فيه شدة الأمر
أو قصيدة مدح لك وان
هجاك ليلى قدمت له نحري
أتحدى بعزمي كل شاعر
يقدم لك ما قدمه فكري
كم مدحتك ليلى ووفيت
وبينت يا عمري أنك شعري
لن أغضب من فعل صدر
من قلب لديك كالصخر
الحمد لله أنني واصل
قادر على زمني و دهري
لن أكتب لك بعد اليوم
لقد سببت لي ألمي و ضري
ستقولين مجرد قول أقوله
لكنه بقسوة أنفذ صبري
قد كان ذوقك قبل سليما
وهاهو دوقك الآن يفري
قد أنزلتني دركا وسجنا
ولن ينقص ذلك من قدري
iهشام المودني
د.رسالة الى ليلى.
المغرب ق163/14
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق