يا من لكأسك سكرةٌ ومداما
في خافقي أمسى الهوى أقلاما
جاءت تخطك في سطور تلهفي
نهرًا يفيض تدفقًا وغراما
يا ربَّة الحسن الشفيف وجنتي
إنّي حملتك بالضلوع لزاما
ولقد أتيتك يا ربيع جداولي
والقلب يخفق نشوةً وهياما
فدعي عنادك يا منايا أقبلي
ما كان حبي شقوة وملاما
أهوى عيونكِ في سمائي أنجما
يمضي الهوى في دربها إقداما
فإذا تأتت بالحنين قوافلي
تشتاق منكِ نظرة وسلاما
جودي بوصلك يا مدائن فرحتي
فاليوم في ليل الجفا أعواما
يا نبضتي الحيرى وآخر قِبلة
أمسيت فيك ناسكا وإماما
روحي لك عبرت حدود خرائطي
والشعر في أسفارها أقداما
وأتت مدائنكِ البعيدة فاعتلى
عشقي على أبوابها أعلاما
يا من لأجلك قد طويت صحائفي
وبدأت عهدا لا يرى إبهاما
هذي حياتي بعد تيهٍ أشرقت
وغدت شموسا تسحق الإظلاما
طفلٌ أتيتك بعد طول تغربي
فلتجمعيني، أدمعا وحطاما
ودعيني أحيا في هواك شاعرا
عشق الجمال فعانق الإلهاما
.........
صلاح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق