"دعني وعينيك "
بقلم الشاعر أنور محمود السننيني
دعني وعينيكَ أروي منهما عطشي
ففي فؤادي صَدًى لا يَرْوِهِ الماءُ
وفي حياتي ظلام لن يُبَدِّدُهُ
إلا شروقهما حَاءً به بَاءُ
أَنِرْ مصابيح حبي مِنْ بوارقها
على سماوات قلبي حيث تِلْقَاءُ
وإن بَدَتْ شمعة الأشواق باقية
على اشتعال ففي عينيك إِطْفَاءُ
تلك العيون التي مِنْ سحرها ٱخْتَرَقَتْ
روحي بسهم من الأهداب سوداءُ
تعال أنت بعينيك التي زَرَعَتْ
في القلب وُجْدًا ومنها كان إِنْمَاءُ
وصار مثل غصون التوت مُثْمِرَةً
فَاجْنِ الثمار فإن الوجد آلآء !!
أَمْدِدْ يديك إلى حَبْلٍ فتائله
عِشْقٌ وصِدْقٌ وإخلاص وإِرْضَاءُ
وٱمْسِكْ عُرَى الحب وٱهْمِسْ لي بأغنية
مِنْ لَحْنِ شوقك والأوتار أَحْشَاءُ
دعني وعينيك واسمعني سوالفها
وٱشْكِ الغرام فقد تشكوه أَعْضَاءُ
شكوى الحنين إلى الأوطان إذ بُعُدَتْ
عنه ديار وأحباب أَخِلاءُ
ومثلما تشتكي الغبراء مَجْدَبَةً
أو تشتكي غَائِب َ الأقدار عَذْراءُ
دعني وعينيك وٱطْربْنِي بِرِفَّتِهَا
فالقلب يسمعها والروح عَيْنَاءُ
كلي لها أَعْيُنٌ.....كلي لها أُذُنٌ
هي الحديث ونجوى الروح نَعْمَاءُ
أَبْرِدْ لهيب شجون الليل محتضنا
عُيُونَ صُبْحٍ بها بَرْدٌ وأَضْواءُ
وغَطِّنِي بِرِدَاءِ الهدب لو نَعَسَتْ
عيناك أو زارها في الحب إِغْفَاءُ
دعني وعينيك وٱحْبِسْ كل دمعتها
ففي اقترابك يَخْفَى الجرحُ والدَّاءُ
وعِطْرُ لقياك فَوَّاحٌ تضوعه
فَاشْتَمْ بمجلسنا مادام إِذْكَاءُ
وٱنْصِبْ لحبك عرشا لا تُرَصِّعُهُ
إلا تراتيل بَوْحٍ كان إِخْفَاءُ
خَلِّ الأهازيج وٱحْضُنِّي معانقة
كما تعانق هذا البدر ظَلْمَاءُ
وَضُمَّنِي لطلوع الفجر في شَغَفٍ
كما تضم وَلِيدَ العمر حَوَّاءُ
بقلمي أنور محمود السنيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق