السبت، 28 أكتوبر 2017

كلمات في مهب الريح
بقلم الشاعر علي وطاس
أنت  يا طائري ..
في خواطري  اليوم .. و غدا
فليسقط المطر ..أو يصبح الجوّ صحوا
فلتزمجر الأعاصير ..
و تهبّ الريح
ليس هذا من اهتماماتي
أنت ملاذي .. أنت زوارقي  و قارّاتي
حيث كلّ  الأيام ... نور و  ضياء
تتشابك في ربيع
فلتشرق الشمس.. أو لتنطفئ
دائما بداخلي .. شعاع  يأتيني منك
يجعلني حاجا إليك .. في عباداتي
و فراشة تبحث عن رحيق  وردة  ..
بين يديك ..
هل يحالفني الحظ يوما ..
فأطفو كريشة ..
على شفتيك العقيق ... السندس
اشرب من ريقك حتى أسكر
و اختبيء في نظراتك حتى أغماءاتي ..
حتى الغرق .. حتى الفناء  ..
و كل احتمالاتي
هل بإمكانك .. أن تسافري معي ..
الى محيطاتي
تكتشفين شواطئي .. و تياراتي
تطفئين براكيني .. في  أعماقي
تستعمرين ممالكي .. و ممتلكاتي
و تأتين في موكب عرس
تغرسين أغانيك و مواويلك ..
في سكوني و سكناتي
أيتها الجميلة ..
التي تدوس على قلبي ..
تقطّعني ..  من أحاسيسي و ذرّاتي
ليكن ظلّــك ..
 سحرا أو عطرا ..
فأنت تطيلين نشوتي  و نزواتي
حدّ الفرح  .. بانتصاراتي
مثل  القيصر و نابوليون
و لا تهمّني انهزاماتي
أنت وحدك ..
مهربي .. و حرّياتي
هواجسي التي تبتعد الى نهاياتي
هل تسمحين أن أكتب كلماتي..
في ظل جفنيك السنابل
هل تسمحين فتحملينني على شفتيك ..
مثل قطرة عسل ..
أو على صدرك ..
مثل  قطعة حنين  ...
 مشتاق ..
و معي أنيني .. و لهفاتي
و مع حبّي ..  كل كراماتي
هل تعلمين أيضا ..
أنني حين أضمك في حضني ..
تتهيّــأ لي أشيــاء
أجمل من ابتهالاتي
أجمل من توليب المراعي ..
و من عناقات الآطفال ..
و أجمل حتى   ..
من العيون التي كانت في رسوماتي
هناك   ..  حيث  أنا عاجز ..
عن الانتهاء ..
أو أبدأ  بداياتي
أصرخ من ألمي .. فيزداد
و حسن ظني  ما خاب ..
حيرتي .. و غموض ما فيك ..
و انتظاري لهمساتك  .. و لمساتي
ودّي  .. لو حدّثتني   في غيابي ..
و في حضوري  ..
لو بالغت في العتاب  ..
و مزّقت ما بقي من مضنّاتي
أقرئيني في كتاباتي
و اهربي معي .. وراء الكلمات
هناك  سنلتقي .. أنا .. و أنت .. 
آياتك و آياتي  ...
-
علي وطّــاس  2017.10.28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق