(أشجار الظن)
بقلم الدكتور معن حسن الماجد
ألَقت قناديل الظنون تنفست
وتبرّج الليل الأثيمُ أمامي
وتحرر الصبح المكبّل هاربا
من قبضة الساعات والأيامِ
أشجار ظني أينعت فتورقت
وتقلّد الصمت الجليل زمامي
وتسلّل الصيف العليلُ كعابثٍ
في بردِها فتناثرت أقسامي
شكٌّ تمرّغ في مراتع مهجتـــي
وطغت على أمم الصفا أسقامي
مرَقت بقارعة الظنون شواهدٌ
فتربّع الشك العقيـــــم مقامي
وتكبّد الوصل الهزيل هزيمةً
وتعرّض الشوق السبيّ لِرامي
ركنت لأصداء الحشود مسامعي
وتوسّد الظن الشقيّ منامــــــــي
لاقيتُ من فرط الظنون مذلةً
وجثا على عبق الهوان حطامي
سبل الخضوع تقطعت أوصالها
وتأزّمت نهج الجوى أحكامــــي
سحب الصبابة لملمت قطراتها
وتأطرت حجب الظلام خيامي
سكبت جرار الوهم في وادي المنى
فتشبثت بسرابهـــــــــا أقدامـــــــــي
عاثت ثواني البرد في ساحاتها
واستنفذ المزنَ الصديقة عامي
يا لاهياً برفات صبري لم تزل
إحذر إذا يوما شددتُ قوامي
ورفعتُ عن ظهر السنين شقاؤها
وأقمتُ قبرا باهضا لِوئامـــــــــي
استحضرت بعض الوفاء بصمتها
غمرت تلال الوجد بالأنغــــــــــامِ
فتعقب الصبر المرير سماتها
وتجنب الحزن السخيّ صدامي
وتدافعت نحو الرجوع بدايتي
فتعثرت بفصولها أعوامــــي
وهجٌ تجلّى من بقايا غفلتي
فترجلت عن غيّها أحلامي
الظن أشقاني وصيحات الورى
تمتد نحوي غابـــــــــة الأقزامِ
أوغلت في بعض الظنون محاربا
حتى توارت ثــــــــــورة الآلامِ
ياعابثين بحسن ظني علّني
بعد اليقين ألوذ بالأوهـــــامِ
وأعلّل الليل العسير بجرعةٍ
من غابرات الأمس والأنسامِ
د. معن حس الماجد
العراق- الموصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق