حين يمتص الغروب
بقلم الشاعر إدريس العمراني
حين يمتص الغروب ضوء النهار
تبدأ قصتي تكابدني لوعتي
حين تتجه الطيور
و العصافير للأوكار
يغطي السماء الحزن و الاصفرار
يعلو هدير الموج في البحار
يتراقص دمعي و أشجاني
في الشط ينمو سكوني
تتسلل الغربة عبر الدروب
أستعيد حضن وطني و أدوب
أستعيد عشقا
أحمله شوقا
أراه حلما في عيوني الذابلة
تلبسني سكرة قاسية
كأسها في ليالي الصقيع يرميني
حين أتذكر
البيت و الطفل و العافية
أرى في داخلي شبحا
بلا اسم و لا مكان و لا هوية
حين أتذكر الزيتون
تراقصه السنابل العالية
فأغرق و أغرق
في هزيمة الصمت القاسية
لست أدري من أنا
قبر بلا اسم
روح بلا جسم
ورقة خارج الأسماء
كفرس مبلل
يرتجف تحت السماء
أنسج أحلامي في الليالي الصماء
كعليل ميؤوس من الشفاء
لكنني لا أستسلم
لن أنس أرضا
عطرها من الشهداء
ينام الحب في الليل الطويل
و بين رفوفه يندس الأمل
عشق الوطن لا تكفيه الحروف
لا تقلق ,لا تنس , ياوطني
أنك بجلدي ملفوف
أنت حب
أراه محرابي و أغنيتي و فجري
أغنية أحرقت بها كل المواويل
برمادها فوق قبري
ستنمو و تتمايل لسنابل
ادريس العمراني
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق