الاثنين، 20 نوفمبر 2017

حبيبتي سمراء
بقلم الشاعر محمد أبو رزق 

على مشارف المدينة الكبيرة
تتماوج حبيبتي السمراء
شامخة الأنف رشيقة القوام
تتمختر في كبرياء
بشعرها الأجعد الجميل
وعينيها السوداوين
المشعتين بالضياء
حبيبتي إسمها إفريقيا
أراها نهرا في دمي
أراها زنبقة برية في كفي
أرى أن لي إليها انتماء
حبيبتي السمراء الوديعة
تستهويها الموسيقى الصاخبة
تتلوى على أنغامها
من الألم والفرح
كلّما علا الإيقاع
تترنح كمن أصابها مسّ
ويعلو صوتها بالغناء
تمتزج روحي بروح السمراء
ويصرخ فينا الشوق
وتتمدد جذور العشق
وأحتسي كؤوس الهوى من راحتيها
ونحن في ذروة الانتشاء
حبيبتي السمراء
أنيقة كثلج الأطلس الشامخ
تغازل في عشق قمة كلمنجارو
تحتسي قهوة الصباح في شوارع الرباط
تتضمخ بعطر داكار
تستحم في نهر النيل العظيم
تصافح القلوب البيضاء في نيروبي
وتستمتع بأنغام شلالات توجلا
وهي تنهمر على سواحل الأطلسي
حبيبتي زنجية حين تطل من الجنوب
بيضاء حين تلوح من الشمال
سمراء حين تبزغ من الشرق
وفي ليالي الصيف حينما يستيقظ القمر
ترقص حبيبتي حافية القدمين
تغني للسلام للحرية للجمال
للغزلان في عمق الأدغال
للصحاري الممتدة على مدى البصر
للإنسان الذي يفترسه الظلام ولا يُقهر
للذين صلّوا للحرية واقفين
وما توا شهداء شامخين
ترتل قصائد سيدا سنغور
ومقاطع بروتوس الشاعر 
وأوكيكَبو والأديب وول سوينكا 
حبيبتي السمراء إفريقيا
يا نظرة الأمل في عيون الجياع
وهبّة ريح في عمق الأصقاع
غرّدي في الأفق مزهوة
وزغردي بصوتك البلبلي
فعشقي لك ينساب كالجدول
والعالم كله في عينيك يتغزل
وقلبي والهوى والعشق الأزلي
محمد أبورزق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق