الثلاثاء، 30 يناير 2018

لم أنس   : 
بقلم الشاعر حسن كنعان 

أنا ما نسيتُ لكي يقالَ تذكّرا
فهواكِ في قلبي الجريحِ تجذّرا

القبلة الأولى وردء     عقيدة
 ذلّت أكاسرةً    وأعيَتْ قيصرا 

وتهافت الغرباءُ  كلٌّ   يرتجي
كسبَ الغنيمةِ ظافراً فتعثرا

كم رُدّ عن أسوارها من غاشمٍ
أغرتهُ   أحلامٌ   فعادَ  القهقرى

القدسُ حصن الله لم يظفر بها
غازٍ،     أطال بها المقام وعمّرا

صالت جيوش الفتح في أرجائها
فجلَتْ  عهوداً  للظلامِ  وأعصُرا

بوركت  سيفَ الله تطوي  ليلها
والصّيدُ حولكَ كلُّهم أُسدُ الشّرى

وأتى  لها الفاروقُ يبسطُ عدلهُ
والصوتُ يصدحُ بالأذان  مكبّرا

وزهت فلسطين ُ الأعزّ  بثوبها
فبدا على  كلّ الروابي أخضرا

بالدين  عزّتْ  امّتي  وتوحّدت
والغربُ  أقعى صاغراً متحسّرا

قد سطّرَ التاريخُ أمجادَ الألى
بدمائهم  خطّوا الملاحمَ للورى

واليومَ تُنتهكُ البلادُ بطُغمةٍ
من  كلّ أرضٍ مجّهم فيها الثّرى

من بعدِ  أنْ هِنّا وفُرّقَ جمعُنا
وسطا علينا  الوهْنُ وانفكّت عُرى

تأتي الجيوشُ كأنّها  مغلولةٌ
وتعودُ  تندُبُ  حظّها المتعثِّرا

ما ذنبُ يافا  ضُيّعت في غفلةٍ
من عجزنا  ونقول شاءَ وقدَّرا

ومدائنُ  المجدِ الأعزِّ تناثرتْ
وبكتْ بدمعٍ قلّ أن  يتقّطرا

فالقدسُ زهرتها استبيحت بيننا
والماردُ العربيُّ قمقمهُ اهترى

لو كان  من يحمى لقدسٍ أنفهُ 
لجرى الدّمُ العربيُّ فيها أنهرا

وبمثل هذا تُستردُّ   كرامةٌ
وبذلك الوطنُ المُضيّعُ يُشترى

ما  طال ليلٌ  في فلسطين الإبا
إلا وعن صبح الحقيقةِ اسفرا

هي جنّة الله التي قد حُصِّنتْ
هل تُستباحُ جنانُ ربّيَ يا تُرى

شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق