هكذا انت أيها البحر
بقلم الشاعر محمد المؤذن
بين المد إلى اللحد
وجزر يكشف عن صخر
أحج إلى كعبتي بعد ثوبتي
قبل نداء القبر
وأنت كعبة أدراننا
كعبة كل نهر
بينكما برزخ
من ملحك يجفر يطهر
كلما تناولت جدتي الدواء بالماء
كلما غسلت أمي الإناء والإناء
كلما تخيلنا ماءك ماء
كلما عزمنا صلاة الاستسقاء
تخاطبنا أيها البحر بلا جفاء
بلغة الأمواج ترتطم بفجاج
لا تخافوا
قمت بالإسراء بالمعراج
صونوا أنتم أنفسكم
قوموا الاعوجاج
يا أبناء البر أنا لكم ظهر
في أحشائي كامن زمرد ودر
يا أبناء البر
لما حملتموني بواخر الشر
تحمل البارود وصاروخ الغدر
تدك المدينة ترمي القفر
لما تعيثون الفساد
في أمكم بكفر
ليس لكم عذر
لكم سأغفر
بعد عودتي
من المعراج
مرتاح المزاج
كعودة الحجاج
سأوزع عليكم ماء زمزم
بلا ملح صاف بحمم
شريطة أن تشكروا
خالق الشمس والنعم
بعد المعراج اشربوني زلالا
سأسقي
عروق شجرة التفاح في البطاح
سترتوي أنعام عجاف
تشتكي هزالا
في الصحراء
تقبل عليها بناتي إقبالا
أنا البحر لفحني الجمر
أنجبت النهر
في البر كسوت قمم الصخر
أقسم بالألف واللام والميم
أقسم بالقرآن الحكيم
أقسم بالقلم بالفجر وليال عشر
أقسم بالتين والزيتون
أقسم بطور سنين
إني الحياة إلى يوم الحشر
تذكروا بري يا أبناء البر
تذكروا أني رغم شركم
رغم حرامكم رغم العهر
سأتحمل عيوبكم وحمقكم
لن أكفر إلى يوم النشر
أمر على الأرض
تأخذ زخرفها فتزين كعروس بأغلى مهر
توقفوا عن الشر عن المكر
إلى القدس كان الإسراء
ومن القدس كان المعراج
حرروا القدس من أعناق النعاج
أو تضرب الأسماك عن الشباك
تعلن الثورة لن تبالي بالشراك
تغرق المراكب والقوارب وسفن الهلاك
تشتكي عرب الوقود
باعوا القيم لجلاد حقود
بالوقود يجلد هويتهم ويعود
وهم فوق أرائك المذلة قعود شهود
ينتظرون يوم حساب معهود
محمد المؤذن مؤسس ورئيس جمعية كازابلانكا للتراث الشعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق