الثلاثاء، 23 يناير 2018

----- دفىء الأحاسيس -----
بقلم الشاعر محب الحكمة
إنقضى زمان طويل.
على غياب دفىء الأحاسيس.
موت المشاعر الربيعية.
كأنها كانت طبقة ضبابية.
بين طبقات الجلد، و أختفت.
تبخرت إلى الأبد...

ليصير الجلد، يابسا.
معرورقا، من فرط الألم.
و باتت الروح بكماء.
لا تفقه لغات الكون.

غريبة غرابة الموت و الحياة.
تبحث بين الأنقاض.
عن لغة جديدة.
أو كلمات دقيقة.
تفهمها كل الأرواح.

سريالية هاته اللحظات.
حيث تشيخ الأجساد.
من دون سابق إنذار.
يتفتت الصلب.
من إيمانه بصلابته.
تبهت الألوان الزاهية.
في الأفكار و المعتقدات.

صعب أن تتشبث، أن تدرك.
صعب أن تواصل التجديف.
بل مستحيل...
و ذراعك مكسورة.

سنين عيشك، تبدو واهية.
أمام العجز الذي يطبق عليك.
كم لبثت ساكنا، بلا حراك ؟
و كم صرخت، بلا صوت ؟

لن تشعل نارا، تحت المحيط.
فالرياح ترجع صاغرة.
أمام حكمة الماء العميقة.
لا تنظر إلى هفوات التاريخ.
فما خطته أناملك.
لا يمحى...
و هفوات الآخرين، كذلك.

تسبح في الكون الفسيح.
تطل بثقلها على صدرك.
حين يضيق سجن الروح.
و تزداد قشرة الجلد، يبسا.
تزداد الخطوات ثقلا.
بعد أن سحب من تحتك.
بساط الزمن...

و عاؤك أوشك أن يمتلىء.
من فيض الخير و الشر.
و بضع جمل تائهة.
لم يصنفها القدر بعد.
يقضمها الوجود على مهل.
ليبقى أثر القضمات باديا.
على سحنتك المتعبة.

بصمات الإسراف، لازالت قوية.
إسراف في الإعتداد.
و غلو في التحقير.
و ماذا بعد...؟
النضج لو طال به الأمد.
صار كسادا.

و الأنسان، بعد هذا الكساد.
يتحول إلى ماتريوشكا.
طبقة تضم طبقة.
تحتويها في صمت.
بلا روح...

حتى صارت ذرات الفكر فيها.
لا تميز حافات العقل و الجنون.
لا تدرك سريالية الوجود.
بل ترسم شجرة عظيمة.
تمتد فروعها لعنان النفس.

تقتات من خوفك و رهبتك.
تاهت جذورها، تعمقت.
إحتوت الكون، كأخطبوط ماكر.
تناجيك من خلف الحجب.
لتضخ دمك المضطرب.
في جذعها الفارع.
لتسكن إليها إلى الأبد.

بعد تعب هاته السنين العجيبة.
تلقي بهمومك على أغصانها الوفية.
لعلك تستريح من تسلط التبعات.
و ضجيج الدماغ.        
                    
تبكي كطفل تائه.
عاد إلى حضن أمه الحنون.
تستسلم بهدوء.
إلى رجوع دفىء المشاعر.                          
تحت ظلال شمس جديدة.
لتتحد بأوراقها اليابسة.
كأنكما روحين بائستين.
يشملهما جلد واحد.

@ محب الحكمة @

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق