الأحد، 11 فبراير 2018

حانة النسيان او نحن والظلال بقلم: محمد فريد رغيب
احار في الكون
يكتنفني
اجيئه من العدم
باسم يدركه
قبل مولدي
***
احار في الفلك
تدوخني
تدور حولي كغيم
يداعبني
يوقضني
كاطياف خرفان
احصيها...
فتنعسني..
***
احار في النجم
يرقبني
منبعثا من المدى
يناشدني...
ارسمه بالطبشور
بالقلم
***
احار في الارض
تدور تزلقني
في الشمس والقمر
يلعبان بالبحر
بين المد والجزر
***
واهيم كالشأعر
اصيغ من حروفي
بيوتا اسكنها
من قوافيها جسورا
اعبرها الى حانة النسيان...
اسائلني... عن الحال
عن اغترابي بين البشر
****
ارقب ظلي... جآلسا
يحمل فاسا
يحفر قبرا
يهيؤه
حيث يستكين
كما يفعل عند كل غروب...
****
خلف الاصيل
اغأدره بعيدا
في صمته
وحيدا
في تربته
ثم اتبع الاقدار
تحملني في ضحى ليلي...
*** ***
تدوسه الاقدام
ازلي في صمته
ولو علقوه
وفي يتبعني
ولوعتقوه
ولو عذبوه
عارف بكل الاديان
يصدمني
مسلم، مسيحي
سيخي، يهودي
ملحد، نصراني وبوذي
كافر بكل الالوان...
ازرق، قزحي
ذهبي، رمادي
بني ووردي...
*** ***
هو ظلي
رفيق ابدي
لا يجأفيني
اذ اخأصمه...
لا يتركني
اذ اودعه....
لا يهرب مني
اذ اهذده...
***
يدهشني
اذ يحاكيني
يرفس الارض
اذ ارفسه
يراقص التربة
اذ اراقصه...
يعلم امري
وما افعله
يكتم سري
ولا ينشره....
ظلي ...
احسن مني
في توأضعه
يسير هينا
اذأ انا اختأل
طريح التراب
ولو ارتفع
***
عند كل صباح
ينتظرني...
لالبس ثوبي
لاربط جأشي
ووشأحي
ينتظرني...
حتى اشرب قهوتي
هو الصبر لا يقنط.....
****
ظلي...
قطعة ليل
لا تغآدرني
وان تشرق الشمس تتلحفني
كتوم
لا يوقظ الجيران
كلما جئت ليلا
صاحيا او سكران
ينسل من تحت الابواب
يفتح لي...
يخبرني هل هناك
قوم لئام....
هو خلي...
يجألسني
خلسة
يحتسي مفلسا
كاسة فارغة
وانا اشرب...احلى المدام
****
في حانة النسين
ياتيني نادل
يسالني ما اريد...
يتذكرني.. ويعتذر
هو يعرف ظلي
اي خمرة يسقنيها...
****
ينصرف
يتركني في طاولتي
اناجي خمري
احار في امري...
ثم تدخل انصاف اطياف
اكاد اعرفها
يملؤون المكان
ويسحبون اليهم ظلي
...
ونحن في جلبة الليل
تجيء غانية
من حيث لا ادري
تجتاحني... بلا مقدمات
بلا عذر ... بلا علامات
وفي يدها غليون تبغ
تفوح منها رائحة عطر رذيء
تسالني عود ثقاب...
عذرا سيدتي...
نفذت عيداني
صنعت منها مركب نوح
صنعت منها تابوت الموت
خفت ان تدركني المنايا
فالقاني كما انا
في وحدتي
غارقافي الثمالة
ناسيا ناسخي والمنسوخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق