الاثنين، 5 فبراير 2018

قبل الربيع
بقلم الشاعر محمد المؤذن
قبل الربيع أيام الصقيع
والرياح المجنونة 
جلب زهر منهاتن المفتونة
وورد وريحان برشلونة 
لف الباقة في ورق من  لشبونة  
بحنان عانق الريحان
بطاقة من البندقية الأيقونة
كانت مكنونة
عاد إلى أرض الميعاد 
بعد الحداد على الأمجاد 
يطلب يد ليلى المصونة
نقرت أمه الباب 
بأظافر مزرقة بلون السماء
فبرق ألماس سوارها بجلاء  
فتح الباب طفل بلا سروال 
ينتظر أن تجود الشمس بحرارة 
من تحت سحب دجنبر  
على غسيل  بحبال
تقدم الخاطب 
بخطى وئيدة 
كتم الطفل قبلة عنيدة 
أعدها لزائرة من نوعها فريدة 
لم تخطر على بال 
قد تمد إليه حلوى 
أو قطعة ريال   
عاد الصبي البهي 
بلا ريال بلا سروال 
يخبر أمه لتحسن الاستقبال 
قالت أهلا ولم تقل سهلا 
خجلا أوسهوا
بعباءة من صوف 
وجلد خروف معلوف  
فرشت بهوا 
ظل الخاطب يهش الذباب 
على الباقة الحبلى لعل ليلى 
تفتن بثمنها الأغلى 
عاد عباس 
من مصحة الأضراس 
يكتم الأنفاس 
بحرارة حياهما بإشارة 
يتقي ألم المرارة 
دخلت ليلى 
تتمسح على صدرها هريرة
تلاطفها بظفيرة  
بطلعتها كانت أميرة 
ليست لها نظيرة 
جمال عربي مليح 
وثغر به جوهر مرصوص 
كسبحة التسبيح 
ليلة المديح
قالت السلام 
سترت المحيا بلثام 
رد الخاطب
وعليك السلام 
سليلة أعز الأعمام 
قالت 
لازالت كرمة التين بعد سنين 
تحتفظ بأثر أرجوحتنا 
بعد اغترابك بعد أعوام
ماخطبك يا هشام 
قال ليلى 
إليك أشتاق بلا نفاق 
كان طيفك في بري وبحري 
وتحت الأنفاق 
لك مني ليلى أغلى صداق
مالي من راق ولا ترياق
سأحملك معي وراء الآفاق
تعبرين الحدود بأوراق  
قالت وما صداقي 
بعد التلاقي 
وقلت انت ترياقي وراقي 
قال شقة في الأندلس
وألماس يرصع البرنس 
قالت 
لا أقبل شقة في الأندلس 
وقد هزم فيها العرب بالأمس 
صداقي أن تصلي 
ركعتين في القدس 
وتستظهر القرآن  
من الفاتحة الى المعودتين 
وتنظم بالبحر الطويل 
قصيدتين فصيحتين 
لن أغادر وطني 
إلى يوم الدين 
خذ باقة وردك المعولمة 
ففي وطني 
أزكى الورود والرياحين

محمد المؤذن مؤسس ورئيس جمعية كازابلانكا للتراث الشعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق