----- ذكريات من الكهف القديم -----
بقلم الشاعر محب الحكمة
يشبهني، ذاك الإحساس الغامض كثيرا.
أكان حبا، كرها، أو حتى موتا.
يشبهني إلى أقصى الحدود.
يشملني...
في صمتي، أثناء وحدتي.
و هيجان أناي الطيبة...
و هي عائدة إلى الكهف المظلم.
بعد يوم كئيب...
يشبهني، طعم الألم.
حين يتخذ شكل كيان مشوه.
و سنين العمر اللذيذة.
ما عادت تنتظر شيئا.
ما عادت قادرة على الصمود.
باتت جافة، يابسة...
كشجرة الخريف العارية.
بعد أن زهد فيها المطر.
لتقبلها الرمال...
في خوالج النفوس.
لم تبقى، سوى الذكريات.
تنعي دفء الكهف و عطفه.
قبل أن يحتله جليد الصمت.
بحثت كثيرا، عن مدينة الحب.
حيث تحترق المشاعر.
تحت وطأة الإذلال...
فما وجدت، غير هوة عميقة.
صعب، أن تدرك قعرها.
دون أن تتناثر مشاعرك الغضة.
ككلمات فخمة، تنقصها بعض الحروف.
خجلة من ولادتها...
فكيف لا تشعر بالخزي؟
كيف لا ينهش قلبك الكره ؟
و قد أسرفت، كل الإسراف.
في الإمتنان المذل...
و سجن الحقيقة الثائرة.
خلف قضبان الرغبة و اللامبالاة.
حيث تمتد يد الجلاد طويلا.
تنتهك كل تركيباتك المحجبة.
تنفث النار، في عذاباتك النفسية.
بلا هوادة، بلا رحمة...
هل حقا، يأخذ الحب البراءة ؟
يسلب الحرية ؟
ليبني كهوفا مخيفة، من داخلك.
تلتهمك شر التهام...
هاهي الشياطين الصغيرة.
في فانتازيا الحلم السريالي.
تفصلك عن مشاعرك، عن أحاسيسك.
تزيل عنك قميص الجسد.
تمزقه كخرقة مهترئة.
فماذا سيتبقى منك ؟
أنت...!!!
من أنت !!؟
ربما كان الكهف...
الذي يخزن الأرواح العتيقة.
كما يخزن النبيذ.
و أجنحة النور، تقاوم بلا كلل.
كالشمعة الحزينة.
تساعد كل روح باكية.
لعلها تجد قميصها المناسب.
لعلها تتخلص إلى الأبد.
من لعنة نظرة مندوسا القاتلة.
وحدها، الأرواح النبيلة.
لا تلقي بالا لسمك السراديب المظلمة.
حالها، كمن عرف خبث الباقي.
فآثر الابتعاد، عن وهد جهنم.
كي لا يثمل من النبيذ المخزن.
فحب الحياة، ما عاد يشقيها.
أو يمنحها اليقين السرمدي.
و لو حتى نصف الحقيقة.
لتتحرر من قضبان الكهف.
و تتناثر في الكون الفسيح.
كأوراق وردة، مفعمة بالحب.
تعطر الغابات و المحيطات.
تعيش حيوات كثيرة...
لا تنتهي أبدا...
تتنسم طعم الغائية.
تكتب أشعارا، زاهية اللون.
و لو من داخل الكهف...
تنبثق من العدم.
هاهو الكون، يزداد إتساعا.
و الأرواح النبيلة، تزداد إمتدادا.
أما الليل، في لحظة ضعف.
خان القمر و النجوم.
كما خان الشمس من قبل.
بات متسلطا، ذليلا.
أكله السواد، إفترسه.
و أحاسيس الألم، سارت في فلكه.
تشبعت بطاقة الظلام.
ما عادت تشبهني...
ليس في شيء من هذا الزخم.
كله سيان و متكرر أيضا.
فألم الكلمة، أقسى أضعافا.
من أثر الصلب...
أو وجع الصغار.
المنتفخ جراء الوهم.
@ محب الحكمة @
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق