محنة خادمة
بقلم الشاعر عبدالله عليم
في صبيحة باردة شتوية
رأيتها حزينة باكية
سألتها عن حالها فأجابت بتلقائية
عمري ثلاثة عشر سنة وإسمي نادية
كنت أعيش في البادية
في هناء وعافية
أرعى قطيع الماشية
فلما أصابتها الحمى القلاعية
شغلتني أمي هنا عند محامية
عانسة تعيش في وحدانية
أنيقة لكنها شبه عارية
عنيفة وسادية
تخيفني أصواتها المدوية
رغم أني في خدمتها متفانية
هي للمساواة والحرية داعية
وأنا تعاملني كجارية
تعلم كلبها الفرنسية
وأنا جاهلة أمية
أتلقى صفعات متتالية
إن لم أنظفه نظافة مثالية
من زغبه ودخانها أصبت بالحساسية
# # #
دفاعها عن المفسدين محاميتي
وأنا سلبتني حريتي
وحكايات جدتي
حتى فقدت مخيلتي
ونسيت ابتسامتي
في المطبخ تفنى حياتي
غدت المكنسة دميتي
وكل آنية لعبتي
أخاطبها في سري وعلانيتي
الحرية هي ضالتي و أمنيتي
ما دمت أسيرة مشغلتي
التي تملك قوتي وقوتي
عار عليكم إخوتي
تركتموني في غربتي
أتخبط في محنتي
وأشباح معذبتي
التي تطاردني في حلمي ويقظتي
مدينة أنا لمهتم بحالتي
ينتشلني ويمنحني كرامتي
شهور مضت وأنا أجدد صرختي
كأنكم تنتظرون نهايتي ...
عبدالله عليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق