نُورِيَ لا بَديلُ
بقلم الشاعر المبدع محمد عياد ملوحي
تُرى.. ألْقَاكِ إن جَدَّ الرَّحيلُ
وَفارَقَني الهوى وَغَفا الْمَقِيلُ
وَغادَرتُ الحَياةَ بِحُلو مُرٍّ
وَعُدتُ لِخَالِقي ذَنبي ثَقيلُ
ذُنوبٌ لا أُطيقُ البَوحَ فيها
تَبوحُ بأَنَّني خَطَأٌ مَهِيلُ
وَمَغفِرَةٌ تُرِيحُ شِعَابَ إثمٍ
وَقَابِلُ تَوبَةٍ منَّي جَمِيلُ
وَرُوحُ مُحَمَّدٍ أَنفَاسُ رَوْحٍ
وَسِرُّ هِدايَتِي وَلِيَ السَّبِيلُ
سَأَدخُلُ جَنَّةَ الرَّحمَنِ حَمداً
لِحُبِّيَ فِيهِ قد رَضِيَ الْكَمِيلُ
فَحُبُّ اللَّهِ يَجعَلُنِي مَلاكاً
برَوضِ عِبَادَةٍ جَسَدي فَضِيلُ
رَسُولُ اللَّهِ بَدرٌ قد تَجَلَّى
وَلَيسَ كَمِثلِه بَدرٌ صَقِيلُ
نَبِيُّ الحَقِّ.. كِنزُ شَفَاعَةٍ في
العَدالَةِ لا يُجَارِيه العَدِيلُ
شَفِيعُ النَّاسِ رَغمَ أَذِيَّةٍ.. مِن
رِحَابِ الْخَيرِ قد جاءَا الرَّسِيلُ
إلى الْبَشَرِ الَّتي بَلَغَت بِفيهِ
مَنَازِلَ يَشتَهِيها الْمُستَحِيلُ
تَغَلْغَلَ حُبُّه بِشغَافِ روحي
وَمَا زَالَ الْفُؤَادُ بِه الْوَصِيلُ
فَأَشرَقَتِ الْمَشَاعِرُ وَارتَوَت.. مِنْ
مَعِينِ خُطَاهُ.. نَهَلَ الْخَمِيلُ
أَحَاسِيسُ الجَوى تَهذي بِعشقٍ
وَتَلْفَحُ خَافِقي.. وَدَمِي فَتِيلُ
فَقَد عِشْتُ الزَّمَانَ.. وَلَمْ أَجِدْهُ
سِوى بَغضَاء َ أَضراسٍ تُعِيلُ
وَهِجرانُ الأخِِلَّةِ نالَ مِنِّي
سِنينَ.. وَكُنتُ لِلْإلْفِ الْخَضِيلُ
تَرَكْتُ نَعِيمَ آلاءٍ تَهادَتْ
بِدُنيَايَ الَّتي كَثُرَ الْوَجِيلُ
وَذُقتُ لَهِيبَ كُلِّ مَلَذَّةٍ.. مِنْ
لَواعِج ِ فاتِنَاتٍ لا تُطيلُ
ذِهَابَ أُنوثَةٍ.. غَرِقَت بِدَربِي
وَأَنسَامٌ يُراقِصُها النَّخِيلُ
هِيَ الأرواحُ والأنفاسُ فيها
وَدونَ وجودِها يَهْوي التَّبِيلُ
إِلَهِيَ تُبْعِدُ الآثامَ.. عَنِّي
فَأَشْواقِي.. تُغَالِبُي.. تَسِيلُ
وَتَسْأَلُني مَلائكَةٌ شِدادٌ
عَنِ الدُّنيا.. وَمَا فَعَلَ العَقِيلُ
أَكانَ مُحَافِظاً لِحُقوقِ خَلْقٍ
تَجَاوَزَ حَدَّه.. فَرَمَاهُ جِيلُ
وَفِي الْقَبْرِ المُهيبِ سُؤالُ ردٍّ
فَرادِيسٌ.. وَعَيْنٌ..تَسْتَمِيل
أَوِ النَّارِ الَّتي تُصْلي صَلاءً
وَعِندَ دُخانِها حِمَمٌ.. تَغِيلُ
أَمَا عَظُمَت مَسَاوئُ مُهْجَتي في
فُصولٍ.. قَلَّ فِيهِ المُسْتَقيلُ
فَمَنْ لهُ عاصِمٌ.. إلاكَ ربّي
هَوى.. أَنتَ المُنَجِّي.. وَالمُزيلُ
رَجائي.. أَبْعدِ الظَّلماءَ.. وَارحَمْ
فَأَنتَ اللَّهُ نُورِيَ لا بَديلُ
وَأَحْلَمُ أَنَّني في جَنَّةٍ.. وَالْ
كَواعِبُ ذائباتٌ.. سَلْسَبيلُ
تُداعِبُني.. وَتَسْقيني شَراباً
مُصَفَّى.. وَالشِّفاهُ بِهَا النّسِيلُ
فَكُلُّ جَميلَةٍ.. أَشْهَى.. وَ أَشْهَى
وَ أَحْلاهُنَّ ما مَلَكَ الأصِيلُ
هِيَ الْبُلَّورُ.. وَ المِرآةُ عِندي
وَ شَمسُ العَينِ في كَوني.. نَزِيلُ
فَمَاذا تَشْتهي.. حُورٌ.. سَتأتي
وَ حُبٌّ في لَظى قلبي.. نَبِيلُ
وَ خَمْرٌ في الثُّغورِ تَطيبُ فيهِ
صَبَابَةُ عاشِقٍ.. أَلَها مَثيلُ
فَيَا عُمْرِي.. إلى أَينَ التَّناهي
فَبَابُ اللَّهِ.. مَفْتُوحٌ.. كَفيلُ
شعر محمد عيَّاد الملوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق