الجمعة، 2 مارس 2018

لا تعشقيني
بقلم الشاعر محمد شفيق المرابط

أيتها الوردة الصغيرة
المتفتحة في أحلى البساتين
لا تميلي إلي ... 
أو تعشقيني
فلست من يصلح ليرعاك
لونك الوردي 
دليل براءتك
و عطرك الشجي 
عنوان بسمتك
و عالمك الفتي 
هو مملكتك
أما عالمي ... فمختلف
تحيطه المتاريس و الحواجز
و تكتنفه العقبات من كل جانب
فأنى لك أن تصلي إلي ... 
أو تملكيني
يا أيتها الوردة الحالمة
عيشي أحلامك بسعادة
تزيني بأحلى الألوان 
و اجعلي أريجك 
من أفخم العطور
و ضعي إكليل الياسمين 
كتاج ملكي أو قلادة
لكن من خيالاتك الباسمة ... 
احذفيني
فأنا سجين حروفي
أناجيها ... أحاكيها
أستخرجها من أعماق قلبي
و مخلفات ذكرياتي البعيدة
بينما جسدي المنهك
متمدد على فراش بسيط
غارق في أحلام 
موقوفة التنفيذ
و رأسي تعانق الوسادة
فانسي أمري أيتها الوردة
أخرجيني من متاهاتك الزهرية
كوني وردة عاقلة
حكيمة ، ذكية و واقعية
اجعلي أحاديثنا 
محض ذكريات
يلتهمها قطار الزمن
و لا داعي لكي تتعلقي بي ... 
أو تحبيني
فقط اقرئي حروفي المتناثرة
و مري عليها مرور الكرام
كما يفعل الجميع ... 
بأدبهم البديع
و تناسي كل شيء بعدها
فقط عيشي حياتك 
بين الرياحين 
و الورود أمثالك
و تابعي طريقك ... 
و اتركيني

تأليف : محمد شفيع المرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق