وأعيش هكذا كل مساء
حين يأتي مسائي وتتوارى الشمس خلف الأفق
تتبعني كعادتي حروف ذو شجون وعتاب
فأعود إلى ذاتي وكلي شوق إليها بعد غيابي
حتى اجالسها ونحيا معا حياة الروح والصفاء
أظل افتقدها طول النهار ليس إلا لفرط انشغالي
ففي مسائي أرتشف ذكرياتي في عزلة وصمت
وأتوه بين كلماتي وفنجان قهوتي... وتقلبات الزمن
كم يستهويني الهدوء فيه بعيدا عن صخب الحياة ورتابتها
يكفي أن كل شيء قد يبلغ ذروته ماعدا صباحي ومسائي
بقيا على عهدهما ولم يخذلاني منذ وعيت على زماني
يستقبلني صباحي بنوره دون أن يتأخر علي
ليضمني مسائي بين أحضانه ويحملني معه إلى عالمه
عالمه السرمدي لأغوص في فناء عشه واسترجع صفحاتي
فيشعرني أني لست وحدي وأنه معي إلى ان يطويني زماني
وقبل ان اغمض عيني وأغيب عن وعيي افتش عن قلمي
لأخط على ورقي أحداث يومي في بضعة أسطر
فينتهي مساء يومي المعطر بالياسمين
لأسقبل غذا صباحي رغم كل شيء بكل حب وتفاؤل
سميا دكالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق