الأربعاء، 30 مايو 2018

حسناء من حمص
 بقلم الشاعر عبد الوهاب الجبوري
  المقدمة

سافر  قلبي  قبلَ   رحيلِ   الظلِّ
(ووافى   قلبها   قبلَ حلول الليل) 
وحطَّ   الرحلة   قرب     هضابها
شذى  لقياها  يسرى  في خيالي
(ورجع طرفها  يومض لي بروقي)
أحب الحبِّ     محبوبا في حبي
ونبض الحب يشهق في عروقي

القصيدة

قلت سأكتب عنها ، فهي أصل الجمال 
بحرف دامع العينين من سهر الليالي
ولكن يا ترى ما تفعل الحروف والكلمات 
لأمرأةٍ هي  الحروف والكلمات ؟
(ماذا تضيف القصائد
لعينيها البراقتين كالثريا ؟
ومنها تخرج الأعياد موشحات)
حروفها  أسطورة تُزيِّن أبياتي
صوتها يحملني مخموراً 
بالشوق العابق فيه
قلبها في صدري مجَرَّةُ عشقٍ 
(تجري في متاهاتي)
حبها  نهرٌ
عيونها  سحرٌ
أبصرتُ فيها عاصفة 
قلتُ : كوني ، فكانت أمنياتي
(كل النجوم على خديها  أبصرها
فهل لديَّ مكانٌ بين نجماتي)
دمُ القلبِِِ  صار حبراً
والوريدُ قلمٌ
 أخطُّ به ساعةَ أشتياقٍ
خيرٌ  من ألفِ ماضٍ وآتِ
تنسمتها عبيراً ، وأرتديتها شوقا
كي أحظى بقربها 
لكن طيفها تسلقَ جداري
ورحتُ أرشف من رحيقِ هواها 
دون آهاتِ
أمرأة من الزمن المستحيل 
ماذا  أفعل لو زارني الشوق
واحترق الجفن نارا !
أريد ان أنام قليلا
(تعبت من الشوق اليتيم 
تعبت من الركض خلف السراب الجميل) 
امرأة تُدخلني كالسحر بحلمي
(تسكنني في جرحي وألمي
وتزرع في كتبي الغابات 
هذه حمص يا سيدتي 
في عينيك باتت أكبر
في شفتيك باتت سّكّر)
أنتِ أكثرُ من أمرأةٍ 
يا حبيبتي
(أنتِ التي يلتفُّ حول خصرها
زنارٌ  من تاريخ  الاندلس)
أنتِ  من حملتْ في وجهها حقلاً من ياسمين
(وأدركتُ فيها كلَّ الأمنيات 
انت الوحيدة التي بضحكتها)
تتغيَّر الدنيا 
وتنحل بنا الأزمات 

2018/5/28
عبدالوهاب الجبوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق