السبت، 2 يونيو 2018

لاتيأس
بقلم  الشاعر محمد أبو رزق

 لاتكن صديق الأحـزان والهمــوم 
واجعل يقينـك دومـا وأبدا في الله
وإذا اليـأس أورق بين الضلـوع
فابتسم ابتسم وإن بلغ الحزن مداه
وعش في الحياة راضيا حرّا قانعا 
فلا شيء في الدنيا يستحق المبالاة
ولا تبع دينـك تبتغي إرضاء دنيـاك
فالمحـروم حقـا هو من أسخط مولاه
قد ينغلق مفتاح الأمرعلى الفتى يوما 
ويأتيه الفرج القريب من رب لاينسـاه
فيونس إبتلعه الحوت  في لجج البحر
فنادى في الظلمات أن لاإله إلا الله
وأمّ موسى رمته في اليمّ خائفة وجلة
فالتقطه فرعون عدوّه وفي حجره ربّاه
ويوسف لبث في السجن سنين ظلما
فبرّأه ربّه وعلى مصر ملّكه وولاّه
وكم من نبي كان قبلُ راعيا للغنم
فاختاره ربّه من بين القوم واصطفاه
فلا تيأس أبدا وإن طـال بك البلاء
قد يكون في طيّاته خير تُحمد عقباه
فمريم قالت ياليتني متّ قبل هـذا
ولم تدر أن بطنها يحمل روح الله
كم من فقير لايملك أبدا قوت يومه
يبيت شبعـانَ وربّـه أطعمه وسقـاه
وكم من غني يملـك أموالا لاتفنى
محروم من النعم لمرض قد ابتلاه
قد عاش سعيدا طول عمره قريرعين
من قنع ورضي بمـا وهبـه مولاه
لاتحزن على مافات ولاتفرح بما أتى
واحمد الله على فضله واشكر عطاياه
لاتنشغل بهـذا باع وذاك قـد اشترى
دع الناس في أحوالهم فكلّ وقضاياه
لاتسأل عن شيء لايعنيك  أبدا أمـرُه
قد تسمع ما يجرح نفسك ولا ترضاه
لاتتّبع عورات الناس تذكرها وتنشرها
فعيبك كثير وعينك عميـاء قد لاتراه
لاتنظر إلى من فوقـك رتبـة وغنى
فرزقك مضمون ونصيبك لن تتعدّاه
دع الأمور يا صاحبي لصاحب الأمر
فكلّ شيء عنده في الأزل قدّره وقضاه
فعلام الحزن يا صاح وربك كاف عباده
فارض بما قسّمه لك وقل دائما الحمد لله
محمد أبورزق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق