الجمعة، 27 يوليو 2018

من هنا ... مر البحر
 بقلم الساعر سلام العبيدي

حين يصبح جسدك العتيق
ممرغاً بالذبول والتعب  
والفرار من صفقات الحياة 
ثقيلاً على الوجود
والغربة صديقاً ابدياً 
لايفارق الخطوات .. وبرد النهايات
وكل ماحولك
أقفاص تحبس بقايا الانفاس
على هوامش الوهم ..  والاسف العميق
خذ شيئاً من العزلة
 لسفرك الطويل ..
واترك عكازك الخائن
وماأوتيت من رماد وخيال
وحصاد حجري .. 
في عروق خرابك الجميل ..

أيها المنسي .. في موانئ المحار والضجر 
هل ستصلي لأجل سواد آخر...؟
بحجم مكنسة الوقت
وحكايات قلائد الشوك وصمت القبرات..؟
لا أحد يسير على خطاك
وإن كنت حاضراً أو غائباًًًًّ
في مقهى العابرين الى القيامات ...
أًنت الوحيد .....
 الذي يجر عربة النذور 
ودعاء الراحلين الى جبين القدس والكبرياء 
هنا .. تحجرت رباعية الطوفان
وآثار الكمنجات
في ممرات الضباب ....
من هنا ... مر البحر على اجساد القصائد  .....
وترنح غصن الشعر الاسود..
 فألقى قميصة .. على خطايا الريح
وموسيقى العواء ..
أنت الوحيد  ..
الذي خبئ جروح الطين
وزرع الورد.. في مهد العبث الاول
وشرب كأس الوهم 
بكامل اوراق العشق
وأبقى على حكايات الحرير .. في حقل الحب والشمس 

هنا ضاع كتاب الريح والعطر .. والزيتون ....
 وشعلة الشعراء والهجرة .. 
 والمطر .. والشجر الكسيح ...
من هنا .. عبر الموت
ولم يترك لي فراشة ترافق القصيدة
فهل ستلقي قشور اسمك الراحل
على خشبة الهزيمة ...
لينتصر الخراب ... في اللاوقت ؟
وهل تبقى في جعبة  انكسارك الزجاجي
حلم بجوار صلاة  ...؟
من هنا ... مر البحر
وسحائب التسابيح ... 
على أجساد القوارب
فاألقى البحارة شباك احلامهم 
بحجم لهفة .. وغناء ..  وفقر قديم
خذ شيئاً من العزلة 
 لسفرك الطويل  
واترك حصادك للرجاء
والغرق البعيد ... 
------------------
سلام العبيدي
26-7-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق