الخميس، 16 أغسطس 2018

6
بقلم الشاعر عزت طاهر أبو كشك
في مجتمع ما
في زمن ما..
كانوا يرعون الإبل حفاة
شبه عراه..
و الغنم والماعز يسمونها (الحلال)
يجمعون الحطب من (قشع)
ويحمعون روث الجمال والحلال.
وإذا جاء المساء..
يقودون النار..
هي النور
ويأتون بالحماس
والمهباش.. والدلال..
وقدر فيه ماء
يضعون فيه بعض طعام
حساء..
او لقيمات ببعض إدام..
يتحلقون حول النار
الجد والابن والاحفاد
كان في مجتمع ما
في مكان ما
في زمن ما
في قرية...
في أطراف حاضرة
او في بطن واد
او في ربوع صحراء..

وتقرا آيات
وتسرد ذكريات واخبار
اجداد.. وما استجد من حكايات
دعابة.. وكنيات والقاب..
وحكم وأمثال.
يقوم شيخ يتفقد حصان صهل
ونباح كلب...
يتأبط سيفه
او بارودة عثمانية أو انجليزية
يتابعه الأبناء..
ولا يراع الأحفاد
طمأنينة وهدوء.. وثقة
بجد حكيم
وعيون صقور تتبعه
تشق الظلمة
وتملك العنفوان والإباء
ضيف جاء بعد وهن من الليل
او ابن سبيل. ضل عن الطريق
فلا زاد ولا ماء
هلا وارحب (اقلط،)
يا ضيف الرحمن..
تعود البسمة بينهم..
بعد أن ران على قلوبهم
تحسب من( الطرقي)
ماذا يبغي.. ومن أي القبائل..
يقدمون الترحيب مع فنجان قهوة
لا يسألون عن اسمه ولا من أين اتي...؟؟؟
يفصح عن إسمه والعشيرة
وكيف رمت به الاقدار..
يتسابقون على ذكر الانساب.
والترابط بين القبائل من عم وخال
يعودون لاحتضان الضيف..
وقد وجدوا صلة قربى
ودم ونسب.. وكرم ذات زمان
ذات زمان... كانت لنا ابل
وحلال..
واعمام واخوال..
كانت مصاهرات بين العشائر
تحفظ.. وتنتقل من الآباء للأبناء للاحفاد.
ذات زمان.. كانوا يجدون شعرة
معاوية لا تقطع
ذات زمان
كان الخبز والملح
أمان
ذات زمان كان العهد هو العهد
والادنى يغيث الملهوف
ويجير الطريد... ويحميه
عليها وجه الشيخ..
تكفي لبلوغ مأمنه
ذات زمان...
ولا ينتهي ( الهرج) الجميل
عن ذاك الزمان..
فقد دونه الشعراء
بالاثافي
والدفال
والآرام
والغيد الحسان
والهودج... واخو هند وزينب
وابو نوفه والعنود
ذات زمان
كانت رجال
تفخر بالاخت والابنة
ذات زمان
كانت الفتاة..
تقول انا ابنة فلان ولا تزيد
قالت تفتخر باخيها عمر أو علي
ذات زمان كنا نسمي الأسماء
تحمل معاني الفصول والأحوال والأحداث
ذات زمان كان الشاعر يذب عن قبيلته
غير مستأجر ولا مباع ولامرتزق
ذات زمان كان السلاح والعرض سيان
لا يهان ولا برهن لكائن من كان
ذات زمان.. السواعد والهامات.. تنتصب قامات عن الحق تدافع لا تستاجر من سلطان أو وكلاء اعاجم وعلوج
ذات زمان.. كانت لنا... هوية.. كانت لنا مواثيق.. ودواوين.. وخيمة..
هلوساتي
عزت طاهر أبو كشك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق