السبت، 15 سبتمبر 2018

/شهرزاد/
بقلم الشاعر محمود حمود 

دَخَلَتْ  على بابِ الأميرِ جميلةٌ
من حُسْنِها طَرَقَ الفؤادُ سرورا

قالتْ لهُ : يا سيِّدي بِنعومَةٍ
فاسْتَيْقَظَ الإحساسُ  فيهِ أخيرا

سألَ الفتاةَ عنِ اسمِها قالت له
أنّي  الجميلةُ  شهرزادُ  حُضورا

وأَسَرَّتِ الأقوالَ في وجدانِها 
انّ النساءَ  هنا تموتُ زهورا

وَبِأَنّهُ يَقْتَصُّ  من غدرِ  التي
طَعَنَتْ فؤادَهُ في القديمِ كثيرا

تَرَكَتْهُ  في وجعِ الجحيمِ لوحدَهِ
بِخِيانةٍ  جَعَلَ الحسابَ  عسيرا

عَرَفَتْ بِحيلَتِهِ وسَيفُهُ بارزٌ
فوق السريرِ  أَسَنَّهُ تحضيرا

كي يضربَ الأعناقَ بعد دخولِه
يشفي الغليلَ اذا الرقابُ نحورا

بدأَتْ تقصُّ على مسامعهِ هوىً
فَهَوى  الأميرُ   بِشَوقِهِ  مأسورا

نام الأميرُ  بصوتِها مُتَحَمِّساً
يرجو اللقاءَ بقولها مسحورا

- [ ] وهي العليمةُ  ما يخبّىءُ غِمْدَهُ 
فَقَضَتْ تُفَكِّرُ في غدٍ تفكيرا

يبدو الأميرُ  على الفراشِ كأنَّهُ
لا تحملُ العينينِ  فيهِ شرورا

نظَرَتْ الى عينيهِ كيف تبسّمَتْ
فَلَرُبَّما وجدَتْ بقلبهِ نورا

ومضَتْ  ليالٍ   ليلةً  وَتَجُرُّها
لم يُبْدِ في ذاك الحديثِ نفورا

ويعودُ  يسأَلُها الحكايةَ رغبةً
فَتَفوحُ   فاتنةُ الأميرِ  عبيرا

علَقَ الشِّباكُ بقلبهِ في ليلةٍ
فالحبُّ أجْبَرَهُ الوقوعَ أسيرا

وتَحَوَّلَ الحقدُ  الدفينُ محبةً
قصصُ الجميلةِ أوْجَدَتْ تأثيرا

وَنَسى  زماناً لم يَنَلْهُ مودةً
صار الغرامُ على الأميرِ قديرا

محمود حمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق