رواية #اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش حياة دون أب .... مما جعلني اساير حياة صعبة اواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
⚘ #الجزء_الثاني ⚘
#عودة_الى_الماضي
لا أعرف ما الذي يحصل لي هذه الليلة... لا أستطع النوم كل شيء يحضر أمامي... الماضي يطاردني إلى سريري ليذكرني بطفولتي ويعود بي إلى الوراء ......
أحاول أن أبعد عني التفكير في ما حدث لي البارحة... حلمي بأبي والآن النوم يخاصمني ....
أعتقد أنه ربما هو الحنين لأبي قد انتابني.. فما أصعب الفقد... كأن تفقد جزءا منك... ذلك الإنسان الذي تتمنى لو يبقى بجانبك خطوة خطوة... وبالأخص الأب فهو ذلك السند الذي لن يعوضه أحد.
فأنا لا أستطيع نسيان دموع أمي حين كنت أجدها صدفة تبكي عليه في غرفتها... تركها تصارع الحياة من أجلي أنا وأخي الذي يكبرني بسنة يدعى ألفريدو .....هذا الأخير سافر لأمريكا بحثا عن حياة أفضل... تركنا انا وأمي مع خادمتنا صوفي...... أبي كان ميسور الحال ترك لنا من المال ما يكفينا ومنزلا ذو طابقين يضم حديقة متواضعة ..... لكن وفاته خلفت من الحزن والغم ما يكفي لتسكن بين ثنايا صدورنا.... كذب من قال أن النقوذ هي كل شيء فقد كنت بحاجة إلى حضنه وأنا صغيرة والآن ربما أكثر...
لكن هذه هي الحياة... لا يمكن أن نأخذ منها كل شيء فإن أعطتك المال فقد تسلبك أشياء أخرى أجمل.
لم أعش مع أبي كثيرا.. كان عمري أربع سنوات حين توفي... وكلما حاولت تخيله انتهى بي المطاف إلى تذكر طيفه وهو يجلس على تلك الكنبة التي أصبحت أعشق الجلوس عليها كلما اختليت بنفسي.....ترك قيثارته فاحتفظت بها لنفسي وتعلمت العزف عليها كما أحببتها لحبه إياها.
كلما حنت أمي للحنه نادتني لأعزفه لها... كم كان رائعا كما تقول لي... كنت وردته التي يحملها كلما أتى من عمله مساء ويرشف من رحيقها بتقبيلها دون توقف ..... سرقته المنية مني دون أن تترك لي المجال للتمتع برؤيته ولا حتى أن أشبع من كلمة بابا ....
كبرت وكبر معي الخوف من الفقد... أخاف ان أفقد أمي هي الأخرى ومشاعر لا يمكن استعادتها...... هي من تبقت لي.. فسبق وفقدت أخي الذي فضل البحث عن السعادة في مكان آخر... نسي أنها قد تكون بيننا... لكنه لم يرها مع الأسف.
سألت أمي ذات مرة عن سبب وفاة أبي... أجابتني ودمعة حارة تنزل من مقلتيها بأنه هو ذاك المرض الخبيث الذي أخذه منا فجأة...
بقيت على هذه الحال ساعات طويلة.. أستعرض فيها ماضيَّ إلى أن سمعت زخات مطر وهي تتساقط بغزارة ..... قفزت من سريري في اتجاه الشرفة لأمتع نظري بها وعيناي على الأفق تعانق روح أبي .
عدت لسريري محاولة النوم... وكلي أمل أن يكون فارس أحلامي شبيها بأبي يعشق الموسبقى هادىء الطباع يحب الخير للكل.
أطل الصباح من شرفتي ورنات هاتفي كالعادة أيقظتني... نزلت السلالم بسرعة في اتجاه المطبخ ورائحة البيض المقلي تغمر المكان .... هي صوفي أعدت لنا الفطور أكلت بسرعة... فأنا على موعد مع صديقتي... اليوم عطلة سنجول أكيد على كل المتاجر... ونتبضع منه ما راقنا..
حضرت ماما لتتناول معنا لم أنتبه لها إلا عندما سمعتها تقول لي:
سنوهويت أتمنى ان لا تتأخري أعرفك
أنا : ماما إلى متى ستظلين تخافين علي ؟ لقد كبرت
ماما : انت لم تكبري مازلت تلك الطفلة الصغيرة وستبقبن كذلك وإن تزوجت
أنا : هههه لا تقلقي سأعود باكرا لنجلس معا فأنا لا أشبع منك
أكملت فطوري لأصعد الى غرفتي وأختار ما سأرتديه هذا اليوم الذي لا أعرف ما الذي يخبئه لي.
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش حياة دون أب .... مما جعلني اساير حياة صعبة اواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
⚘ #الجزء_الثاني ⚘
#عودة_الى_الماضي
لا أعرف ما الذي يحصل لي هذه الليلة... لا أستطع النوم كل شيء يحضر أمامي... الماضي يطاردني إلى سريري ليذكرني بطفولتي ويعود بي إلى الوراء ......
أحاول أن أبعد عني التفكير في ما حدث لي البارحة... حلمي بأبي والآن النوم يخاصمني ....
أعتقد أنه ربما هو الحنين لأبي قد انتابني.. فما أصعب الفقد... كأن تفقد جزءا منك... ذلك الإنسان الذي تتمنى لو يبقى بجانبك خطوة خطوة... وبالأخص الأب فهو ذلك السند الذي لن يعوضه أحد.
فأنا لا أستطيع نسيان دموع أمي حين كنت أجدها صدفة تبكي عليه في غرفتها... تركها تصارع الحياة من أجلي أنا وأخي الذي يكبرني بسنة يدعى ألفريدو .....هذا الأخير سافر لأمريكا بحثا عن حياة أفضل... تركنا انا وأمي مع خادمتنا صوفي...... أبي كان ميسور الحال ترك لنا من المال ما يكفينا ومنزلا ذو طابقين يضم حديقة متواضعة ..... لكن وفاته خلفت من الحزن والغم ما يكفي لتسكن بين ثنايا صدورنا.... كذب من قال أن النقوذ هي كل شيء فقد كنت بحاجة إلى حضنه وأنا صغيرة والآن ربما أكثر...
لكن هذه هي الحياة... لا يمكن أن نأخذ منها كل شيء فإن أعطتك المال فقد تسلبك أشياء أخرى أجمل.
لم أعش مع أبي كثيرا.. كان عمري أربع سنوات حين توفي... وكلما حاولت تخيله انتهى بي المطاف إلى تذكر طيفه وهو يجلس على تلك الكنبة التي أصبحت أعشق الجلوس عليها كلما اختليت بنفسي.....ترك قيثارته فاحتفظت بها لنفسي وتعلمت العزف عليها كما أحببتها لحبه إياها.
كلما حنت أمي للحنه نادتني لأعزفه لها... كم كان رائعا كما تقول لي... كنت وردته التي يحملها كلما أتى من عمله مساء ويرشف من رحيقها بتقبيلها دون توقف ..... سرقته المنية مني دون أن تترك لي المجال للتمتع برؤيته ولا حتى أن أشبع من كلمة بابا ....
كبرت وكبر معي الخوف من الفقد... أخاف ان أفقد أمي هي الأخرى ومشاعر لا يمكن استعادتها...... هي من تبقت لي.. فسبق وفقدت أخي الذي فضل البحث عن السعادة في مكان آخر... نسي أنها قد تكون بيننا... لكنه لم يرها مع الأسف.
سألت أمي ذات مرة عن سبب وفاة أبي... أجابتني ودمعة حارة تنزل من مقلتيها بأنه هو ذاك المرض الخبيث الذي أخذه منا فجأة...
بقيت على هذه الحال ساعات طويلة.. أستعرض فيها ماضيَّ إلى أن سمعت زخات مطر وهي تتساقط بغزارة ..... قفزت من سريري في اتجاه الشرفة لأمتع نظري بها وعيناي على الأفق تعانق روح أبي .
عدت لسريري محاولة النوم... وكلي أمل أن يكون فارس أحلامي شبيها بأبي يعشق الموسبقى هادىء الطباع يحب الخير للكل.
أطل الصباح من شرفتي ورنات هاتفي كالعادة أيقظتني... نزلت السلالم بسرعة في اتجاه المطبخ ورائحة البيض المقلي تغمر المكان .... هي صوفي أعدت لنا الفطور أكلت بسرعة... فأنا على موعد مع صديقتي... اليوم عطلة سنجول أكيد على كل المتاجر... ونتبضع منه ما راقنا..
حضرت ماما لتتناول معنا لم أنتبه لها إلا عندما سمعتها تقول لي:
سنوهويت أتمنى ان لا تتأخري أعرفك
أنا : ماما إلى متى ستظلين تخافين علي ؟ لقد كبرت
ماما : انت لم تكبري مازلت تلك الطفلة الصغيرة وستبقبن كذلك وإن تزوجت
أنا : هههه لا تقلقي سأعود باكرا لنجلس معا فأنا لا أشبع منك
أكملت فطوري لأصعد الى غرفتي وأختار ما سأرتديه هذا اليوم الذي لا أعرف ما الذي يخبئه لي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق