الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

على الرغم 
بقلم الشاعر إدريس العمراني 

على الرغم من طول المسافات
و غياهب الشوق و حر التنهدات
على الرغم من وجع الذكريات
أزرع بذور الحب في الظلام
وفي عيوني جزر من الحنين
أحملها في كفي قبل أن أنام
تؤسس في منتهى الروح لوعتي
و النبض يرتجف فوق وسادتي
تتناغم الجراح تزيد اهاتي
تعصر أمواج الشوق مدامعي
و تمضي سفينة الليل بلا ربان
في دروب الصمت تحمل الأثقال
و أنفاس تترقب فجر الوصال
بين مد و جزر يقتلني الحنين
أبكي أتوجع أتوسل أستكين
كطفل صغير 
كشاب غريركشيخ ضرير
أسترجع شريط العمر
و طول المسافات يوسع الصدر
أحمله أتنفسه في مخاض عسير
كيف أنساها و رحيلها يتم و شقاء؟؟
تعزيني في غيابها حلكة الليالي
و دمعة واحدة لا تشفي غليلي
لست ممن يهوى قدوم الليل
لست ممن تستهويه لذة النوم
أصبحت أعشقه أتمناه و أرتجيه
حبا في اللقاء على أرصفة الحلم
وحدها الوسادة تطفيء لهيب الغياب 
أختزل فيها النبض و مساحات العذاب
أرى فيه السعادة و الشقاء
أتوسد رماد الأشواق القتيلة
لهيب الانتظار و حمولته الثقيلة
لكن أجراس الواقع لا ترحم
تمزق خيوط الفجر
تعري معنى الحلم
ترميني على ضفاف الشوق
تطول المعاناة و تطول المسافات
أهيم وسط المتاهات
أعانق حروف القصيد
أموت و أحيا 
في انتظار ليل جديد 
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق