#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب.....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂الجزء_الرابع_والعشرون🍂
#متاهة_أعيشها
لم يكن يوما الإرث هو ماترك لك من أراضي وأموال.... بل هي ما غرس فيك من مبادىء سامية وأخلاق نبيلة ترعرعت معها.... حتى بت كثمرة طيبة لاتعطي إلا الطيب ولا يفوح منها إلا الرائحة الزكية لتدخل الفرحة والبسمة إلى كل من حواليك
فأبي ما ترك لنا سوى بيتا متواضعا نعيش فيه لم يمت يوما بالنسبة لي ما زال حيا..... فما غاب عني سوى جسده أما روحه ومبادئه فأنا أستشعرها دوما معي لكثرة ما لقنتني أمي إياها وحكاياتها المستمرة عنه كلما تحدثنا عنه .....حتى تشربتها ونمت معي .
أنهيت عملي بعد يوم شاق وتلقي خبر صادم من زوجة جاك .... أعلم أن حبيبي ينتظرني ومتشوق لمقابلتي وأنا مثله فقد بتنا كروح واحدة نشعر في نفس اللحظة ببعضنا إذا ما اعترانا إحساس أو مر علينا حدث...فكيف للظروف إذا أن يهون عليها الأمر فتفرقنا ؟؟ كم هي قاسية..... فأنا لن ألومه على ما مضى لأنه لم يكن يدري أنه سيلتقي بي ويحبني ولن أحاسبه حين أخفى عني أمر زواجه فقد خاف أن يفقدني ....أكيد نحن ضحية الظروف هي من سيرتنا وأخذتنا إلى حيث شاءت وتشاء.....
ألقيت نظرة على الشرفة وجدت حبيبي جاك جالسا في المقهى ينتظرني المسكين .....أخذت مرآتي لارتب شكلي وأخفي ملامح الحزن حتى أستقبله بابتسامة على الأقل ....كم هي الحياة تظلمنا أشعر بحزن عميق وألم يعتصر قلبي... جزء مني سأفقده بعد أبي وكأني أموت تدريجيا ....مخطىء من يعتقد أننا نموت مرة واحدة حين نفارق الحياة بأجسادنا بل نموت كلما فقدنا عزيز على قلبنا ونحن أحياء .
ذهبت إلى حيث كان جاك جالسا وقف مبتسما حين رآني وكأنه طفل فرح بلعبته وهي تقدم له أخذني في حضنه وأنا أيضا بقيت بداخله أشرب من حنانه ماشاء لي أحيي به نفسي الكئيبة وروحي المتعطشة ..... ترجلنا وأيدينا متشابكة وكأننا نخشى فقدان بعضنا البعض بعدها ركبنا السيارة دون أن نتكلم وبينما نحن في الطريق طلبت منه الذهاب إلى شاطىء البحر وإن كان الجو ليس ملائما المهم ان نلقي نظرة عليه ونحيي ذكرى كانت لنا فيه.
وصلنا إلى الشاطىء اخترنا مقهى بقربه كانوا الوافدين فيه قلة من الناس لسوء الجو ..... جلسنا على طاولة مستديرة ولشدة البرد لم أشعر إلا وقد ارتميت بين يديه أخذني في حضنه الدافىء ليغذق علي بالدفء والحنان .. غاب عنا الكلام فنحن نفهم بعضنا من زمان قبل أن نعثر علينا .....وأنا أتأمل البحر بدا لي غاضبا فأمواجه عاتية وصوتها توحي بالخوف أكيد لن يسلم منها أحدا إذا فكر في معاكستها ولو كان سباحا ماهرا هكذا هي الحياة شبيهة بها .
كنت سأهم وأحكي له كل شيء لكن فكرت أن أؤجل الأمر لحين وقت آخر......لا اريد ان أفسد لحظتنا أعلم انها لن تأتي مرة أخرى لذا فلأغتنمها الآن .....فقد اكتفى الحزن مني وما عاد يجد له مكانا فارغا ليستقر فيه......خمنت ان أساله لأختبر مدى حبه لي وإن كنت متأكدة انه يعشقني ....لكن رغبة في التأكد ...
أنا : حبيبي جاك لي طلب عندك هل تستطيع أن تلبيه لي ؟
جاك : أكيد حبيبتي سنوهويت أنا كلي لك أخبرني ما هو؟
أنا : هل يمكن لك ان تنقل كل أعمالك هنا في لندن وتستقر ؟
سكت وهو يفكر في الأمر وقد حضنني بشدة وأجابني بنبرة كلها حنان وثقة :
جاك : نعم حبيبتي سنوهويت سأفعل وسأضحي بكل شيء من أجل سعادتنا ولن أتركها تهرب منا ثانية.
أعلم انه قادر على فعل ذلك أنا الآن في حيرة كبيرة وتائهة لا أدري إلى أين ستصل بنا الأحداث ؟....لا أود أن أحرم إبنة من حنان أبيها وهو مازال حي يرزق أكيد سوف تكبر وعقدة ترك أبيها لها ستنمو معها ....المسكينة ستحتاج له في كل مرحلة من مراحل حياتها .
أما أنا فقد أتزوج غيره إن تخليت عنه لكن من دون حب يبقى المشكل الأكبر في ابنته. فلن تجد أبا آخر ولن يعوض فقده أحدا .....كل ذلك كان يدور في رأسي الصغير ودموعي تسيل غصبا ....مسحها عني جاك بكل حنان وهو يسألني :
جاك : لماذا البكاء حبيبتي كان عليك أن تكوني سعيدة فأنت معي ولن أتركك مرة أخرى ؟
انا : لاشيء حبيبي هي فرحة اللقاء أبكي لاني بين أحضانك فما زلت لم أصدق نفسي أنك عدت لي ثانية بعد الغياب
رفع رأسي إليه وقبل شفتاي ليروي ظمأه مني...... انتشيت من قبلاته ما شاء لي آخذا بي إلى عالمه... كم تمنيت ان نظل فيه ولا نستفيق منه..... لكن يبق ذلك مستحيلا فلكل أمر إلا وله نهاية.
لم نشعر بالوقت وهو يمر سريعا أعادني جاك إلى البيت .... كان يود لقاء أمي فقد اشتاق لرؤيتها لكن الوقت لايسمح لذلك.. كما انه يخشى اصطدامه بجون وحصول ما لايحمد عقباه .... ودعته إلى أمل اللقاء وأنا افكر في المتاهة التي وقعت فيها دون أن أجد لي مخرجا .... وأيضا في الاسئلة التي ستنهال علي من أفراد عائلتي بسبب تأخري...
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب.....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂الجزء_الرابع_والعشرون🍂
#متاهة_أعيشها
لم يكن يوما الإرث هو ماترك لك من أراضي وأموال.... بل هي ما غرس فيك من مبادىء سامية وأخلاق نبيلة ترعرعت معها.... حتى بت كثمرة طيبة لاتعطي إلا الطيب ولا يفوح منها إلا الرائحة الزكية لتدخل الفرحة والبسمة إلى كل من حواليك
فأبي ما ترك لنا سوى بيتا متواضعا نعيش فيه لم يمت يوما بالنسبة لي ما زال حيا..... فما غاب عني سوى جسده أما روحه ومبادئه فأنا أستشعرها دوما معي لكثرة ما لقنتني أمي إياها وحكاياتها المستمرة عنه كلما تحدثنا عنه .....حتى تشربتها ونمت معي .
أنهيت عملي بعد يوم شاق وتلقي خبر صادم من زوجة جاك .... أعلم أن حبيبي ينتظرني ومتشوق لمقابلتي وأنا مثله فقد بتنا كروح واحدة نشعر في نفس اللحظة ببعضنا إذا ما اعترانا إحساس أو مر علينا حدث...فكيف للظروف إذا أن يهون عليها الأمر فتفرقنا ؟؟ كم هي قاسية..... فأنا لن ألومه على ما مضى لأنه لم يكن يدري أنه سيلتقي بي ويحبني ولن أحاسبه حين أخفى عني أمر زواجه فقد خاف أن يفقدني ....أكيد نحن ضحية الظروف هي من سيرتنا وأخذتنا إلى حيث شاءت وتشاء.....
ألقيت نظرة على الشرفة وجدت حبيبي جاك جالسا في المقهى ينتظرني المسكين .....أخذت مرآتي لارتب شكلي وأخفي ملامح الحزن حتى أستقبله بابتسامة على الأقل ....كم هي الحياة تظلمنا أشعر بحزن عميق وألم يعتصر قلبي... جزء مني سأفقده بعد أبي وكأني أموت تدريجيا ....مخطىء من يعتقد أننا نموت مرة واحدة حين نفارق الحياة بأجسادنا بل نموت كلما فقدنا عزيز على قلبنا ونحن أحياء .
ذهبت إلى حيث كان جاك جالسا وقف مبتسما حين رآني وكأنه طفل فرح بلعبته وهي تقدم له أخذني في حضنه وأنا أيضا بقيت بداخله أشرب من حنانه ماشاء لي أحيي به نفسي الكئيبة وروحي المتعطشة ..... ترجلنا وأيدينا متشابكة وكأننا نخشى فقدان بعضنا البعض بعدها ركبنا السيارة دون أن نتكلم وبينما نحن في الطريق طلبت منه الذهاب إلى شاطىء البحر وإن كان الجو ليس ملائما المهم ان نلقي نظرة عليه ونحيي ذكرى كانت لنا فيه.
وصلنا إلى الشاطىء اخترنا مقهى بقربه كانوا الوافدين فيه قلة من الناس لسوء الجو ..... جلسنا على طاولة مستديرة ولشدة البرد لم أشعر إلا وقد ارتميت بين يديه أخذني في حضنه الدافىء ليغذق علي بالدفء والحنان .. غاب عنا الكلام فنحن نفهم بعضنا من زمان قبل أن نعثر علينا .....وأنا أتأمل البحر بدا لي غاضبا فأمواجه عاتية وصوتها توحي بالخوف أكيد لن يسلم منها أحدا إذا فكر في معاكستها ولو كان سباحا ماهرا هكذا هي الحياة شبيهة بها .
كنت سأهم وأحكي له كل شيء لكن فكرت أن أؤجل الأمر لحين وقت آخر......لا اريد ان أفسد لحظتنا أعلم انها لن تأتي مرة أخرى لذا فلأغتنمها الآن .....فقد اكتفى الحزن مني وما عاد يجد له مكانا فارغا ليستقر فيه......خمنت ان أساله لأختبر مدى حبه لي وإن كنت متأكدة انه يعشقني ....لكن رغبة في التأكد ...
أنا : حبيبي جاك لي طلب عندك هل تستطيع أن تلبيه لي ؟
جاك : أكيد حبيبتي سنوهويت أنا كلي لك أخبرني ما هو؟
أنا : هل يمكن لك ان تنقل كل أعمالك هنا في لندن وتستقر ؟
سكت وهو يفكر في الأمر وقد حضنني بشدة وأجابني بنبرة كلها حنان وثقة :
جاك : نعم حبيبتي سنوهويت سأفعل وسأضحي بكل شيء من أجل سعادتنا ولن أتركها تهرب منا ثانية.
أعلم انه قادر على فعل ذلك أنا الآن في حيرة كبيرة وتائهة لا أدري إلى أين ستصل بنا الأحداث ؟....لا أود أن أحرم إبنة من حنان أبيها وهو مازال حي يرزق أكيد سوف تكبر وعقدة ترك أبيها لها ستنمو معها ....المسكينة ستحتاج له في كل مرحلة من مراحل حياتها .
أما أنا فقد أتزوج غيره إن تخليت عنه لكن من دون حب يبقى المشكل الأكبر في ابنته. فلن تجد أبا آخر ولن يعوض فقده أحدا .....كل ذلك كان يدور في رأسي الصغير ودموعي تسيل غصبا ....مسحها عني جاك بكل حنان وهو يسألني :
جاك : لماذا البكاء حبيبتي كان عليك أن تكوني سعيدة فأنت معي ولن أتركك مرة أخرى ؟
انا : لاشيء حبيبي هي فرحة اللقاء أبكي لاني بين أحضانك فما زلت لم أصدق نفسي أنك عدت لي ثانية بعد الغياب
رفع رأسي إليه وقبل شفتاي ليروي ظمأه مني...... انتشيت من قبلاته ما شاء لي آخذا بي إلى عالمه... كم تمنيت ان نظل فيه ولا نستفيق منه..... لكن يبق ذلك مستحيلا فلكل أمر إلا وله نهاية.
لم نشعر بالوقت وهو يمر سريعا أعادني جاك إلى البيت .... كان يود لقاء أمي فقد اشتاق لرؤيتها لكن الوقت لايسمح لذلك.. كما انه يخشى اصطدامه بجون وحصول ما لايحمد عقباه .... ودعته إلى أمل اللقاء وأنا افكر في المتاهة التي وقعت فيها دون أن أجد لي مخرجا .... وأيضا في الاسئلة التي ستنهال علي من أفراد عائلتي بسبب تأخري...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق