رواية #اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش حياة دون أب.....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #الجزء_الخامس 🍂
#تحت_المطر
أغلقت نافذة الشرفة بسرعة وتراجعت الى الوراء وكأنني شاهدت شبحا .....جلست أفكر في الغريب لماذا يتتبع خطواتي حيثما ذهبت ربما قلبه قد تعلق بي أكيد هو يفكر في طريقة للتقرب مني ..... حاولت أن أضع حدا للأفكار التي شوشت علي ولم تترك لي مجالا للعمل..... فأخرجت الملف الذي كنت بدأته لأنغمس فيه.
بقيت منشغلة فيه دون أن أرفع رأسي إلى أن سمعت زخات المطر وهي ترطم زجاج النافذة ...... هرعت صوبها ففتحتها لأتمتع بقطرات المطر وهي تهطل محدثة موسيقى جميلة ....
ألقيت النظر على المقهى لم أجد الغريب هناك ربما رحل بعد أن يئس..... عدت إلى مكتبي حزينة وكأن جزءا مني قد سلب ولمت نفسي لعدم اهتمامي به وإعطاءه فرصة للحاق بي....قررت حينها أن أنساه وأهتم بشؤوني وكأن شيئا لم يكن .
جاء وقت الاستراحة الذي تحضر فيه ليفيا عندي إلى المكتب لنتناول وجبة غذائنا غالبا ما تكون عبارة عن سندويتشات من المطعم المجاور لمكان العمل.... أكلف صديقتي بشراءها بحكم اني مساعدة المدير لذا لا يسمح لي بالخروج مثلها..... كنت جائعة لمرور وقت ليس بالهين وأنا أعمل فيه ...طرقت ليفيا الباب فاستأذنتها بالدخول .
أنا : ليفيا كيف حالك صديقتي؟ جئت في الوقت المناسب فعلا أنا جائعة.
ليفيا : من الجيد أنك جائعة.. خلت أنك لن تأكلي مثل البارحة عند خروجنا... قلقت عليك لم تكوني مثل ما أعهدك..
أنا : ههههه مابك أنت أيضا تكفيني ماما وصوفي فقد أتعبتاني بكثرة الأسئلة وقالتا ني لست بخير..
ليفيا : إذن لست أنا الوحيدة من لاحظت ذلك.. المهم ابقي على راحتك فسوف تخبرنني طال الزمن أو قصر
انا : كفى ثرثرة ضعي الأكل واتركني أستمتع به.
ليفيا : ههههه أخاف ان تأكلني.. الحمد لله أنك استعدت شهيتك..
تناولنا وجبتنا وضحكنا معا إلى أن انتهت مدة الاستراحة ليعود كل منا إلى عمله ..... كنت قد نسيت فيها بعض الوقت ذاك الغريب...... انهمكت في الملفات إلى أن حان وقت الخروج.
حملت حقيبتي ولبست جاكتتي...... لفت نظري عدم توقف المطر بل زاد هطوله بغزارة وأنا المسكينة لم أحضر معي مظلتي ....تمنيت أن تكون ليفيا قد جلبتها حتى لا نتبلل.. مررت عليها لكن لم أجدها في مكتبها أخبروني أن أمها هاتفتها لأن أباها مريض فأسرعت إليه .
لعنت الحظ السيء في نفسي.. أعلم أني مخطئة فكم عاتبتني أمي وكذلك صوفي على تهوري ........ يذكرانني بأشيائي لكن دون جدوى.. تسرعي يجعلني أقع في مثل تلك المواقف....
بقيت على باب المبنى أنتظر توقف المطر لكن ازداد هطوله واكفر الجو أكثر ..... أخيرا قررت الذهاب تحت المطر.. صحيح أني أحبه لكن ومعي مظلتي أما الآن أكيد سوف أصاب بالزكام ....
وبينما أنا أمشي مسرعة دون توقف إذ بي أسمع أحدهم ينادي باسمي.. هو صوت رجل إذن ليست ليفيا
هو : آنسة ماريا توقفي سوف تتبلين..
ذعرت من شدة المفاجاة لقد كان هو ذاك الغريب! أتاني حاملا مظلته لم يكن بوسعي التردد في قبول المساعدة...... صافحني بيده وظل ممسكا بيدي حتى شعرت بدفىء وحرارة تسري في جسمي أنستني البرد والمطر....
تركته يرافقني وأنا بجانبه تجمعنا مظلة واحدة لم أتكلم طول الطريق وكذلك هو .....أحسست وأنا معه كأنني أعرفه من زمان.. كنت أسترق النظر إليه دون أن أرفع رأسي ..... جذبتني أناقته وعطره المميز الذي غمر أنفي ..... أكيد سأتعرف عليه هذه المرة من رائحته وإن لم أبصره.
أوصلني لبيتي.. قدم لي يده وعرفني بنفسه مانحا إياي بطاقة بها رقم هاتفه وطلب مني رقمي لم أتردد بل ناولته إياه .. لم يطلب مني أكون رفيقته.. لكن نظراته أفصحت عن ذلك....أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام.. فيه يقال كل شيء وإن لم نبح به .
ودعته شاكرة إياه على معروفه ودلفت المنزل لأجد أمي وصوفي تنتظران بلهفة فقد عرفتا أني لم أحمل معي مظلتي لذا قلقتا علي ...... حييتهما بسرعة وأنا فرحة.. فأثار استغاربهما تغير مزاجي بين ليلة وأخرى.
صعدت إلى غرفتي لأغير ملابسي نظرت أولا من شرفتي لأجده ما زال واقفا هناك ...... لمحني فابتسم لي ابتسامة أجبته بمثلها وودعته ملوحة بيدي ..... انتظرته حتى غاب عن رؤياي وكلي أمل أن ألقاه مرة أخرى بل مرات عديدة فهو فارس أحلامي الذي كنت أحلم به ...... أخيرا وجدته ولن أدعه يفلت من يدي.
نمت تلك الليلة سعيدة بعد أن كنت أشعر دوما أن شيئا ينقصني.. هي روحي ظلت تبحث عن توأمها حتى عثرت عليه.....جاك أتى ليدخل البهجة في قلبي ويملأه سعادة بعد فقداني لأبي وغياب أخي.....أخذت صورة أبي بين يدي وأخبرته بحكايتي.. أكيد سيكون سعيدا لسعادة ابنته... قبلت الصورة ووضعتها برفق بجانب سريري.....لأنام وابتسامة مرسومة على محياي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق