السبت، 10 نوفمبر 2018

#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي

أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب......مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.

#الجزء_الحادي_عشر

#قلق_ماريا

استيقظت وأنا لست بخير، أشعر أن شيئا ينقصني لن أرى مجددا جاك ولن ينتظرني عند خروجي من العمل .... هي الحياة دائما الأشياء الجميلة تمر بسرعة لنظل نعيش على ذكراها ونحن نتحسر عليها..... لم أكن أتصور أنني سأحب بسرعة وأن أرفع أعلام هزيمتي أمامه.

جاك وعدني أن يتصل بي كل ليلة هذا ما أخبرني به عند وداعه .....ذهبت لعملي وبالي مشتت من كثرة التفكير .... كيف لذلك الحب أن يأتي ليطرق بابي دون استئذان حتى يقلب حياتي رأسا على عقب ؟ 

أين هي تلقائيتي ومرحي وحيويتي؟ فأنا لست أنا.....كم كنت مولعة بشراء الملابس والتنقل بين المتاجر لمعرفة آخر صيحات الموضة الآن لم تعد لي رغبة، لقد تغيرت حتى استسلم كبريائي بخنوع لذلك الحب.

وصلت لمكتبي فوجدت ملفات ليست بالهينة تنتظرني لأني البارحة كنت مع جاك ..... يتوجب علي إنجازها الآن بسرعة حتى لا يسمعني المدير ما لا يحمد عقباه، انغمست في العمل هروبا من نفسي لم أنتبه إلا وليفيا تناديني باسمي.

ماريا : مابك حبيبتي ألم تشعري بالجوع بعد ؟ أحضرت لك السندويتش الذي تحبينه .
انا : اشكرك ليفيا سآكل معك حالما أنتهي لم يبق لي كثيرا
ليفيا : سنوهويت لقد تغيرت حبيبتي أين هي ابتسامتك التي لم تكن تفارقك ؟ أرجوا أن لا يؤثر فيك رحيل جاك فهو سيعود حتما.
أنا : ليفيا عندما ستحبين سوف تعرفين ألم الفراق إنه صعب، وكأن جزءا منك يؤخذ غصبا بل هي روحك تسلب منك.
ليفيا : هههههه إذا كان الحب سيفعل بي كل ذلك ، فلن أخوض تلك التجربة لست حمقاء ؟

أنهيت شغلي بعد لأي فقد كان يومي متعبا ثم حملت حقيبتي استعدادا للخروج..... ودون شعور توجهت إلى الشرفة لأرى المكان الذي كان يقف فيه جاك ، كم هي الحياة ظالمة كيف للأشخاص أن يتركوننا ولا يأخذون معهم كل ما يذكرنا بهم .... تمنيت أن يختفي ذلك المكان الذي كان ينتظرني فيه فحينها ربما قد أنسى بعض الشيء ولن أعاني اكثر.

قصدت ليفيا حتى نذهب مع بعض حاولت المسكينة بشتى الطرق أن تجعلني أضحك لكنها لم تفلح ...... حتى الطريق لم تعد تروق لي كنت أستشعرها وانا مع جاك ... كل شيء تغير وصلت إلى البيت منهكة كثيرا ..... ارتميت على كنبة بقرب أمي فقد مر كثير لم أحدثها وأتقرب إليها.

عاتبتني على تقصيري هذه الأيام بالاعتناء بصحتي...... فما كان علي إلا أني وعدتها بأن أهتم وأعود كما كنت.....أخذنا وجبة العشاء مع بعض رفقة صوفي وبسرعة أنهيت طعامي لم تكن لدي شهية .... فلقد كنت متشوقة لمكالمة من جاك وعدني بها وأنا أنتظرها بفارغ الصبر.

صعدت إلى غرفتي غيرت ملابسي واستلقيت على فراشي وكلي لهفة أن أسمع صوته ولو من بعيد.... أن يرن الهاتف الآن ، ليس لي صبر على الانتظار لكنه لم يتصل ، مرت ساعة بل ساعات لم أنم وهو لم يهاتفني .......كان قد ترك لي رقما حاولت الاتصال به لكن دون جدوى لم يجب أحدا ، كيف لأخباره أن تنقطع عني مرة واحدة .

بدأت الشكوك تساورني لم اكن أتصور أنه لن يكلمني حال وصوله ..... لم يغمض لي جفن تلك الليلة أخذت صورة ابي لأخبره عن قلقي ودمعي على خذي يسيل ....تمنيت لو لم ألتقيه حتى لا أقع في حب غريب حياته غامضة .

نمت دون أن أدري بنفسي إلى أن رن الهاتف قفزت مذعورة من سريري وأنا سأطير من الفرح ، لم تدم سعادتي إلا لحيظات لم يكن سوى المنبه.... لم أتذكر متى نمت البارحة المهم نهضت من فراشي بخطى متثاقلة وانا ألعن المنبه والحب .

قبلت صوفي وهي تعد الفطورة كالعادة....التفتت إلي وقد شعرت بما أحمله في صدري ، ضمتني إلى حضنها الدافء قائلة 

صوفي : حبيبتي سنوهويت لا تحزني كثيرا سوف يكلمك إذا كان فعلا بحبك .
أنا : ولكن هو وعدني أن يهاتفني حالما يصل لقد كذب علي وأنا وثقت فيه.
صوفي : الغائب حجته معه ، حاولي تجاهل الأمر فسوف تؤذين نفسك كثيرا .
أنا : حاضر خالتي سأحاول أن أشغل نفسي بالعمل والخروج مع ليفيا وإن كنت متأكدة أنه لن يهدأ لي بال حتى يتصل.

صوفي : المهم حبيبتي تناولي فطورك جيدا حتى لا تفقدي وزنك فصحتك أولى
أنا : ههههه حاضر خالتي الحنونة أين هي ماما ؟
ماما : انا هنا أخيرا تذكرت ان لك أم .... أسرعي حتى لا تتأخري عن عملك 
انا : سامحني ماما فأنت تعرفين من السبب أعدك سأعود كما كنت طفلتك المرحة المحبوبة

تناولنا مع بعض فطورنا ونحن نثرثر محاولة خلق جو المرح والضحك حتى أتجاهل كل ما يؤلمني..... قبلت أمي وصوفي مسرعة إلى العمل وكلي أمل أن أسمع خبرا عن جاك لينسيني حزني الذي بدأ يبحث له عن مكان في قلبي ليستقر فيه.....

خوفي من المجهول بدأ يجتاحني لا اريد أن أسمع شيئا يحبط آمالي التي رسمتها أنا وجاك ونحن على شاطىء البحر .... كتبناها أحرفا على الرمال صحيح أخذتها الأمواج لكن أصداف البحر تحتفظ بها في أعماقها بعد أن أحكمت إغلاقها.

هناك تعليق واحد: