----- زخات مطر حبيسة -----
بقلم الشاعر محب الحكمة
لا زالت تحتجز من داخلها.
تلك الارواح الفقيرة.
زخات المطر...
لا زالت تتلفع بالغيوم فقط.
في كتاب أحلامها البسيطة.
تبقى الشمس في الأعالي سامقة.
و القمر يتخبط في غيه.
لا حياة...
من ذا يدرك أن الروح هي نفسها.
في جميع الأنواع...
و الكلمات هي نفسها.
إذا أعدنا ترتيب الحروف.
أين صانع الخيال المتخفي ؟
حين يصنع صورا من وهم.
يكتب قصائدا، بلا حب.
كي يبتلعها خوف الإنسان.
من دون أن يمسك الحقيقة.
من دون أن يطلق زخات المطر.
المتصارعة ...
الحبيسة من داخل اللهب.
حينها تصير الكلمات عقيمة.
و المشاعر و الأحاسيس، متبلدة.
أما موطن القيم الثابتة.
حيث لا يهاجر الزمن سريعا.
فأرض الإحساس المضيئة.
لم تقطف أزهارها العتمة بعد.
آه أيتها الشمس...
كل بداخلنا روح.
فمن فينا بحث عنها يوما.
من حاول أن يجلي عنها أزهار الشر.
ليعيد ترتيبها من جديد...
أيتها الروح، لازالت ذكريات الطفولة ترهقك.
كوابيس الغول كبرت معك.
تغذت من الخوف.
و سقيت من زخات المطر الحبيسة.
الماضي السحيق يتلاشى.
ليس ليرحل، بل لينبثق.
كصدى الصوت الكوني.
يلامس هدوء الروح.
يبتلعها، لتنفجر من داخله.
فتعاود إبتلاعه....
كم هو مزعج هذا الصدى.
كحال كل تكرار.
أو غياب رفيق في الطريق.
فقد العنوان...
عظيمة تلك الدموع الثائرة.
و هي تنزع عن القلب أشجانه.
دون ليل طويل...
يسرق أيام العمر الباقية.
أو يقطف أزهار الياسمين النقية.
المختبئة وسط شوك الشجر.
عذاباتي أيتها الروح الحبيسة.
ما عادت تخصني وحدي.
لقد صارت رموزا مبهمة.
كتابات فوق الجدارن المهترئة.
صخب و ضجيج يكبت الإنفعال.
إذ ما فتحت مصراعي القلب.
صخب يحاول تخريب الصمت.
و طمس طريق السلام...
من ذا سيلقي نظرة إلى الوراء.
و المرآة فاغرة فاها الدموي.
تتعقب كل برعم شارد.
جنين الألم لازال متمردا.
يتخبط في رحم كل روح.
يحثها على إيجاد الكلمات.
على إيجاد حقيقتها المسلوبة.
من السماء الشاسعة...
أو أشجار الخريف العارية.
أيها القمر، لا زلت أنتظر أفولك.
لعلك تطلق سراح الشمس.
فشعاعها كفيل بفك الأسر.
لتتحرر زخات المطر.
@ محب الحكمة @
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق