السبت، 1 ديسمبر 2018

الطريق الحائر
بقلم الشاعر محمد القاضي

إني رجوت من الزمان مكانة 
أحيا بها علما عظيم الشان
مرت سنين والسنين طويلة
قطعت لياليها بليل ثاني
ليل يمر وقد تباعد فجره
لا تنجلي ظلماته بأذان
ليت الظلام هو الأنيس بصمته
فالصمت أحيانا رفيق حاني
لكن ظلامي قد تبدد صمته
بصريف أقلامي ولهج لساني
ومضيت في يومي أسابق حاضري
أضنيت في بحثي جميع كياني
لم ينعم الجسد النحيل براحة
من الصباح إلى الصباح يعانى
أرهقته حتى تمرد ساخطا
من طول ما أضنيته أعياني
فما رحمت عناءه وأنينه
حتى تساقط دونما إيذان
ما كنت بالغالي المضيع نفسه
لكن علائي باهظ الأثمان
-----------------------
ولكم بذلت متابعا لمسيرتي 
بذلا يفوق مداركي وبياني
ولكم صبرت وما تلين عزائمي
مهما أساء الدهر أو أرداني
طالت سنيني في انتظاري غايتي
فما استجاب لطولهن زماني
بل ظل ينظر حاملا في صمته
شيئا من الإعراض والنكران
لما تحدث بعد طول سكوته
بالنافذات الداميات رماني
هدم الجهود وقد أحل محارمي
فأنا صريع الغدر والطغيان
ماذا جنيت لكي تباد قواعدي
وتضل أوراقي بلا أغصان
هل كان جرمي أن عزمي صادق
أم أن ذنبي شدة الإتقان
أم أن هذا من زماني رده 
سوء يرد به على إحساني
-------------------------
ستظل نفسي من عميق جراحها
تبكى بملئ العين والأجفان 
دمعي يسيل وقد علته مرارة
تبكى علوا ليس بالإمكان
يا نفس كفي عن بكاء مقاصد 
رهن القبور حبيسة الأكفان
لا الدمع ينفي عن همومي مرها
ولا البكاء بكاشف أحزاني
حزني عميق أفرزته هزيمتي
بعد الدفاع الباسل المتفاني
لم آل جهدا لم أضيع لحظة 
بل كنت دوما سابقا أقراني
نادى النجاح أيا بني توافدوا
وقدمت قبل ندائه بزمان
سارعت نحوه كي يكون معانقي
ولى غضوبا نافرا وهجاني
ما كنت أرجو أن يكون مخادعي 
يدنى البعيد ويبعد المتداني
لم كل هذا الظلم يا زمني لم
أنا الذبيح فهل تراني الجاني
----------------------------
لا لن تكون على الضفاف نهايتي
أنا وافد للمجد لا الخسران
لن تهزم الأمل العظيم قواصم
لست الضعيف العاجز المتواني
سأمر حتما نحو شطي حاملا
معي من زماني عبرتي وأماني
يا بحر إني قادم لك فانتظر
غضبا يرد الموج للقيعان
سأشق في قلب الهياج مسيرتي
وأقابل الأخطار بالأكفان
سأطلق الماضي ولست مراجعا
أنا لا أرى سوى قابل الأزمان
لن أترك الفشل الذريع مطاردي 
ولن أسلم للقنوط جناني
سأسوق من صلب العزائم مركبي
وأشد من رأس الطموح عناني 
وأسابق الريح الطليق ويعتلي
قمم الجبال الشامخات مكاني
أنا بالغ المجد الذي قد هاله
أن يرقى فوق سمائه بنياني
ومكبل نصرا يرد بضاعتي
حتى يهاب بضاعة الفرسان
سأطيح بالليل البهيم ويزدهي
دهري بصبح ثابت الأركان
سأرد في قلب الزمان سهامه
وأكافئ الحرمان بالحرمان
يا نائبات الدهر زدن شراسة
فلأسحقن رؤوسكم ببناني
ولسوف أمضي قاطعا بعزيمتي 
وعر الجبال وشاسع الوديان
حتما سأبلغ غايتي فوسيلتي
جلد وتوفيق من الرحمن
رباه لا تذر الضعيف مشتتا
وأنر دروب القلب بالإيمان
صوب خطاي وهب لسعيي نصرة
وارفع بفضلك عاليا بنياني
واغفر لعبد قد أساء فعذره
أن الكريم يجود بالغفران 
--------------------------
الطريق الحائر
كلمات بقلم
محمد القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق