هجرة الدوق
بقلم الشاغر أنور زير
هكذا يعبث الليل على حصيرته السوداء المعتادة متسللا
وراء مرآة ألا بعد مصيرها
مبيضة المنظر رسمها
معتصم الصمت رياحها
ليحط رحاله في قصر الدوق المنعزل
المتبرئ من أطياف الزمان الراقصة
ينكر الغصن المتعطش لجدائل الهوى زلالا
...
هذا الدوق يعتزل الحياة في لحظة
ليرتقي إلى حضن القمر متربعا شرذمة النجوم الناعسة
يلج عبابه الفضي على عينيه مرتوية الزمان
ينتشي من جماله ذكرى
قلب أحمر على باب مشاعره العتيدة
بعد أن كلت أفواه الغبار المتكالبة قضمه
حتى يذبل لونه بعد لون
ينقسم النبض فيضعف صوته
حتى أوتار الحنين التي كانت تزين كف الدوق قد غمرت
بدماء النكران القانية
لا حب. لا اقتراب.
عذاب في صورة دخان يتذيل عنفوانه
تارة يصل قمة جنونه
فيشق بدويه خيوط الصباح الشامخ
وتارة يتملص الطير من جحره
متجاهل المكان والزمان
يرتحل تحت أنفاس النسيان الباردة
بلا رأس. بلا ريش.
يترك أجنحته مغروسة في عيون الوقت الجامح
ويبقى الدوق حبيس قصره المهجور
يترنم بشراب النسيان المسكر
يتحدى الهدوء فيسقطه
حتى مشبك أوتار العود قد تفرق
في سماء الحب المرتحل صباحه
بعيون الأمل المحمرة وردا.
ربما يلبس شمسا.
ربما يتعلق قلبه بعروة الحنين النحيفة.
فيأتي على شرف ذكراه صبيا
مبتسم الثغر. بريء الإحساس المتوهج.
يهيم موكب عرسه على مركب العشق المتجدد
يملأ صدر الورق الأزرق
بحروف ذالك الشاعر المترقب
لقصيدة تضمد فرائس العمر المنفلتة.
''أنور زير''
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق