الجمعة، 21 ديسمبر 2018

....أمام بحر نفسها....
بقلم الشاعر رشيد الأطرش

جالسة أمام بحر نفسها
على رمله وحصاه
 سماؤها صافية ..
زرقاء الملامح
 موجات أزرقها بنفسجي  
عناق  الموج عواطف ...
شاردة بعيدا في داخلها والأفق
الهموم جسدها والأرق ...
سيزيف حجارة!

يا بحر معذرة 
أثقالها فوق ظهرك أطنانا
لا تئن !
يا بحر معذرة
صارت أمانيها خيالا و سرابا 
على حصى الرمال 
أغلقت عينيها
 أزالت حجابها
أسدلت ضفائرها
تسمع شفرات على الشاطىء
 ذبذبات الرياح!

على رقصات الرياح
تستمتع أمواج البحر
مدا و جزرا..
موجية  تلامس رجليها..
عبثا تريد إيقاظها
جسدها زيزيفي...
يرقض  فوق الحصى 

صراخ من صراع الحياة 
ينتشر في ذاتها..
عذرا أيها البحر..
فنسمات الرياح لم يعد لها طعم في الصدر
كل جسدها أصبح صرخات من حجر..
دفاترها مغلقة .. 
حروفها.. أبنائها 

أسمعها 
           عذرا أيها البحر ...
           رمال الشاطيء...
           ترمم جسدي... 
           شبابي عاصفة مظلمة..
           بعد شروق رائع
           هنا و هناك .. 
           أبنائي .. أطفال الحجارة
           توالت على الشواطئ
           حصى سليمة
           عبر كل الفصول
            امرأة انا..امرأة أنا
            في دروب الحياة
            كالصخر الأصيل.
......رشيد الأطرش....21/12/2018...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق