#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب......مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #الجزء_السادس_والعشرون 🍂
#معاناة_جون
ليست الحرية هي أن تقودك رجليك إلى حيث شئت أو تجد كل ما تشتهيه بين يديك..... بل هي أن يتحرر تفكيرك من كل الشوائب الملتصقة به ويفك قيد نفسك من أسرها .....حينها ستصبح حرا طليقا.
أشعر اني لست بخير لقد أصبحت نفسي سجينة ذاتها وتفكيرها أسيرة أحداثي المفروضة علي رغما عني ......فقلبي لن يطاوعني إن تخليت عن جاك سأعيش باقي عمري أحمل نفسي ذنبه وإن سايرته وارتميت بين أحضانه نفس العذاب سأحياه اتجاه ابنته لأني سأكون السبب في حرمانها من حنان أبيها .
هذه الليلة لم أسلم من الأرق وأنا تائهة بين نفسي وذاتي فكل التخيلات والمتاعب لا تأتينا إلا مع أخيلة الليل لتسافر بنا بين دروبها الحالكة .... تضمحل أمامنا حين يقترب ضوء النهار معلنا بمجيء صباح ليشعرنا بعزيمة نتمسك بها رغبة في تحقيق آمالينا.
قمت من سريري في اتجاهي الحمام لأستحم وأغسل أفكاري معي ربما قد أستعيد حيويتي ويرتاح فكري ..... بعد أن تهت كثيرا بين دروبي المتشابكة الآن حان الوقت لأختار دربي رفقة جاك الذي وجدت فيه شيئا من أبي ....كيف سأحرم نفسي منه وقد عاد لي... ربما ابنته قد تتركني أقاسمها بعضا منه .
نزلت للأسفل كم كانت دهشتي حين رأيت ليفيا معنا على الأقل سأجد من يسليني ويرفه عني.....أظنها جاءت لقضاء ما استطاعت من الوقت فقد قرب رجوع أخي وجون إلى أمريكا....انضممت إليهم لشرب فنجان قهوتي وتناول وجبة الفطور .....كان جون ينظر إلي نظرة متأسف تتموج في نظراته معاني اليأس والقنوط ......ابتسمت له حتى أدخل في قلبه الفرح أعادها إلي وقد انفرجت أسارير وجهه .....لابد له أن يعرف أن ذلك ليس ذنبي، فالدهر هو من قادني على حين غفلة إلى جاك بعد أن وجد روحينا متلائمتين .
اكملت فطوري وبينما كنت أهم بالخروج استوقفني جون راغبا مني أن يحدثني بعض الوقت ....لم أمانع فأنا اشعر به هو أيضا ضحية أحداثي ..جلسنا على كنبة في الصالة، أطرق رأسه وبعد تفكير مطول أخبرني ليقول....
جون : سنوهويت حبيبتي أنا لن أعاتبك أو ألومك لأنك لم تحبيني فتلك مشاعرك وأنت حرة فيها وكم أود أن تتحقق رغبتك لأجدك فعلا سعيدة.....فمحال من يحب أن لايتمنى لمحبوبته السعادة
أنا : لا أعرف بما أجيبك جون فأنت فعلا شخص رائع وكم تمنيت أن أحبك لارتاح.
جون : سنوهويت إعلمي شيئا واحد أنا سأعود إلى أمريكا فأعمالي تركتها معلقة هناك ... ولكن قلبي تركته عندك ولن أفكر بالارتباط بأية امرأة أخرى لأني عشقتك حتى الثمالة وسأنتظرك ربما تصبحين من نصيبي .
لم أجد جوابا لكلماته المؤثرة فعلا هو شخص مسالم وصبور يملك أخلاقا نبيلة قلما يعثر عليها الآن ..... رجاني أن أقترب منه ليودعني لم أرفض طلبه احتراما وتقديسا لمشاعره الجميلة....أخذني في حضنه لحظات ماسحا على رأسي بلطف لم اشعر إلا ودمعة نزلت على يدي رفعت لأجده يبكي كم حزنت ولعنت الظروف على قسوتها ....طمأنته أن أكلمه يوميا وأخبره عن أحوالي وقلبي يتقطع لإحساسي بذنب لم أقترفه بيدي.
أخذت معطفي وحقيبتي لأهرب من حدث مؤلم تركته ورائي سرعان ما لحقت بي ليفيا وفي عينيها أثر الدموع هي الأخرى، سألتها مستغربة .
أنا : ماذا حصل لك أنت الأخرى يكفيني فقد امتلأت أوجاعا وما عاد قلبي يستحمل المزيد ؟
ليفيا : ألفريدو سيعود لأمريكا هذا ما أخبرني إياه وأنا قد تعلقت به كثيرا لم أكن أعرف أن الحب صعب إلى هذه الدرجة .
أنا : لاتقلقي الفريدو متعلق بك هو الآخر أكيد أعماله هي من ستبعده عنك فترة ويعود إليك جريا ليأخذك فهو لن يتحمل المعاناة.
ليفيا : هذا ما قاله لي لكن سيطول غيابه كيف لي سأصبر كل هذه المدة وقد تعودت على رؤيته يوميا ؟
انا : اذا لتفرحي فلديك أمل اضحكي أين هي بشاشتك التي كانت تنبعث كالشعاع من وجهك الصبوح اخيرا ذقت مرارة الحب ؟
ليفيا : نعم ليس هناك أمر منه حين يغيب عنا من نحب أشعر بك عزيزتي لقد قاسيت كثيرا.
قدري أن يكون من نصيبي طائرا له قفص آخر غير قفصي ربما الأول لم يجد فيه ما يرغب ،فأتى باحثا عني ففي قفصي ذاق حناني حين أطعمته من حبات قلبي بكل حب وسقيته من نور أحداقي دون أن أبخل عليه فاستنار له دربه كما افترشت له نفسي حتى عانقت نفسه فانتعشت روحه وشعر بعد لأي بالوجود.
كنت مستغرقة في عملي حين رن هاتفي لأجده جاك وصوته كله رجاء ورغبة في أن ألتقيه دون تردد .....لم أرفضه وقد وعدته أن اعود إليه وأترك الحياة يقودني قطارها إلى حيث يشاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق