السبت، 8 ديسمبر 2018

زمن مستريب
بقلم الشاعر محمد عبد الكريم الشعيبي
ما زلنا عالقين
بين مطرقة تشريع
الذل والهوان،
وسندان طاغوت
في وجهه ذئبٌ يتمطى
نابهُ يسعى جائعاً
ليلتهم الحمل الوديع.
ما زال خطانا
في الحذر مكبلا
بسلاسل العبيد،
بل أينع الجهل البليد
داخلنا واستفحلا.
فوق متننا خوفٌ
ينحدر لمنادمة الكهوف،
الليل غطانا
بلحاف السكوت.
هو ذا الموت
الذي لا ينتهي
عن واقعنا المريع.
هو ذا الصمت الممقوت
حين تمتهن كرامة الإنسان
ولا نحرك ساكنا،
رغم أننا نستطيع.
***
نحنُ قومٌ
لم نُحسن الصنيع،
أبحرنا بزورقٍ من خشب
أغرقتهُ الأمواج العاتيات
ليستقر محطماً
بأعماقٍ سحيقة.
لن ننكر الحقيقة
بإننا ساهمنا بتوسيع
مسافات التمزق والشتات
عندما أضعنا الدرب
المهيأ  للثبات،
عندما فككنا أشرعة مهترئات
كنا نعلم
أنها تحتاج إلى ترقيع،
عندما قطعنا عباب اليم
بلا خريطة وبوصلة،
فكانت الرحلة مكللة
بالفشل الذريع.
****
يا نوح
أرشدنا لسفوح
يصعد إليها الجميع.
نشعر بالطوفان
الهائج قادم
واليوم لا عاصم
إلا جبل كالجودي.
أحلامنا تنأى بنا
عن المستقبل الوردي
المدى يستحم
بدمع مواجعنا،
وأقدامنا تطأ شواطئ
تفتقر للأمان،
عيوننا تحشى الإلتفات
كي لا ترى بالضفاف الشاتيات
بشراً بلا ألوان
تبرأ منهم فصل الربيع.
نحيا في زمن مستريب،
ولا تثريب على شجر أيامنا
ان تجسدت عاريات
أمام نظرات الصقيع.

-محمد عبدالكريم الشعيبي-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق