#الجزء_الثاني_والثلاثون
🍂 #رواية_اليتيمة_سنوهويت 🍂
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب......مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #رسالة_إلى_حبيبي 🍂
ليس سهلا أن تأخذ القرار حيال أمر لا ترغب في التخلي عنه...لكن إذا اجتمعت الظروف والمبادىء وضميرك لينغصوا عليك كل لحظاتك فتصبح وتبيت وانت لاتنعم ولو بلحظة صفاء مع نفسك وكأنك مسجون بين براثينها تتعذب فالأولى ان تضرب تلك الرغبة عرض الحائط مقابل ان يتحرر تفكيرك منها وتعيش وقد أرضيت ضميرك.
أخذت مفكرتي لأكتب رسالة بل كلمات سأخرجها من بين قضبان قلبي لاخطها وأحررها فأوصلها لتوأم روحي أكيد سينتحب وهو يقرأها ولكن سيتفهمها وسيدرك أن الحب تضحية قبل كل شيء .....
إلى : حبيبي وتوأم روحي .
طلبي منك وأنت تقرأ تلك الكلمات أن لاتذرف دمعة واحدة فهي غالية عندي...... وليكن في علمك أنك إن سكبتها سيؤلمني ذلك وهذا لن يرضيك طبعا ....فحبي لك لن يتغير وسيظل طول فترة حياتي وما قراري بتركك بعد كل هذا الحب إلا مكرهة ..... هو القدر من أرغمني حين أرسل لي روح أبي آمرة إياي بتركك ليس لأنك شخص لست أهلا لي ....ولكن خوفا عليك وعلى فلذة كبدك التي هي من روحك فكيف لي أن أعشقك وأنا سأوذيك بتعذيب إبنتك ؟
حبيبي .....ما كان الحب الصادق أنانيا بمبدئه بل هو الإيثار وأنا قد أوثرت أن تحيا إبنتك تحت ظلك وحمايتك حتى لاتشعر باليتم وابوها حي ....فما أصعب ذلك وما أمره أن تحيا دون أب وانت في أشد الحاجة إليه وإلى حنانه وأمانه ....لا أريد لإبنتك أن تشق طريقها لوحدها وتواجه ما واجهته من صعوبات في كل مرحلة من مراحل حياتي.....حبيبي جاك تأكد أني لن أنساك وسنتواصل مع بعضنا البعض لآخر رمق في حياتي أكيد سأتزوج غيرك ولن يكون سوى جون ....لذا كن مطمئنا علي فهو سيحميني كأب لي وسأعتبره ذلك الصرح والأمان الذي افتقده أما أنت فحبي الذي لم يكتب لي واذا كنت تحبني فضحي من أجل ذلك الامان الذي سأحياه وايضا ستعرفه إبنتك تحت جناحيك.
حبيبي جاك حين تتوصل بتلك الكلمات ستجدني في مكاننا الذي قضينا فيه أجمل الأوقات قرب الشاطىء..... سأنتظرك لنودع بعضنا هنا حتى تشهد علينا الأمواح والبحر وسماءه ورماله على أروع وأنقى حب عشناه.
حبيبتك سنوهويت
كانت أثر دمعة على الرسالة تظهر بعد ان سكبتها وانا أخط تلك الأحرف بيد مرتعشة .....لن أناوله رسالتي بيدي سأعطيها لليفيا لتوصلها إليه ....كان بإمكاني أن أبعثها عبر الهاتف لكن لن يكون أصدق تبلغيا من الورق إحساسا وحبا .....وبينما أنا في تلك اللحظة المؤثرة والحرجة إذ رن هاتفي لقد كان من جون أجبته ونبرة الحزن بادية حتى أنه أجابني بقلق.
جون : حبيبتي ماذا حصل لك أخبرني أرى أنك لست بخير...لا تقلقي سآتي هذه الأيام مع ألفريدو المهم طمنني الآن عليك.
حكيت له عن كل شيء حدث لي وعن الحلم الذي رأيته إلى أن اقترحت عليه أن أتزوج به شرط أن يتركني أتواصل مع جاك ولو من بعيد وأخبرته أني لن أخونه فليس ذلك من طبعي ....فكر مليا قبل أن يجيبني وفي الأخير وافق على شرطي طالبا مني أن أهدأ ولا أوذي نفسي أكثر .
بعد أن أنهيت عملي ذهبت عند ليفيا وأعطيتها الرسالة لتوصلها لجاك ....أخذتها مني وحضنتني بشدة وهي تبكي أمرتها أن تكف عن ذلك فحبنا لم يمت بل سيظل ينبض بالحياة مرفرفا فوق السماء بأجنحته شاهدا عليه كل من فوق الثرى وتحت البحار .
ذهبت لذاك المكان الذي شهد حبنا قرب البحر في المقهى المطلة عليه أتأمل الأمواج العاتية وهي تتلاطم فيما بينها ....لم أشعر إلا وبيد جاك تمر على رأسي بحنان ودموعه قد ملأت وجهه مسحتها برفق وحنان أخذني إليه وقد حضنني بقوة .
لم يستطع الكلام عيناه كانت ترجوني أن أعدل عن قراري إلا أني كنت أهرب منهما لم أركر في النظر إليهما خشية ان يغلبني قوة بريقهما .....تكلمت نيابة عنه وأنا أسرد له عن حلمي الذي تكرر في منامي حتى يعلم أن ذلك كان أقوى من حبنا وهذا ما جعلني أستسلم بعد تفكير عميق .
هو الحب الباذخ عاش يسقي العشاق كؤوسا من الصبر ولوعة الفراق فما أنصفهم يوما ....هذا ما سنحيا عليه أنا وجاك سنعيش وثقافة الحزن ملازمة إيانا ....سنضحك في وجه الزمن رغم الوجع ونرقص على لحن متقطع من وتر كمان مقطوع.....ليس لشيء فقط لنحيا حياة عادية فارغة لا حب فيها يملأها الصقيع وقد تجمدت ذكرياتنا بين جدران دواخلنا.
🍂 #رواية_اليتيمة_سنوهويت 🍂
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب......مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #رسالة_إلى_حبيبي 🍂
ليس سهلا أن تأخذ القرار حيال أمر لا ترغب في التخلي عنه...لكن إذا اجتمعت الظروف والمبادىء وضميرك لينغصوا عليك كل لحظاتك فتصبح وتبيت وانت لاتنعم ولو بلحظة صفاء مع نفسك وكأنك مسجون بين براثينها تتعذب فالأولى ان تضرب تلك الرغبة عرض الحائط مقابل ان يتحرر تفكيرك منها وتعيش وقد أرضيت ضميرك.
أخذت مفكرتي لأكتب رسالة بل كلمات سأخرجها من بين قضبان قلبي لاخطها وأحررها فأوصلها لتوأم روحي أكيد سينتحب وهو يقرأها ولكن سيتفهمها وسيدرك أن الحب تضحية قبل كل شيء .....
إلى : حبيبي وتوأم روحي .
طلبي منك وأنت تقرأ تلك الكلمات أن لاتذرف دمعة واحدة فهي غالية عندي...... وليكن في علمك أنك إن سكبتها سيؤلمني ذلك وهذا لن يرضيك طبعا ....فحبي لك لن يتغير وسيظل طول فترة حياتي وما قراري بتركك بعد كل هذا الحب إلا مكرهة ..... هو القدر من أرغمني حين أرسل لي روح أبي آمرة إياي بتركك ليس لأنك شخص لست أهلا لي ....ولكن خوفا عليك وعلى فلذة كبدك التي هي من روحك فكيف لي أن أعشقك وأنا سأوذيك بتعذيب إبنتك ؟
حبيبي .....ما كان الحب الصادق أنانيا بمبدئه بل هو الإيثار وأنا قد أوثرت أن تحيا إبنتك تحت ظلك وحمايتك حتى لاتشعر باليتم وابوها حي ....فما أصعب ذلك وما أمره أن تحيا دون أب وانت في أشد الحاجة إليه وإلى حنانه وأمانه ....لا أريد لإبنتك أن تشق طريقها لوحدها وتواجه ما واجهته من صعوبات في كل مرحلة من مراحل حياتي.....حبيبي جاك تأكد أني لن أنساك وسنتواصل مع بعضنا البعض لآخر رمق في حياتي أكيد سأتزوج غيرك ولن يكون سوى جون ....لذا كن مطمئنا علي فهو سيحميني كأب لي وسأعتبره ذلك الصرح والأمان الذي افتقده أما أنت فحبي الذي لم يكتب لي واذا كنت تحبني فضحي من أجل ذلك الامان الذي سأحياه وايضا ستعرفه إبنتك تحت جناحيك.
حبيبي جاك حين تتوصل بتلك الكلمات ستجدني في مكاننا الذي قضينا فيه أجمل الأوقات قرب الشاطىء..... سأنتظرك لنودع بعضنا هنا حتى تشهد علينا الأمواح والبحر وسماءه ورماله على أروع وأنقى حب عشناه.
حبيبتك سنوهويت
كانت أثر دمعة على الرسالة تظهر بعد ان سكبتها وانا أخط تلك الأحرف بيد مرتعشة .....لن أناوله رسالتي بيدي سأعطيها لليفيا لتوصلها إليه ....كان بإمكاني أن أبعثها عبر الهاتف لكن لن يكون أصدق تبلغيا من الورق إحساسا وحبا .....وبينما أنا في تلك اللحظة المؤثرة والحرجة إذ رن هاتفي لقد كان من جون أجبته ونبرة الحزن بادية حتى أنه أجابني بقلق.
جون : حبيبتي ماذا حصل لك أخبرني أرى أنك لست بخير...لا تقلقي سآتي هذه الأيام مع ألفريدو المهم طمنني الآن عليك.
حكيت له عن كل شيء حدث لي وعن الحلم الذي رأيته إلى أن اقترحت عليه أن أتزوج به شرط أن يتركني أتواصل مع جاك ولو من بعيد وأخبرته أني لن أخونه فليس ذلك من طبعي ....فكر مليا قبل أن يجيبني وفي الأخير وافق على شرطي طالبا مني أن أهدأ ولا أوذي نفسي أكثر .
بعد أن أنهيت عملي ذهبت عند ليفيا وأعطيتها الرسالة لتوصلها لجاك ....أخذتها مني وحضنتني بشدة وهي تبكي أمرتها أن تكف عن ذلك فحبنا لم يمت بل سيظل ينبض بالحياة مرفرفا فوق السماء بأجنحته شاهدا عليه كل من فوق الثرى وتحت البحار .
ذهبت لذاك المكان الذي شهد حبنا قرب البحر في المقهى المطلة عليه أتأمل الأمواج العاتية وهي تتلاطم فيما بينها ....لم أشعر إلا وبيد جاك تمر على رأسي بحنان ودموعه قد ملأت وجهه مسحتها برفق وحنان أخذني إليه وقد حضنني بقوة .
لم يستطع الكلام عيناه كانت ترجوني أن أعدل عن قراري إلا أني كنت أهرب منهما لم أركر في النظر إليهما خشية ان يغلبني قوة بريقهما .....تكلمت نيابة عنه وأنا أسرد له عن حلمي الذي تكرر في منامي حتى يعلم أن ذلك كان أقوى من حبنا وهذا ما جعلني أستسلم بعد تفكير عميق .
هو الحب الباذخ عاش يسقي العشاق كؤوسا من الصبر ولوعة الفراق فما أنصفهم يوما ....هذا ما سنحيا عليه أنا وجاك سنعيش وثقافة الحزن ملازمة إيانا ....سنضحك في وجه الزمن رغم الوجع ونرقص على لحن متقطع من وتر كمان مقطوع.....ليس لشيء فقط لنحيا حياة عادية فارغة لا حب فيها يملأها الصقيع وقد تجمدت ذكرياتنا بين جدران دواخلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق