بقلم الشاعر يحيى الضامري
القرآنُ نبعٌ، ونَبعٌ عَذبٌ..
وهو رحيقٌ، ورحيقٌ مختوم..
بل هو ألذُّ وأروع ..
ينهلُ منهُ ذوُوهُ فيرتوُون ولا يشبعُون..
وكلَّما نهلوا ازداد اشتياقُهم للاغتراف منه..
فكانوا كشجرةٍ تُورِقُ أغصانُها بمعينِ آياته..
ويخضَرُّ عودُها بسلاسةِ معانِيه..
يكفي أصحابه أنَّهم أهلُ اللهِ وخاصتُه..
وليسَ النَّهلُ مِن معينِهِ مقصورٌ على من اشتدَّ عودُه، واستقامَ عمودُه..
بل هو معينٌ لمن نبضَ بالإيمانِ قلبُه، ولو كَبُرَ سِنُّه، ورَقَّ عظمُه، وسقطَ حاجباهُ على عَينَيه..
وأمي يا لَأُمي.. عاشت بجَهدها مع القرآن .. ليس لها من العلمِ إلا علوّ همَّتِها، وبُعد مراميها، لم تَكِل أو تَمَل..
لم يمنَعها من المجاهدةِ في قِراءتِه كِبَرُ سِنِّها، ولا ضَعفُ إحدى عينيها وانطفاءُ نورِ الثَّانية..
ولم يحجُبها عن النظرِ في سُطُورِهِ ألَمُ عينِها الدائمُ الذي لا يسكُنُ إلا بمهدئات وقطرات خَفضِ ضَغطِ العين..
وفي يوم التاسع من رمضان 1440هـ وبعدَ مدةٍ من سِنيِّ عمرِها تختِمُ القرآنَ حفظاً، بهمةٍ جاوزت الجوزاءَ قدراً، عجِزَ عنها بعضُ شبابنا الأصحَّاء .
أفتخر أنك أمي .. أطال اللهِ في عُمُرِك.. وحماكِ وحَرَسَك.. وأبعدَ عنكِ الأذى والنَّصب.. وعوَّضَكِ بذهابِ نورِ إحدى عينَيكِ بنورِ في قلبِك، ونورِ بصيرة في حياتِك ، ونورِ إيمان على الصِّراط..
وأن يكرمك برضوانه..
والفوز بجنانه..
تلكم أمي..
فَلْيُرِنِي كُلٌّ مِنكُم أمَّه..
══════💠💠══════
حمائــمُ الأَيــكِ تشــدو في أغانِيــها
والسعــدُ يبعثُــهــا طــوراً ويثنــيــها
والــروحُ نشــوى تُغنِّــي حُلــوَ أُغنِيَةٍ
في فرحــةٍ لا يكـادُ الدَّهــرُ يُنسِــيهـا
لأجــلِ أمــي لطيــف الشعــرِ أسهلــهُ
نظمــتُ قولــي وأسمى فرحتي فيها
أمي فديتُــك هــل أمــاً تشابهُــهــا؟!
تقــومُ والعــزُّ فـي حــبٍ يُنَــادِيــهــا
تسيــرُ وسطَ دروبِ المجدِ شامخــةً
وسُلَّــمُ المجــدِ في فخــرٍ يُحيِّيــهَــا
تُسامــرُ الليــلَ تتلــو الوِردَ في لَهَـفٍ
وتنشــرُ العطــرَ مسكــاً في نواحِيهـا
كم كنتُ أطرقُ دومــاً بــابَ غُرفَتِهــا
فأبصــرُ النــورَ يسمــو بيــنَ كفَّيـــها
واليــوم تحفــلُ دُنيَــانــا بخَتــمتِــها
فــي قصــةٍ نقــشَ الإبــداعَ راويهــا
بوركتِ أمِّي وأمِّــي اليــومَ مشــرقةٌ
ويشــرقُ البــدرُ من إشــراقُ ماضيها
كانــت تصبِّــرُ نفســاً في السمــوِّ إلى
مراتــبِ العــــزِّ دومــاً حيــن تبنِيــها
مــا ضــرَّها ألــمٌ وافــى بنــاظِــرِهــا
فأتعــبَ الرأسَ واشتــدَّ الأسى فيهـا
أو ضــرَّها كِبَرٌ في الســنِّ إذ عصَفَت
أوصــابُهــا وغَــدَت تُنهِــي تَراقِـيهــا
عن المسيرِ إلى ركبِ الأُلـى شرُفُــوا
ســارت إليهم وجَدَّ الســيرَ حاديهــا
فأدركَت في سمُوٍ ركْبَ مَـن حفظوا
كتابَ ربــي وشـعَّ النــورُ مِـن فِيهــا
أمــي فديتُــك أنتِ الفخــرُ فأْتَلِقِـي
ولْتلْبســي مـن ثيــابِ العــز غالِيهـا
تِلكُــم أيا صحـبُ أمِّي في فضائلها
دعــاءَ صــدقٍ دعــوتُ اللهَ يَشفِيهـا
مَن ذا كأمِّي سمــت للعــزِّ راغبــةً؟!
وهل تُرى في سِواها من يُساويها؟!
══════💠💠══════
✍ شــعــر : يحيى الضامري
🗓 1440/ رمضان / 9 هـ 🗓
القرآنُ نبعٌ، ونَبعٌ عَذبٌ..
وهو رحيقٌ، ورحيقٌ مختوم..
بل هو ألذُّ وأروع ..
ينهلُ منهُ ذوُوهُ فيرتوُون ولا يشبعُون..
وكلَّما نهلوا ازداد اشتياقُهم للاغتراف منه..
فكانوا كشجرةٍ تُورِقُ أغصانُها بمعينِ آياته..
ويخضَرُّ عودُها بسلاسةِ معانِيه..
يكفي أصحابه أنَّهم أهلُ اللهِ وخاصتُه..
وليسَ النَّهلُ مِن معينِهِ مقصورٌ على من اشتدَّ عودُه، واستقامَ عمودُه..
بل هو معينٌ لمن نبضَ بالإيمانِ قلبُه، ولو كَبُرَ سِنُّه، ورَقَّ عظمُه، وسقطَ حاجباهُ على عَينَيه..
وأمي يا لَأُمي.. عاشت بجَهدها مع القرآن .. ليس لها من العلمِ إلا علوّ همَّتِها، وبُعد مراميها، لم تَكِل أو تَمَل..
لم يمنَعها من المجاهدةِ في قِراءتِه كِبَرُ سِنِّها، ولا ضَعفُ إحدى عينيها وانطفاءُ نورِ الثَّانية..
ولم يحجُبها عن النظرِ في سُطُورِهِ ألَمُ عينِها الدائمُ الذي لا يسكُنُ إلا بمهدئات وقطرات خَفضِ ضَغطِ العين..
وفي يوم التاسع من رمضان 1440هـ وبعدَ مدةٍ من سِنيِّ عمرِها تختِمُ القرآنَ حفظاً، بهمةٍ جاوزت الجوزاءَ قدراً، عجِزَ عنها بعضُ شبابنا الأصحَّاء .
أفتخر أنك أمي .. أطال اللهِ في عُمُرِك.. وحماكِ وحَرَسَك.. وأبعدَ عنكِ الأذى والنَّصب.. وعوَّضَكِ بذهابِ نورِ إحدى عينَيكِ بنورِ في قلبِك، ونورِ بصيرة في حياتِك ، ونورِ إيمان على الصِّراط..
وأن يكرمك برضوانه..
والفوز بجنانه..
تلكم أمي..
فَلْيُرِنِي كُلٌّ مِنكُم أمَّه..
══════💠💠══════
حمائــمُ الأَيــكِ تشــدو في أغانِيــها
والسعــدُ يبعثُــهــا طــوراً ويثنــيــها
والــروحُ نشــوى تُغنِّــي حُلــوَ أُغنِيَةٍ
في فرحــةٍ لا يكـادُ الدَّهــرُ يُنسِــيهـا
لأجــلِ أمــي لطيــف الشعــرِ أسهلــهُ
نظمــتُ قولــي وأسمى فرحتي فيها
أمي فديتُــك هــل أمــاً تشابهُــهــا؟!
تقــومُ والعــزُّ فـي حــبٍ يُنَــادِيــهــا
تسيــرُ وسطَ دروبِ المجدِ شامخــةً
وسُلَّــمُ المجــدِ في فخــرٍ يُحيِّيــهَــا
تُسامــرُ الليــلَ تتلــو الوِردَ في لَهَـفٍ
وتنشــرُ العطــرَ مسكــاً في نواحِيهـا
كم كنتُ أطرقُ دومــاً بــابَ غُرفَتِهــا
فأبصــرُ النــورَ يسمــو بيــنَ كفَّيـــها
واليــوم تحفــلُ دُنيَــانــا بخَتــمتِــها
فــي قصــةٍ نقــشَ الإبــداعَ راويهــا
بوركتِ أمِّي وأمِّــي اليــومَ مشــرقةٌ
ويشــرقُ البــدرُ من إشــراقُ ماضيها
كانــت تصبِّــرُ نفســاً في السمــوِّ إلى
مراتــبِ العــــزِّ دومــاً حيــن تبنِيــها
مــا ضــرَّها ألــمٌ وافــى بنــاظِــرِهــا
فأتعــبَ الرأسَ واشتــدَّ الأسى فيهـا
أو ضــرَّها كِبَرٌ في الســنِّ إذ عصَفَت
أوصــابُهــا وغَــدَت تُنهِــي تَراقِـيهــا
عن المسيرِ إلى ركبِ الأُلـى شرُفُــوا
ســارت إليهم وجَدَّ الســيرَ حاديهــا
فأدركَت في سمُوٍ ركْبَ مَـن حفظوا
كتابَ ربــي وشـعَّ النــورُ مِـن فِيهــا
أمــي فديتُــك أنتِ الفخــرُ فأْتَلِقِـي
ولْتلْبســي مـن ثيــابِ العــز غالِيهـا
تِلكُــم أيا صحـبُ أمِّي في فضائلها
دعــاءَ صــدقٍ دعــوتُ اللهَ يَشفِيهـا
مَن ذا كأمِّي سمــت للعــزِّ راغبــةً؟!
وهل تُرى في سِواها من يُساويها؟!
══════💠💠══════
✍ شــعــر : يحيى الضامري
🗓 1440/ رمضان / 9 هـ 🗓
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق