الخميس، 1 أغسطس 2019

حكايات من زمان فات للشاعر خالد المنصوري

حكايات من زمن فات
بقلم ااشاعر خالد المنصوري
بسم الله الأحد سأدون أولها
وبالصلاة على محمد ثانيها
وإن لم يكن الذكر هو مبدؤها
خاب كل حرف سطرته فيها
حكايات عن زمان هارويها
تبث حزنها وألمها وأغانيها
بلسان الحال ناطقة معانيها
بما يوحيه القلب لها ويمليها
هى أُنسى وهى ديارا أسكنها
بكل جمال الحروف سأبنيها
كواحة نضرة يتفتح نرجسها
والنسرين تعطرت به أراضيها
قطوف ترنحت بفعل فاعلها
وماء الصدق العذب راويها
******************
فين ايام زمان
والله واكبرنا قبل الاوان
لما تهنا في المكان
لما بقينا لعبه في ايد الزمان
بندور في الحياه زي السواقي
لا بنحسب الي فات من عمرنا ولا الي باقي
والامان كان زمان
لما كنا طول الليل نغازل القمر
لما كانت الدمعه تغازل العين الي كحلها السهر
لما كانت الاحلام بترقص في ابتسامات القدر
لما كان البحر يبكي من دموعنا
والنجوم تسهر وتنتظر رجوعنا
النهارده ليه كبرنا قبل ما ييجي الاوان
ليه سكنت في عنينا القسيه ونسينا الحنان
ليه بقينا لعبه في ايد الزمان
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
******************
دى الدنيا حلوه وانت اللى مخليها غابة
تذل رجال وتنهش عيونك الصباية
تنام سكران والغدر يصبح غاية
الكره فى طبعك والطمع راية
شيطانك يقولك الدنيا بقيالك
من الفرح والمتعه لسه شيلالك
اتمتع بفلوسك وفى غيرك متسألش
لكن ضحك عليك ومقلكش
ممكن تزول النعمه من قدامك
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
******************
كان بيت الحاج زهران
فى المكان ده زمان
راجل بطبيعته وبسمته
تقول الدنيا كلها امان
كان هايم فى ليل السهر
بقرأ ويصلى ويسبح
ويقول مواويل فى القمر
مرت السنيين وافتكره ربه الكريم
احكي وغني علي الربابة
حكايات من زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
***************
سكن بيته بنت من قار الهوى
وكانت الرذيله ليها الرغبه والدوا
كان الهوى سلعه فى بيتها
وقرش على قرش يزود سيغتها
وياما بكت ليالى على خبيتها
كانت غنوه من غناوى الشوق
يزورها الهوى فى ليله جوى
وبعدها يصحى الضمير ويفوق
وتبكى الخسيسه بدمعه رخيصه
نسيت تتعلم من الدنيا
اللى تبيع نفسها ياما من العذاب هتدوق
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
***************
ودى كانت صبيه من اهل القمر
خدود ورديه وعيون يشهد فى حقها السهر
قابلها قلب فى ساعه سفر
دوب قلبها فى لمحه البصر
وفى ليله من ليالى المطر
هرب الضمير لما سلب الشرف
وانكشف المستخبى يوم عرسها
ونزلت الدموع كالبحر من عين البنيه
وتقول سماح يابا
ده الهوى غلاب والدنيا غابا
قالها ده العرض زينه الصبيه
وانتى عشتك حرام فى الدنيا ديه
وكان قتلها مكتوب فى القدر
واتقفلت حكايه من حكايات البشر
احكي وغني علي الربابة
حكايات من زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
**************
عامل حريف مالوش نظير
وفى طيبته الكل قالو عنه امير
يمسح عرقه ويشتغل بضمير
لحد ماشتد المرض عليه
وطال رقاده فى السرير
طال مرضه ودى ارده القدير
انقطع عيشه وده كان المصير
ومن شده الجوع والمرض
مشى فى ارض الله
يشكى حاله العليل
بيدعى ربه يفك ازمه عسير
وبكت عليه نجوم الليل
لما ملقاش السبيل
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
**************
قاله صاحبه ملناش مكان فى الوطن
نسافر قبل مايقتلنا الجوع والمرض
ساب امه المريضه وغواه السفر
ونسته الانانيه امه الوحدانيه
ورجع بعد سنيين طويله يدور علي الحنيه
ولما فتح الباب لقى الصدمه الحقيقيه
كانت حيطان البيت بتبكى علي الست حمديه
وتقول بصوت عالى رجعت متأخر ياابن البيت
دى الام ماتت لما بعدت واتحديت
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
************
على ناصيه الحاره
عمى لطفى بتاع الطعميه
على باب الله
بيدور على رزقه فى ساعه صبحيه
يوم جنيه ويوم اتنيين
اهو الحاله ماشيه ومعديه
عندو بنته ساره
عروسه زى القمر فى الجامعه
مخطوبه لشاب مجدعه فى الحته
وعنده كام عيل صغير
بيقول ياهادى فى تربيتهم
ده الجاى على قد الرايح
وتقيله عليه مصارفهم
غير ام العيال
جالها المرض بدرى
ويقول دى العيشه مره
والهم مالى قلبى
صبرنى يارب علي حالى
وخفف عنى همى
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
************
من سجن القناطر بيشكى
راجل غلبان من الظلم يبكى
ومين شاهد على براءته
غير اللى شايفه
وبيدعى ياخد بيده
دى تهمه وربه عالم
وقادر ينتقم من كل ظالم
بالسرقه والنهب اتهمه
وده عمر ماراحت عينه
للى فى ايد غيره
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
******************
وبين أصحاب  بتجمعنا 
لقيت في عينيها مية معنى 
وبين دوشة من الحاضرين 
سرحنا في بحر كله حنين 
خدتني في رحلة مسحورة 
كأننا  طيف  في  بللورة 
وبين ترانيم من العصافير 
بعدنا بعيد كتير و كتير 
ووسط جزيرة من فضة 
لقينا  قاربنا  فيها هدى 
نادانا براح ماهوش عادي 
بيطرح ضوء جميل هادي 
جرينا وروحنا نـتفـسـح 
ونتـهـادى و نـتـمرجح 
رجعنا سنين لطفولتنا 
كـأن الـدنيا حـبـتـنـا 
وشوفت الضحكة في عنيها 
لقيت نفسي ساكن  فيها 
ومن لحظتها  قررنا 
نعيش حبيبين في مشوارنا 
وننسى الدنيا و العالم 
ونسكن كون جميل حالم 
ونكتب في الهوا حكاية 
لا ليها حدود ولا نهاية 
وتفضلي انتي عنواني 
وصوتك عزف ألحاني 
وتخلص فينا حـدوتـة 
ويحكوها توتة توتة
احكي وغني علي الربابة
حكايات عن زمن الديابة
اللى دايسين علي الغلابة
بقلمي/خالدالمنصوري
24/8/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق