السبت، 31 أغسطس 2019

أعتذر منك ... بقلم الشاعرة فاديا الصالح

اعتذر منك 

لم أكن أُحسن التعبير عن ذاتي !  مفرداتي صغيرة ضيقة !! و ساحة الشعور رحبة المدى ،لم أكن أُحسن أن أكتب إلى عينيكَ يا سيد الكلمات -جُملة- و لم يكن باستطاعتي أن أكون بمستواها لأصفها في حروف مشنوقة على متن الدفاترِ .
لم أكن الإ طفلة في الخامسة تلهو بالطين ِ و قلبها الفارغ لا يرتجف من آتٍ ..و عيناها البريئة تجوبُ مساحات ِ الرّبا ..و قدماها تمشطُ دروب الرّبيعِ.. 
لم أكن كما كنت َ تحسبني امرأة كل العصور ..في يديها مزامير داوود و في تحت قدماها عرش بلقيس.. و  مملكتها خلت من اللصوص  ..
لم أكن الإ غيمة قادتها الرياح العاتية  إلى مهد ربوعكَ في آواخر كانون ..فتمرغت ْ من شجيها  النايات و اصفرت الآمال ونسيت الهطول ..
لم أحسن ْ حبك َ يوماً ولم  استطع التناسي و التمادي و البوح بالمكنون ..لم أكن أَهَلاً لعينيك َ و لم يكن صدرك منزلي و لا أضلعك  موطني ..!!!!!
أعتذر من أجنحتك التي قطعتها عندَ الغروبِ و تناسيت مكاني فيها !!! اعتذر من هامتك التي كَسرتُها تباعاً و لم أعبّأ بها عندما رَاقصتني تحت ظلال الشموع ..
اعتذر من ملامحك وجهك ذي الشجون ..أهززتهُ وتناثر كزجاج في مهب القدر و الظنون ..
اعتذر من عينيك َ يا سيدي ..لم أُحسن َ التصرف و لم أحسن التعبير ..!!!
فاديا الصّالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق