#قصة #في_جزيرة_معزولة
بقلم الأديبة سميا دكالي
قصة فتاة عاشت حياتها كلها في جزيرة منعزلة مع أبيها الذي قضى عمره في أبحاثه العلمية ....ليقضي نحبه ويتركها وحيدة في عالم غريب ....تكتشفه بعد ذلك .
#الجزء_السادس_عشر #وداع_آيريس⚘
كان جيمس قد كتب في وصيته أن يدفن بجانب زوجته في تلك الجزيرة المعزولة حرصت إيزلا على ذلك وأنهوا مراسيم الدفن وقلبها يكاد أن يقتلع من مكانه، لكنها تجلدت محاولة إخفاء دموعها ....فأبوها لن يعود إليها مرة أخرى.
صعدت إلى غرفتها لتجمع أغراضها وملابسها، وكل ما طلبه منها دانيال استعدادا للسفر معه قصد زيارة أهل أمها.....تقوم بعدها بتسليم الملف إلى الشركة، حتى يعيدوا دراسة مجريات العمل التي ستتغير دون شك... أذعنت للأمر وفي نيتها العودة لمتابعة البحث والغوص في أعماق البحر ....ألقت نظرة على غرفة أبيها، فلم تتمالك نفسها حتى سالت عبراتها كقطرات المطر..... وهي تشهق بصوت منخفض، خذها دانيال في حضنه محاولا تهدئتها وشعور غريب يسري في جسده كله تمنى لو بقيت بين ذراعيه. لكنها ابتعدت ومسحت دموعها .
حينها طلب منها الإسراع في جمع الأغراض للرحيل من الجزيرة قبل أن يتقلب الجو، إلا أنها أمهلته حتى تودع صديقتها إيريس على أمل اللقاء بها يوما ما..... فأكيد لن تتركها بالمرة ستكون سوى فترة قصيرة حتى تعود إيزلا إلى المكان الذي قضت فيه أجمل أيامها، في عزلة عن العالم، مصاحبة الطبيعة ومستمتعة بكل ما فيها ....لم يمانع دانيال بل رافقها وهو عالم بكم المعاناة التي تحملها بداخلها بعد أن انتُزِع منها كل شيء جميل كانت تملكه.
جرت مسرعة نحو الشاطىء وروكي ودانيال معها نادت على إيريس لم تمضِ دقائق حتى لاحت لها من بعيد آتية نحوها..... سبحت إيزلا باتجاهها لتعانقها كما تحضن الأم طفلها......قد ألفتها حتى باتت جزءا منها .....كلمتها وأخبرتها أنها ستسافر بعيدا لقضاء مهمة وتعود إليها... وقد طمأنتها بأن لا تقلق عليها إن غابت عنها أياما أو شهورا.
فالطير وإن هاجر موطنه هروبا من غضب الطبيعة وقسوتها، فإن الحنين إليه يعيده حين تلبس الحياة حلتها الجميلة..... لتتزين بأبهى الألوان في الربيع.... فتستقبله بأطيب وأزكى العطور حينها يغني أعذب الألحان ويشدو بأرق الأصوات مرفرفا في سماء الحرية بعد طول غياب.
#سميا_دكالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق