الخميس، 24 أكتوبر 2019

صاق حالي للشاعر عبد الرحمن جانم

(ضاق حالي ...)

لـ عبد الرحمن جانم

شكوتُ إليكَ يا ربّاهُ حالي

فقد صارتْ همومي كالجبالِ

أعيش العمر في الدنيا وحيداً

كأنّي عائشٌ بين الخيالِ

أسافر في دروب الوهم دوماً

بلا أملٍ ..وقد طال ارتحالي

أعاني البعد والحرمان قهراً

أقاسي وحشة الدنيا لحالي

أظلّ مسافراً سفراً طويلاً

لعلّي ظافرٌ حلم الوصالِ

ولكن ما وصلتُ إلى مرامي

ولا استوقفتُ في الدنيا نضالي

أباتُ الليل مهموماً حزيناً

وأبكي وحشةً طول الليالي

يطول الليل حتّى خلتُ أنّي

بدنيا الحزن رهن الاعتقالِ

كأنّ الليل مشدودٌ بحبلٍ

إلى وتد الظلام بشدّ عالي

وتأبى أن تغادرني همومي

وتتركني لكي أمضي مآلي

وحزني جائرٌ يمضي بظلمي

يمرّغني قهراً بالرمالِ

تملّكني فجار عليّ لمّا

غدا في دنيتي كالاحتلالِ

بقيتُ مجاهداً للحزن عمري

وعشتُ لهُ على درب النضالِ

عجزتُ تحرّراً منهُ كأنّي

ضعيفٌ بتُّ من دون اكتمالي

وهذا واقعٌ.. أمسيتُ أحيا

بعجزٍ مانعٍ كلّ الفعالِ

فلم أقدرْ أجابههُ ولا أن

أنافسهُ على أرض النزالِ

لهذا قد بقيتُ أعيش غلباً

على الدنيا أواري لانفعالي

فإن حاولتُ أستعصي عليهِ

رماني القمع رمياً  كالنبالِ

فهل يا ربُّ ما يجري بحالي

وعمري كائنٌ بين الحلالِ ؟!

مللتُ العيش والدنيا إلى أن

عشقتُ مُقَرِّرَاً منها انتقالي

فيا ربّاهُ يا غوثاهُ إنّي

أتيتُكَ راجياً رفقاً بحالي

فأنتَ خلقتني وملكتَ أمري

جعلتَ الروح تجري في خلالي

عرفتَ حقيقتي وعلمتَ سرّي

وما يجري على فكري وبالي

علمتَ بأنّني عبدٌ ضعيفٌ

وما لي حيلةً إلاّ ابتهالي

إليكَ تضرّعاً أرجوكَ لطفاً

ومغفرةً وعفواً في ظلالي

على الدنيا نمرّ مرور لحظٍ

أنا والخلق جمعاً للزوالِ

وأنتَ مخلّدٌ في الكون فردٌ

رحيمٌ قادرٌ يا ذا الجلالِ

 أتيتكَ تائباً من كلّ ذنبٍ

جنيتُ فأصبحتْ حمل الثقالِ

وما عندي سواكَ يزيل حملاً

ثقيلاً زاد عن حدّ احتمالي

............إلخ

لـ عبد الرحمن جانم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق