الجمعة، 18 أكتوبر 2019

قبل الوداع للشاعر محمد أبو رزق

بقلم الشاعر محمد أبو رزق
قبل الوداع
وأنت تحزمين حقائبك
لأجل الرحيل
تلملمين أشياءك الصغيرة
تجهشين بالبكاء والدموع تسيل
وأنا الغارق في الحزن
 والصمت الطويل
شارد الذهن
أحسّ في داخلي
بشيء يشبه الحريق
أتخيّل أنني أسمع في باطني
صراخ غريق
تمهّلي قليلا
هِبيني من وقتك هُنيهة
قبل الوداع
امنحيني ولو فرصة
أشرح قدر المستطاع
تريثي وفكري طويلا
قبل أن تسلميني إلى الضياع
توقفي قليلا
قبل أن يأذن غروبي وينكسر الشراع
أنت لا تدرين أبدا
إلى أي مدىً أحبك
أشعر الآن
وكأنني لأول مرّة أعشقك
وأنني لا أقوى على الفراق
وأنني سأعيش بَعدك
حياة مُرّة المذاق
وأنت تستعدّين للرحيل
أحس أنني راحل إلى المجهول
إلى عالم الفراغ المهول
لا أطيق أن أستبدلك بالاكتئاب
لا أتحمل أن أعوّض حضورك بالغياب
لن أسمح لرحيلك أن يخطفك منّي
وأن يسرق نومي وعمري ويُبعدك عنّي
لن أبيح للمراحل القادمة
أن تكون تنهداتٍ وروحاً ساهمة
وأياما من عمري قاتمة
لن أودّعك وأرجع وحدي
لن أفقدك وأكون سبب فقدي
ولن يكون قبلي أفضل من بَعدي
فما أنت إلا وشمٌ على القلب
يصعب زواله
وما أنت إلا ظل على العمر
يعسرُ ترحاله
وما زلت وشمي الأصيل
وما زلت ظلّي الظليل
وما زلت حبّي الجميل
ورحيلك مستحيل مستحيل
محمد أبورزق 18 / 10 / 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق