الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

ظلي كالطيف يخيم في السماء للشاعرة سامية القاضي

"ظلي كالطيف يخيّم في السماء"
بقلم الشاعرة سامية القاضي
أرى ظلي كالطيف يخيّم في السّماء...
وجسدي في جوف الريح..
يقارع لجّ المواجع..
 يتربّص به الصّمت الرهيب
 و الفناء..
أرى ظلي كالطيف يخيّم في السّماء...
وروحي معلقة على صراط الرحلة الاولى...
مفتونة بسحر المنتهى.....
سأعترف لكم الآن:
انه مازال في قلبي العليل
 رغبة  في الرقص 
 على اوتار ريح الصبا..
و أنّ لي حلما... أن لا اتلاشى
 كالغبار على صهوة الذّاريات 
هباءً...
حلمي.... ان يظلّ ذكري بين الأنام
قصائدا ...
تحلق مع الطير في متاهات المدى
 تقبّل ثغر المواسم 
تراتيلها مواويلا 
و غناءً....
ساعترف لكم الآن..
أنني لا اهوى الأفولَ و الفناء....
دربي اردته درب خلود
 كل من مشى فيه سما..
فاِجعلوا تربة قبري طينا حين موتي
ليظل جسدي نديا لا يبلوه الردى...
  و اِزرعوا حولي
 زهورا وحدائق تملأ طيف انفاسي شذى .
لا تحجبوا عني الغيوم 
دعوها تذرف على قبري الدموع 
تهب لي من مزناتها الرّواء..
و لا تنسوا ان توقدوا جذوة نار
فهي حين يلفحني الصّقيع
دفئا ساريا في جسدٍ قد بليَ...
سأخبركم  الآن :
أنه في غفلة من حارس الموتى
قد أعود عند الهزع الأخير من الليل...
مسربلة روحي بالضياء...
لتراقص النجوم المشرقات 
و تداعب وجنات الكرى...
ستعود روحي من وجع التّيْهِ
لتعانق الوجود بأحلام و رؤى
و تكتب على اوراق البلوط 
قصة عنوانها:
"هنا لا يرقد الموت ؛ بل تغفو هنا روح ساميه"
سامية القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق