فصل الحنين
بقلم الشاعرة فاديا الصالح
و نحن على أبواب الشتاء .. غادرت الأوراق أوطانها التي ألفتها ..و سافرت الطيور سفراً قسرياً ..تجوب بلاد الله باحثة عن الحنين و الدفء .
و نحن على أبواب فصل اللوعات و الانتظارات هذا الفصل الغني بالحنين ..المثمر بساعاته الطويلة الحاملة أصوات الأحبة الغائبين ..أقفُ حيرى و كل السكون والصمت يأكلني ...
و كل الذهول و الحرقة تحضرني ..
و كل الأسى و الخذلان يلزمني ..
أجل ..أجل
فصل يقودك لي ..يجر أذيال أمنياتك أمامي ..و بعضاً من أحلامك المتآكلة . و انهيار بريق عينيك اللئيمة تتهاوى قليلا قليلا..
كيف لصوت لهيب المدفئة أن يأسرني . و أن تخرج أنت بكل أناقة من لون نيرانها . ..
و بكل زهو تمسح رأسي ..
بعد أن تناسيت في مرات عديدة أنك أحببتني ..أنك أوهمتني في زمان أنقضى أنك عشقتني ..وأن عينيّ هما موطنك ..و هما أهلك ..
كيف قادك الشتاء لي هذا العام ..و بكل براعة ..
حضرت مع غيومه ..؟ و ملأت الطرقات الخاوية ..بحضورك الباهت الذي يشبه اللا شيء ..يشبه العدم ..يشبه الفراغ ..
فاديا الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق